الشارع المغاربي – تقرير خطير حول زراعة السلجم: تجربة فلاحية مجهولة العواقب

تقرير خطير حول زراعة السلجم: تجربة فلاحية مجهولة العواقب

قسم الأخبار

6 أبريل، 2022

الشارع المغاربي-كريمة السعداوي: تتداول عدة مصادر معطيات حول أهمية زراعات بديلة في تونس “دعما” للأمن الغذائي على غرار زراعة “السلجم” او الكولزا في سياق محاولة تحسين مستوى مداخيل الفلاحين ودفع التصنيع المحلي للزيوت النباتية. غير ان المسألة تبقى محل جدل سيما بخصوص مخاطر ادخال بذور محورة جينيا للبلاد، من جهة واستغلال مساحات من الأراضي الفلاحية لزراعات صناعية الطابع على حساب زراعة الحبوب ودعم استغلال البذور الاصيلة واستهلاك المنتوجات المتأصلة في تونس كزيت الزيتون.

وكان المعهد التقني لمهنيي السّلجم بفرنسا (تار اينوفيا) والاتحاد الأوروبي قد أعلنا بداية سبتمبر 2019، عن الشروع في تنفيذ برنامج لدعم زراعة حوالي 50 ألف هكتار من السلجم (كولزا) في تونس عبر توريد البذور من أوروبا وذلك بحجة الزيادة في الإنتاج المحلي من السّلجم بما يقلص من واردات البذور الزيتية، كل ذلك في بلد يصدر كميات كبيرة من ارفع أنواع الزيوت في العالم وهو زيت الزيتون ليعوضها بزيوت أخرى ذات جودة مغايرة ولا علاقة لها بعاداته الغذائية الضاربة في أعماق التاريخ وفي ظل صعوبات كبرى في مجال توفير الأراضي للزراعات الكبرى واساسا تلك الخاصة بزراعة الحبوب التي تستورد البلاد جل حاجاتها منها.

وتم التأكيد آنذاك انه سيجري تجسيم هذا البرنامج في البلاد بالتعاون مع وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري عبر شراكة مع أطراف محلية تقوم بـ “معاضدة” الفلاحين في عدة ولايات مع ضمان تزويدهم بالمدخلات اللازمة. وأبرز آنذاك كل من المعهد التقني لمهنيي “السّلجم” بفرنسا والاتحاد الأوروبي ان البذور التي ستوردها تونس سليمة وليست محورة جينيا مقابل تحذيرات من خبراء تونسيين من عدوى المواد المحورة جينيا وما قد تتسبب فيه من تلوّث وراثي وذلك حسب الاختيارات المتصلة باصناف البذور الموردة سواء كانت مهجنة او معدّلة جينيا وكذلك المدخلات مع مخاطر محتملة في ما يخص تفقير التربة علما ان تونس لا تملك إطارا تشريعيا وقوانين متكاملة تنظم توريد المواد المحورة جينيا.

وفي 28 أكتوبر 2021 افاد كاهية مدير تأقلم الأصناف وجودة المحاصيل المهندس العام رشيد الزواني بالمعهد الوطني للزراعات الكبرى بأن تونس تعول كثيرا على زراعة السلجم الزيتي داخل منظومة الزراعات الكبرى مؤكدا المراهنة على تطوير هذه الزراعة باعتبار ازدياد المساحات المزروعة، وفق تأكيده، من 463 هكتارا في موسم2014-2015 إلى 15.500 هكتار خلال موسم 2020-2021. كما ابرز ارتفاع عدد الفلاحين المنخرطين في هذه المنظومة من 180 إلى 600 فلاح أي بنسبة تطور بـ 30 بالمائة مضيفا ان مساحات الكولزا حققت منذ 2014 معدل تطور سنوي بلغ  نسبة 84 بالمائة.

وأكد أن هذه المعطيات تبرز بشكل جلي جاذبية زراعة الكولزا في سياق وصول مردوديتها إلى 30.5 قنطارا للهكتار ببعض المناطق موضحا أن تونس تطمح على المدى البعيد إلى زرع 150.000 هكتار من بذور “الكولزا” بما يمكن البلاد من تحقيق محاصيل تقدر بـ 240.000 طنا ودعم السيادة الغذائية وخلق القيمة المضافة بالنسبة للفلاحة حسب تقييمه.

يذكر أنّ “السّلجم” يعدّ من النباتات المحورة جينيا التي تتم زراعتها عبر العالم على غرار “الصوجا” والذرة والقطن وكذلك اللفت السكري (الشّمندر) والبطاطا و”البابايا”. ويستحيل تقريبا أن تتم السيطرة على عملية انتشار هذه النبتة في الطبيعة، إذ أكد باحثون في المواطن البيئية، انه تم في سبتمبر 2015 اثبات ان عملية تلقيح “السلجم” تجري من خلال الحشرات القادرة على حمل اللقاح لعديد الكيلومترات، فبذورها صغيرة جدا وهي تنتشر بسهولة مع الحفاظ في الآن ذاته على قوّتها على الإنبات طوال عشرة سنين. ويمكن ان يقع تهجين “السلجم” بسهولة مع مختلف الانواع البرية القريبة، وهو ما ييسر انتشار هذه الفئة المحورة في الوسط النباتي الطبيعي.

ويمنع الاتحاد الاوروبي من جهة، زراعة الكائنات المحورة الجينية على أرضه (باستثناء ترخيص لصنف معيّن من الذرة، وهو ليس بروتينا) ومن جهة اخرى يستورد بشكل مكثف “السلجم” المحور جينيا لتغذية الماشية والاستجابة الى الاستعمالات الغذائية الجديدة”، وفق معطيات أوردها موقع “ميديابارت”.


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING