الشارع المغاربي – اليونسكو: خُمُس‭ ‬الشعب‭ ‬التونسي‭ ‬أمّيٌّ و70‭‬٪‭‬ منه‭ ‬أطفال‭ ‬وشبان

اليونسكو: خُمُس‭ ‬الشعب‭ ‬التونسي‭ ‬أمّيٌّ و70‭‬٪‭‬ منه‭ ‬أطفال‭ ‬وشبان

قسم الأخبار

29 يناير، 2023

الشارع المغاربي-منير‭ ‬الفلّاح: ‬ اعتدنا‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬وحتّى‭ ‬العشريّات‭ ‬الاخيرة‭ ‬ان‭ ‬يتزايد‭ ‬الاهتمام‭ ‬والحديث‭ ‬و‭”‬التّحاليل‭” ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬التربويّة‭ ‬والتّعليميّة‭ ‬والثّقافيّة‭ ‬كلّما‭ ‬عاشت‭ ‬البلاد‭ ‬حدثا‭ ‬جللا‭ ‬امنيّا‭ ‬كان‭ ‬ام‭ ‬غيره‭…‬عندها‭ ‬تتصاعد‭ ‬الاصوات‭ ‬وتُرفع‭ ‬شعارات‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ “‬اصلاح‭ ‬المنظومة‭ ‬التربويّة‭ ‬بات‭ ‬ضرورة‭ ‬قصوى‭ ‬او‭ “‬الثقافة‭” ‬خير‭ ‬سلاح‭ ‬ضدّ‭ ‬الارهاب‭ ‬والتطرّف‭” ‬الى‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬العناوين‭ ‬التي‭ ‬بات‭ ‬شبه‭ ‬معلوم‭ ‬انّها‭ ‬مجرّد‭ “‬فواصل‭” ‬الى‭ ‬حين‭ ‬حصول‭ ‬احداث‭ ‬اخرى‭ ‬اكثر‭ “‬اثارة‭” ‬وقدرة‭ ‬على‭ ‬ملء‭ ‬البلاتوهات‭ ‬التلفزيّة‭ ‬والاذاعيّة‭ ‬وصفحات‭ ‬فايسبوك‭.‬ وعند‭ ‬كلّ‭ ‬عودة‭ ‬مدرسيّة‭ ‬نسمع‭ ‬مجدّدا‭ ‬احصائيّات‭ “‬التسرّب‭ ‬المدرسي‭” ‬وما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬اجهزة‭ ‬الدّولة‭ ‬لتلافي‭ ‬الحاصل‭ ‬اصلا‭ (‬كمدرسة‭ ‬الفرصة‭ ‬الثانية‭) ‬ودون‭ ‬الخوض‭ ‬عميقا‭ ‬في‭ ‬اسباب‭ ‬هذا‭ “‬التسرّب‭” ‬وسبل‭ ‬الحدّ‭ ‬منه‭ ‬تدريجيّا‭ ‬على‭ ‬الاقل‭ !‬ الكلّ‭ ‬يعلم‭ ‬انّ‭ ‬من‭ ‬اهمّ‭ ‬انجازات‭ ‬الدولة‭ ‬بعد‭ ‬1956‭ ‬تعميم‭ ‬التّعليم‭ ‬بمراحله‭ ‬فانتشرت‭ ‬المدارس‭ ‬الابتدائيّة‭ ‬والمعاهد‭ ‬الثانويّة‭ ‬وتأسّست‭ ‬نواة‭ ‬الجامعة‭ ‬التّونسيّة‭ ‬لتعمّ‭ ‬الكليّات‭ ‬والمدارس‭ ‬العليا‭ ‬جميع‭ ‬الاختصاصات‭ ‬والجهات‭ ‬وبقينا‭ ‬لمدّة‭ ‬طويلة‭ ‬لا‭ ‬نرى‭ ‬من‭ ‬الكأس‭ ‬سوى‭ ‬نصفه‭ ‬الملآن‭ ‬دون‭ ‬التفطّن‭ ‬الى‭ ‬انّ‭ ‬ذاك‭ ‬الجزء‭ ‬الملآن‭ ‬في‭ ‬طريقه‭ ‬للنضوب‭ !‬

قد‭ ‬تتبادر‭ ‬للاذهان‭ ‬اسئلة‭ ‬عديدة‭ ‬منها‭ ‬المباشرة‭ ‬مثل‭ :‬كيف‭ ‬وقع‭ ‬ذلك؟‭ ‬او‭ ‬لماذا؟‭ ‬او‭ ‬منذ‭ ‬متى‭ ‬بدأ‭ ‬ذلك؟‭ ‬وطبعا‭ ‬من‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬التدهور؟ الاكيد‭ ‬انّ‭ ‬كلّ‭ ‬الانظمة‭ ‬قبل‭ ‬الثورة‭ ‬وبعدها‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الانحدار‭ ‬بدرجات‭ ‬مختلفة‭ ‬فلا‭ ‬يستوي،‭ ‬للامانة،‭ ‬من‭ ‬عمّم‭ ‬التعليم‭ ‬ووحّد‭ ‬مناهجه‭ ‬وجعله‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬اولويّات‭ ‬الدّولة‭ ‬ورصد‭ ‬له‭ ‬الميزانيّات‭ ‬الهامّة‭ ‬ومن‭ ‬جعل‭ ‬الشّأن‭ ‬التعليمي‭ ‬والتّربوي‭ ‬يتراجع‭ ‬على‭ ‬سلّم‭ ‬الاولويّات‭ ‬ليصبح‭ ‬التّناول‭ ‬تقريبا‭ ‬منحصرا‭ ‬في‭ “‬كلفة‭” ‬التعليم‭ ‬بالحديث‭ ‬عن‭ ‬عدد‭ ‬أجراء‭ ‬القطاع‭ ‬والمبالغ‭ ‬المرصودة‭ ‬لخلاصهم‭ ‬تُردف‭ ‬احيانا‭ ‬بمبالغ‭ ‬صيانة‭ ‬المؤسّسات‭ ‬التّربويّة‭ ‬ويُقدّم‭ ‬بناء‭ ‬مدرسة‭ ‬او‭ ‬معهد‭ ‬جديد‭ ‬عنوانا‭ ‬في‭ ‬نشرات‭ ‬الاخبار‭ ‬وكأنه‭ ‬امر‭ ‬خارق‭ ‬وجب‭ ‬التّنويه‭ ‬به‭!‬

الاكيد‭ ‬ايضا‭ ‬انّ‭ ‬الدّولة‭ ‬التّونسيّة‭ ‬ومنذ‭ ‬انخراطها‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬الاصلاحات‭ ‬الهيكليّة‭ ‬باتت‭ ‬تأتمر‭ ‬تقريبا‭ ‬بأوامر‭ ‬المؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬اولوياتها‭ ‬وفي‭ ‬وضع‭ ‬سياساتها‭ ‬التربويّة‭ ‬وضرورات‭ ‬الضّغط‭ ‬على‭ ‬المصاريف‭ ‬والفتح‭ ‬العشوائي‭ ‬لمشاريع‭ ‬التّعليم‭ ‬الخاصّ‭ ‬وحتّى‭ ‬محتويات‭ ‬البرامج‭ ‬والنزوع‭ ‬نحو‭ ‬حشو‭ ‬الادمغة‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬التكوين‭…‬الى‭ ‬ان‭ ‬وجدنا‭ ‬انفسنا‭ ‬ازاء‭ ‬اجيال‭ ‬بأدمغة‭ ‬محشوّة‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬المعلومات‭ ‬بغاية‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬أعداد‭ ‬مرتفعة‭ ‬وحتّى‭ ‬شهائد‭ ‬وإهمالٍ‭ ‬لتكوين‭ ‬الادمغة‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬التّفكير‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬صاحب‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬تهميش‭ ‬للعلوم‭ ‬الانسانيّة‭ ‬وتصنيفها‭ ‬كذات‭ ‬قيمة‭ ‬اقلّ‭ ‬من‭ ‬العلوم‭ ‬الصّحيحة‭ ‬وهذا‭ ‬طبعا‭ ‬خطأ‭ ‬اصلي‭ ‬يُهمل‭ ‬تاريخ‭ ‬العلوم‭ ‬ودور‭ ‬الفلسفة‭ ‬تحديدا‭ ‬في‭ ‬تطوّر‭ ‬العقل‭ ‬البشري‭ .‬ في‭ ‬المقابل‭ ‬من‭ ‬الجائر‭ ‬الجزم‭ ‬بأنّ‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬لم‭ ‬يلق‭ ‬ايّ‭ ‬اهتمام‭ ‬لدى‭ ‬الجميع‭. ‬فعلى‭ ‬العكس‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬تماما‭ ‬بقي‭ ‬التعليم‭ ‬ويظلّ‭ ‬الهمّ‭ ‬الاوّل‭ ‬لدى‭ ‬العائلات،التي‭ ‬لازالت‭ ‬ترى‭ ‬في‭ ‬معظمها‭ ‬أنه‭ ‬اهمّ‭ ‬مصعد‭ ‬اجتماعي‭ ‬لدى‭ ‬منظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والهيئات‭ ‬ذات‭ ‬الاهتمام‭ ‬مثل‭ “‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬لحقوق‭ ‬الانسان‭” ‬و‭”‬المنتدى‭ ‬التونسي‭ ‬للحقوق‭ ‬الاقتصاديّة‭ ‬والاجتماعيّة‭” ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬بدراسات‭ ‬قيّمة‭ ‬ونشر‭ ‬عدّة‭ ‬كراسات‭ ‬في‭ ‬الموضوع‭…‬ واحدة‭ ‬من‭ ‬الدّراسات‭ ‬المنسوبة‭ ‬لليونسكو‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬المستوى‭ ‬التعليمي‭ ‬العام‭ ‬للشّعب‭ ‬التونسي‭ ‬سنة‭ ‬2021‭ ‬تظهر‭ ‬انّ‭ ‬قرابة‭ ‬رُبُع‭ (‬26%‭) ‬بالنّسبة‭ ‬للفئة‭ ‬العُمُريّة‭ ‬من‭ ‬25‭ ‬سنة‭ ‬فما‭ ‬فوق‭ ‬لم‭ ‬يتمدرسوا‭ ‬اطلاقا‭ ‬وأن‭ ‬لدى‭ ‬قرابة‭ ‬29‭ % ‬مستوى‭ ‬تعليم‭ ‬ابتدائي‭ ‬و16‭ % ‬بلغوا‭ ‬التعليم‭ ‬الاعدادي‭ ‬و14‭ %‬‭ ‬لديهم‭ ‬مستوى‭ ‬تعليم‭ ‬ثانوي‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬لم‭ ‬يبلغ‭ ‬المستوى‭ ‬الجامعي‭ ‬سوى‭ ‬15‭% ‬أي‭ ‬انّه‭ ‬ليس‭ ‬لدى‭ ‬85‭% ‬من‭ ‬السكان‭ ‬النشطين‭ ‬اقتصاديّا‭ ‬تكوين‭ ‬جامعي‭ ‬وانّ‭ ‬لدى‭ ‬55‭% ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الشريحة‭ ‬العمريّة‭ ‬التي‭ ‬يفترض‭ ‬انّها‭ ‬نشيطة‭ ‬ومنتجة‭ ‬مستوى‭ ‬تعليم‭ ‬ابتدائي‭ ‬او‭ ‬دون‭ ‬ايّ‭ ‬مستوى‭ ‬تعليمي‭ ! ‬وانّ‭ ‬لدى‭ ‬71‭% ‬ممّن‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬سنّ‭ ‬25‭ ‬سنة‭ ‬فما‭ ‬فوق‭ ‬مستوى‭ ‬تعليمي‭ ‬دون‭ ‬الثّانوي‭ !‬ وفي‭ ‬سبتمبر‭ ‬الماضي‭(‬2022‭) ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬الاميّات‭ ‬والاميّين‭ ‬قرابة‭ ‬المليونين‭ ‬أي‭ ‬ان‭ ‬خُمُس‭ ‬التونسيّين‭ ‬والتونسيّات‭ ‬غير‭ ‬متعلّمين‭! ‬زد‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬أنّ‭ ‬70‭% ‬منهم‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬فئتي‭ ‬الاطفال‭ ‬والشّباب‭…‬ قد‭ ‬يكون‭ ‬هنا‭ ‬من‭ ‬السّهل‭ ‬تفسير‭ ‬هذه‭ ‬الكارثة‭ ‬الحقيقيّة‭ ‬بفترة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الثّورة‭ ‬وحكم‭ ‬النّهضة‭… ‬وللأمانة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاهل‭ ‬هذه‭ ‬العوامل‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬ايضا‭ ‬تفسير‭ ‬كل‭ ‬المآسي‭ ‬بـ‭”‬عشريّة‭ ‬الخراب‭” ‬مثلما‭ ‬يحلو‭ ‬للبعض‭ ‬تصنيف‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬14‭/‬1‭/‬2011‭ ‬و25‭/‬7‭/‬2021‭!‬ فعدد‭ ‬وخاصّة‭ ‬نِسب‭ ‬مغادرات‭ ‬ومغادري‭ ‬مقاعد‭ ‬الدّراسة‭ ‬سنويّا‭ ‬ليست‭ ‬بالمستجدّة‭ ‬وكذلك‭ ‬اسباب‭ ‬الانقطاع‭ ‬ليست‭ ‬وليدة‭ ‬العشر‭ ‬سنوات‭ ‬الاخيرة‭ ‬وانما‭ ‬هي‭ ‬نتيجة‭ ‬تراكمات‭ ‬السّياسات‭ ‬العامّة‭ ‬والتربويّة‭ ‬المتّبعة‭ ‬منذ‭ ‬ثمانينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭…‬

فمنذ‭ ‬تراجع‭ ‬اهميّة‭ ‬التعليم‭ ‬لدى‭ ‬الماسكين‭ ‬بزمام‭ ‬الحكم‭ ‬وتبخيس‭ ‬دور‭ ‬العلم‭ ‬مقابل‭ ‬جعل‭ ‬النّجاح‭ ‬الاجتماعي‭ ‬رديف‭ ‬للرصيد‭ ‬المالي‭ ‬الاكبر‭ ‬ومظاهر‭ ‬الثّراء‭ ‬الأوضح‭ ‬مع‭ ‬اغفال‭ ‬طرق‭ ‬هذا‭ ‬الاثراء‭ ‬وشرعيّتها‭ ‬من‭ ‬عدمه‭ ‬وتولّي‭ ‬بعض‭ ‬وسائل‭ ‬الاعلام‭ ‬التسويق‭ ‬لشخصيّات‭ ‬بلغت‭ ‬درجة‭ “‬النجوميّة‭”‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬جهلها‭ ‬المدقع‭ ‬تراجع‭ ‬اهتمام‭ ‬الدّولة‭ ‬بالتعليم،‭ ‬بكلّ‭ ‬مراحله‭ ‬ودرجاته،‭ ‬وتُرك‭ ‬مجالا‭ ‬للتجارب‭ ‬التي‭ ‬تحظى‭ ‬بتمويلات‭ ‬الصّناديق‭ ‬الدّوليّة‭ ‬وانتشار‭ ‬ظواهر‭ ‬تثمين‭ ‬التعليم‭ ‬الخاصّ‭ ‬وتحقير‭ ‬التعليم‭ ‬العمومي‭ ‬واستسهال‭ ‬الحطّ‭ ‬من‭ ‬مكانة‭ ‬المربيات‭ ‬والمربّين‭ ‬بعدم‭ ‬تثمين‭ ‬مكانتهم‭ ‬الاجتماعيّة‭ ‬والاعتراف‭ ‬الفعلي‭ ‬بفضلهم‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬بالتقدير‭ ‬والتّحفيز‭… ‬زد‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬جحافل‭ ‬الحاصلات‭ ‬والحاصلين‭ ‬على‭ ‬شهائد‭ ‬عليا‭ ‬ومنهم‭ ‬دكاترة‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬البطالة‭ ‬او‭ ‬البطالة‭ ‬المقنّعة‭ ‬باشكال‭ ‬التشغيل‭ ‬الهشّ‭. ‬كلّها‭ ‬عوامل‭ ‬تجعل‭ ‬التّعليم‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬غير‭ “‬ذي‭ ‬جدوى‭” ‬لدى‭ ‬عامّة‭ ‬الشّعب‭ ‬ويصبح‭ ‬الطّريق‭ ‬الاقصر‭ ‬لـ‭”‬النّجاح‭” ‬هو‭ ‬ما‭ ‬نطلق‭ ‬عليه‭ ‬تسمية‭ “‬تدبير‭ ‬الرّاس‭” ‬وبالتّالي‭ ‬عدم‭ ‬الذّهاب‭ ‬للمدرسة‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬وتجنّب‭ ‬مواجهة‭ ‬المصاعب،‭ ‬العديدة‭ ‬ليس‭ ‬اقلّها‭ ‬الماديّة،‭ ‬او‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بحدّ‭ ‬ادني‭ (‬فكّ‭ ‬الخطّ‭ ‬اي‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬القراءة‭ ‬والكتابة‭) ‬وفي‭ ‬مرحلة‭ “‬اعلى‭” ‬الرضا‭ ‬بمستوى‭ ‬ثانوي‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬لا‭ ‬يتطلّب‭ ‬كفاءة‭ ‬عالية‭ ‬والاستغناء‭ ‬عن‭ ‬مصاريف‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭. ‬وهكذا‭ ‬نجد‭ ‬انفسنا‭ ‬ازاء‭ ‬وضع‭ ‬عام‭ ‬مخيف‭ ‬على‭ ‬عدّة‭ ‬أصعدة‭:‬‭ ‬سكان‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬العمل‭ ‬والانتاح‭ ‬دون‭ ‬تحصيل‭ ‬علمي‭ ‬يضمن‭ ‬الجودة‭ ‬ويحقق‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬وأعداد‭ ‬متزايدة‭ ‬من‭ ‬اناس‭ ‬منعدمي‭ ‬التكوين‭ ‬العلمي‭ ‬والمهني‭ ‬وذوي‭ ‬زاد‭ ‬ثقافي‭ ‬جدّ‭ ‬متواضع‭ ‬يصبحون‭ ‬معه‭ ‬خزّانا‭ ‬لكلّ‭ ‬المآسي‭ ‬بدءا‭ ‬بالانحراف‭ ‬وصولا‭ ‬للتطرّف‭ ‬مرورا‭ ‬بالحرقة،‭ ‬ويسهل‭ ‬التلاعب‭ ‬بعقولهم‭ ‬والتحكم‭ ‬في‭ ‬مصائرهم‭…‬ ‭ ‬صحيح‭ ‬ان‭ ‬كلفة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬مرتفعة‭ ‬ماليّا‭ ‬لكنّ‭ ‬كلفة‭ ‬الجهل‭ ‬والاميّة‭ ‬ارفع‭ ‬بكثير‭

  • نشر بأسبوعية “الشارع المغاربي” الصادرة بتاريخ الثلاثاء 24 جانفي 2023

اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING