الشارع المغاربي – تشكيك في حياده وتهديد بمُقاضاته: حسن الزرقوني في قلب العاصفة

تشكيك في حياده وتهديد بمُقاضاته: حسن الزرقوني في قلب العاصفة

قسم الأخبار

7 مايو، 2019

الشارع المغاربي -منى المساكني: خلال الايام القليلة الماضية ، ازدادت الانتقادات الموجهة للرئيس المدير العام لمؤسسة سيغما كونساي “حسن الزرقوني” ، بل ووجد الرجل نفسه مباشرة بعد اصدار اخر نتائج سبر اراء قبل انتخابات 2019 التشريعية والرئاسية موضع اتهامات من اطراف متعددة أيرزها حركة النهضة وتحيا تونس.

ومن التهم الموجهة للزرقوني اعداد سبر اراء على المقاس والتلاعب بالارقام والانخراط في اجندات سياسية وافتقاد الشفافية المالية ومحاولة التاثير على الناخب وتوجيهه وخاصة اللاحياد المبدأ الذي يفترض ان تلتزم به شركات سبر الاراء حتى تقوم بالدور المنوط بعهدتها بعيدا عن أية شبهات .

وان شكلت اتهامات اطراف بعينها على غرار ما يسمى بمشتقات حزب المؤتمر وأبرزها التيار والمحسوبين على ” الخط الثوري” فإن الجديد قطعا هو انخراط النهضة وتحيا تونس في حملة التشكيك في مصداقية الزرقوني وشركته “سيغما” ، الاولى (النهضة) بسبب انهيارها المفاجئ في اخر سبر اراء فقدت بمقتضاه في غضون شهر واحد اكثر من 12 في المئة من نوايا التصويت والثانية ( تحيا تونس) على خلفية تحول زعيمها السياسي مثلما تسميه هي من الاول في نوايا التصويت طيلة ما يقارب السنة الى المرتبة الرابعة بـ7 في المئة .

وحتى وقت قريب اتهم الزرقوني جهرا وعلانية بالاصطفاف في المشروع السياسي للشاهد من خلال تقديمه بعد شهر ونيف من تاسيس “تحيا تونس” في المراتب الاولى مقابل انهيار نداء تونس ، وازدادت حدة تلك التهم بعد ظهور الزرقوني في احد الانشطة بقرنسا كمنشط حوار كان ظاهريا من ضمن انشطة رئيس الحكومة خلال زيارته الرسمية الى باريس وهو في الاصل نشاط دعائي للحزب الجديد “تحيا تونس” .

الا ان “صفحة العسل” بين الزرقوني وجماعة الشاهد انتهت بمجرد صدور نتائج سبر الاراء الاخير الذي قدم قيس سعيد ونبيل القروي وعبير موسي في طليعة الشخصيات التي تحظى بأعلى نسب التصويت في الانتخابات الرئاسية مقابل انهيار كبير للشاهد الذي ظهر في المرتبة الرابعة .

واليوم لوحت قناة “التاسعة” في بيان غير مسبوق غابت عنه اللهجة الدبلوماسية ، بمقاضاة صاحب شركة سيغما كونساي ناعتة اياه بـ”المدعو حسن الزرقوني ” معتبرة ان ” إنحياز شركة “سيقما كونساي” و صاحبها حسن الزرقوني لمؤسّسات إعلاميّة معلومة و أطراف سياسيّة معيّنة (إنحياز بلغ حدّ الإنتماء الفعليّ) لم يعد في حاجة للتبيان”.

وطالبت القناة في بيان نشرته على صفحتها الرسمية بموقع فايسبوك مساء اليوم الثلاثاء 7 ماي 2019 الرزقوني بـ” الكفّ فورا عن ذكرها في منشوراته ودراساته المزعومة والإلتزام بتوجيهات الهيئة العليا المستقلّة للإتّصال السمعي والبصري Haica احتراما للقانون والمؤسّسات المشرفة على القطاع” مشددة على أنها” تحتفظ  لنفسها بحقّ تتبّعه قضائيّا من أجل محاولة الإضرار المادّي والمعنوي بها”.
من جهته دعا رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي في كلمة بمناسبة حلول شهر رمضان الى عدم أخذ نتائج سبر الاراء بعين الاعتبار مشددا على انها تتغير في ليلة وضحاها مشككا في مصداقيتها . انتقاد هو الاول من نوعه لمؤسسات سبر الاراء التي وان لم يسم الرئيس قائد السبسي أي منها فإن هذا الانتقاد اللاذع جاء مباشرة بعد ان منحته 0.8 من نوايا التصويت للرئاسية .
ازاء هذه الانتقادات والتهم التي تتسع رقعتها يوما بعد يوم ، دافع الزرقوني عن جدية مؤسسته وعن مصداقية الارقام الصادرة عنها مطالبا في حوار مع اذاعة موزاييك اليوم بالتسريع في المصادقة على قانون ينظم عمل مؤسسات سبر الاراء داعيا الى ان يكون هذا القانون “صارما وشرسا” وان يتم تمريره “اليوم اليوم وليس غدا” كاشفا ان المؤسسة تتعامل مع 25 دولة وان لها عقودا اليوم مع 5 دول .
ويعتبر الزرقوني بشركة “سيغما” رائدا في مجال سبر الاراء ويحسب له أنه أدخل معطى سبر الاراء في العملية السياسية ، وتمكن في انتخابات 2014 من اكتساب شرعية بعد ان جاءت الارقام الصادرة عنه مطابقة تقريبا للنتائج المعلنة عنه رسميا في استحقاقات 2014 الرئاسية والتشريعية قبل ان تتغير المعطيات في انتخابات 2018 البلدية بعد ان غابت عن ارقام “سيغما” ، الحظوظ الوافرة للقائمات المستقلة ولم تشفع الحجج التي قدمها الزرقوني وقتها لاقناع متابعي عمليات سبر الاراء بها .
اليوم يقف الزرقوني في قلب العاصفة ، بعد ان كان طيلة سنوات قُبلة الاحزاب والشخصيات والحكومات ، وكان بشكل او باخر موضع ثقة الفاعلين السياسيين ، وينتظر تأكيد الانتخابات القادمة صدق الارقام الصادرة عنه او الخروج نهائيا من موقعه كأحد محركات الحياة السياسية بفضل شركته الاهم في مجال سبر الاراء لتكون بذلك انتخابات 2019 محددة له وشركته .

 


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING