الشارع المغاربي – تقرير: أكثر من نصف الفلاحين باعوا جزءا من قُطعانهم لمجابهة أزمة قطاع الألبان

تقرير: أكثر من نصف الفلاحين باعوا جزءا من قُطعانهم لمجابهة أزمة قطاع الألبان

قسم الأخبار

27 مايو، 2022

الشارع المغاربي-كريمة السعدواي: أكد تقرير نشره المعهد العربي لرؤساء المؤسسات الأسبوع الفارط ان الحرب بأوكرانيا تسببت في اضطراب كبير في سلسلات التوريد وفي ارتفاع أسعار الطاقة والحبوب وان ذلك أثر على عديد القطاعات أهمها القطاع الفلاحي باعتبار ان روسيا وأوكرانيا من أبرز منتجي المواد الفلاحية الأساسية كالقمح والشعير والذرة وعباد الشمس.

وخصص المعهد تقريره لتحليل واقع قطاع الالبان في ظل المستجدات المذكورة وتقييم نتائج استبيان انجز على مستوى عينة من الفلاحين ليخلص الى مجموعة من الاقتراحات من شأنها إنقاذ القطاع من الازمة الخانقة التي يمر بها منذ مدة والتي تفاقمت في المدة الأخيرة.

وجرى التأكيد وفق التقرير على ان حلقة إنتاج الحليب تمر بشكل خاص منذ سنة 2020 بوضعية خطيرة تهدد بانهيار كل حلقات المنظومة، إنتاجا وتجمیعا وتصنيعا موضحا ان أسباب هذه الوضعية الحرجة تعود أساسا إلى ارتفاع كلفة الإنتاج الناجمة عن ارتفاع أسعار الأعلاف المركبة، والأعلاف الخشنة، التي واصلت الصعود متأثرة بأسعار “فيتورة الصوجا” و”حبوب الذرة” في السوق العالمية، بالإضافة إلى تراجع سعر صرف الدينار مقابل العملات الأجنبية.

وحسب التقرير بلغ في هذا الإطار، معدل سعر الذرة الأمريكية 1082 دينارا للطن الواحد، ليسجل ارتفاعا بـ 1,5 بالمائة مقارنة بشهر مارس 2012، وزيادة نسبتها 43 بالمائة عن سعرها في مارس 2021. وسجل معدل سعر “الصوجا” في السوق العالمية تراجعا بنسبة 5 بالمائة مقارنة بشهر مارس 2012، ليبلغ 1933 دينارا للطن الواحد وارتفاعا بـ 32 بالمائة عن مستوى سعرها في مارس 2015.

واشار الى أن نقص تزويد البلاد من الشعير العلفي من قبل ديوان الحبوب انعكس سلبا على سعر العلف المركب والى ان ذلك دفع مصانع الأعلاف إلى تعويض الشعير العلفي بحبوب الذرة في تركيبة الأعلاف المركبة مبينا ان ذلك يفسر الزيادات المتتالية خلال شهري جانفي وفيفري 2012 (55 د للطن الواحد).

واضاف التقرير ان أسعار العلف المركب تشهد ارتفاعا لافتا مبرزا انها ارتفعت في أكثر من 8 مناسبات بين شهر أفريل 2021 آخر تاريخ تحيين لسعر الحليب الذي تم ضبطه في حدود 1140 مليم/لتر على مستوى الإنتاج وفيفري 2012 وبلغت الزيادة 160 د/طن.

وأبرز استبيان اجراه المعهد مع الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري شمل عينة تمثيلية من الفلاحين الناشطين في ميدان تربية الماشية ان 56 بالمائة من الفلاحين المستجوبين اضطروا كنتيجة مباشرة لغلاء أسعار الأعلاف إلى بيع جزء من قطعانهم في محاولة لتغطية حاجات ما تبقى من القطيع وان ثلثي الفلاحين المستجوبين اكدوا مباشرتهم عملية تخزين الأعلاف.

ورغم الأزمة التي يمر بها قطاع الألبان، فإن 32 بالمائة من الفلاحين الذين شملهم الاستبيان يرغبون في الترفيع في قدرتهم الإنتاجية خلال الفترة المقبلة مقابل 11 بالمائة يفضلون المحافظة على قدرتهم الإنتاجية الحالية، بينما أكد 11بالمائة تقليصهم التدريجي في قدرتهم الإنتاجية، بسبب ضعف المردودية الاقتصادية للقطاع، فيما يخطط 21 بالمائة لتنويع الإنتاج، عبر إضافة منظومات فلاحية أكثر ربحية، ومن أبرز التوجهات الأخرى للفلاحين، إنتاج الأعلاف للتحكم في الكلفة.

وعلى مستوى الاقتراحات لمواجهة ارتفاع أسعار الأعلاف المركبة والخشنة وتطوير منظومة الألبان، جرت المطالبة بالتعجيل بتطبيق دينامية الأسعار، وإقرار زيادة بـ 460 مليما في لتر الحليب عند الإنتاج وذلك للحفاظ على جهاز الإنتاج وتثبيت المربين بمناطق النشاط ودعم الأعلاف المركبة والتأكيد على مراقبة جودتها وأسعارها إضافة الى تفعيل ميثاق الشراكة بين المهنة والحكومة للنهوض بمنظومة الألبان.


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING