الشارع المغاربي : أعرب فرع صفاقس – سيدي بوزيد للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، اليوم الأحد 28 جويلية 2019، عن “استيائه الكبير من قرار الإدارة العامة للإذاعة التونسية ربط الإذاعات الجهوية لمدة ثلاثة أيام بالإذاعة المركزية خلال التغطية الإعلامية لوفاة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي والاكتفاء بتسجيل بعض العينات والورقات”.

واعتبر الفرع في بلاغ صادر عنه اليوم هذا القرار “ارتجاليا ومتسرّعا وليس له أيّ تفسير سوى رسالة سلبية مفادها أن صحفيي الجهات غير قادرين على تغطية الأحداث الكبرى ومواكبتها”، واصفا “إصدار الرئيس المدير العام بالنيابة محمد الأسعد الداهش بتاريخ 26 جويلية الجاري بيانا توضيحيا في الغرض بغير المقنع”.

واتّهم إدارة المؤسسة بـ”تقزيم -من حيث لا تدري- صحفيي الجهات والتشكيك في كفاءتهم والإساءة لصورتهم أمام مستمعيهم وحرمانهم من تدوين لحظات تاريخية في مسيرتهم المهنية”.

كما اعتبر الفرع أنّ “الإدارة العامة للإذاعة لم تحرم بقرار الربط الموحد للبثّ الصحفيين فقط بل حرمت خبراء الجهات ومحلليها وأساتذتها ونوابها إلى جانب سكان الجهات من التعبير عن مشاعرهم إزاء هذا المصاب الجلل”.

وذكّر البلاغ الإدارة العامة لمؤسسة الإذاعة التونسية بأنّ “الإذاعات الجهوية بكامل أسرها برهنت في عديد المناسبات والأحداث الكبرى والمفصلية أنها على درجة من الحرفية والمسؤولية”، مقدّمة كمثال على ذلك “تغطيات أحداث الثورة وملحمة بن قردان والعمليات الإرهابية في الكاف والقصرين وسيدي بوزيد وقفصة وغيرها من الجهات والانتخابات الرئاسية والتشريعية… وقبلها حرب الخليج وغيرها”، مبرزة أن كل الزملاء في الجهات واكبوا هذه الأحداث بمهنية وحرفية وحيادية رغم ضعف الإمكانات المادية والبشرية الموضوعة على ذمّتهم.

وشدّد على أنّه “من شأن مثل هذه الممارسات اللامهنية والمهينة أن تكبّل الإعلام العمومي وتجعل منه إعلاما حكوميا موغلا في المركزية وأن تهدّد مكسب حرية التعبير وتكافئ الفرص وتحرم الإذاعة التونسية من فرص حقيقية لإثراء تغطياتها والاستفادة من كفاءاتها في الجهات”.

وأعرب عن “تخوّف فرع صفاقس -سيدى بوزيد من أن يكون هذا الإجراء مقدمة لتضييق الخناق من جديد على الصحفيين والعودة بهم إلي سياسة التعليمات وتكميم الافواه والانفراد بالرأي مما يعد أمرا مرفوضا خاصة في السياق الجديد للانتقال الديمقراطي”.