الشارع المغاربي: اتّهم عبد الكريم الهاروني رئيس مجلس شورى حركة النهضة اليوم الاثنين 31 ماي 2021 رئاسة الجمهورية بمحاولة تعطيل زيارة رئيس الحكومة هشام المشيشي إلى قطر ، مشيرا الى أنّ ذلك كان”بسبب اعتقاد خاطئ يتمثل في أن التحرك في الخارج حكر فقط على قصر قرطاج”.
وقال الهاروني خلال حضوره اليوم ببرنامج “ميدي شو” على اذاعة “موزاييك أف أم”: “تدخل ديوان رئيس الجمهورية لدى القيادة القطرية وطلب منها عدم التعامل مع الوفد الحكومي ..هل نصل لهذا المستوى كدولة متحضرة وديمقراطية؟ هل هكذا نتعامل مع اشقائنا القطريين او غيرهم ؟ علينا احترام بعضنا حتى تساعدنا وتحترمنا الاطراف الاخرى” مشيرا الى أنّ المشيشي كان سيزور ليبيا يوم 16 مارس والى ان رئيس الجمهورية قرر زيارة ليبيا في نفس اليوم.
واضاف ” لا يجب لخلافاتنا داخل الدولة أن تؤثر على علاقاتنا الخارجية ومصالحنا العليا ..وفد من الحكومة التونسية توجه الى قطر في اطار التعاون وتدخلت رئاسة الجمهورية وعطلت العملية واصبح لدينا حرج امام اخوتنا القطريين وبعد هذا التعطل ذهب راشد الغنوشي في زيارة إلى قطر وهو له مكانة واحترام في هذا البلد وفي كثير من بلدان العالم لتقديم دفع لهذه الوضعية وندافع عن سند للوضع الاقتصادي والاجتماعي في تونس .. هذه الزيارة كانت ناجحة حيث عبّر الاخوة القطريين عن دعمهم الكبير لتونس وهذا دور راشد الغنوشي وهو دور يتكامل مع دور مؤسسات الدولة وليس بديلا عنها او مقدما لها …في انتظار زيارة رئيس الحكومة والوفد الحكومي وهذا ما تم”.
وتابع “نحن لا نخلط بين دور الحركة ورئيسها للدفاع عن مصالح تونس …دورنا قمنا به وسنواصل فيه … وبين العلاقة بين دولتين التي تكون بين الحكومة القطرية والحكومة التونسية التي كان رئيسها في زيارة مهمة بـ3 ايام ونتوقع ان تكون نتائحها ايجابية ستعلن عنها الحكومة…يجب احترام قواعد واصول التعامل بين الدول ويمكننا الحديث مع الاخوة القطريين وان تكون هناك وعود وافكار واقتراحات…كل هذا جائز ولكن بصفة رسمية …راشد الغنوشي لم يعلن عند عودته من قطر عن تفاصيل بل جاء بدعم قوي لتونس…الدعم القطري هو اهم دعم يجب المحافظة عليه مع المحافظة على العلاقات المبنية على الاحترام بين الحكومة التونسية والحكومة القطرية واصول التعاون بينهما ونحن ننتظر عودة رئيس الحكومة للاعلان عن نتائج الزيارة ومتوقع انها ستكون نتائج ايجابية”.
وواصل “نحن حزب أوّل في البلاد وأطراف مسؤولة ولدينا علاقة بالحكومة وعلاقة بمجريات الزيارة التي تمت في قطر والتي نتابعها .. وتدخل رئاسة الجمهورية منبي على تصور أنّ السياسة الخارجية هي حكر على قصر قرطاج وهذا خاطئ لأنّ رئيس الجمهورية يشرف على السياسة الخارجية للدولة ولكن ايضا لوزارة الخارجية نشاطها ولرئيس الحكومة نشاطه وللبرلمان والاحزاب انشطتها …كلنا نخدم السياسة الخارجية التي يشرف عليها ويرسمها رئيس الجمهورية وبالتشاور ايضا لاننا لسنا في نظام رئاسي فردي حتى يحدد لنا شخص كل شيء”.
وقال الهاروني “لاحظنا ان الخلاف الداخلي بين سعيّد والمشيشي بصدد الانعكاس على علاقاتنا الخارجية…من ذلك عندما كان المشيشي متوجها على الساعة الواحدة بعد الزوال لليبيا، تدخل رئيس الجمهورية ليزور هو ليبيا قبله وهذا دليل على وجود خلل….يبقى رئيس الجمهورية 3 ساعات في ليبيا البلد الذي لدينا معه مصالح حيوية وفي المقابل يذهب لمصر ويقضي 3 أيام .. ولا يزور الجزائر التي تمثل اولوية كبرى في علاقاتنا الخارجية…هذا بالاضافة الى تصريح رئيس الجمهورية في فرنسا المنفّر للمستثمرين في تونس …ليست هذه سياستنا الخارجية…ادعو سعيد بالمناسبة لزيارة البرلمان وعرض توجهاته في السياسة الخارجية لمناقشتها “.