الشارع المغاربي – تقرير: المستشفيات لم تتكفّل سوى بـ 4.69% من مرضى كورونا في أفريل

تقرير: المستشفيات لم تتكفّل سوى بـ 4.69% من مرضى كورونا في أفريل

قسم الأخبار

11 مايو، 2021

الشارع المغاربي-كريمة السعدواي: أصدر يوم أمس الاثنين المرصد الاجتماعي التونسي الراجع بالنظر للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية تقريره الدوري بعنوان شهر افريل الفارط.

وبين المرصد ان عجز الطبقة الحاكمة في تونس لم يتوقف عند عدم امتلاك برنامج ورؤية واضحين لحل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية المتراكمة وانقاذ ملایین التونسیین من الجوع وان جائحة كورونا عرّت عجزا في التعاطي مع ھذا الطارئ الصحي وان الحكومة وحزامها البرلماني عجزا عن الاستجابة لاستغاثة المواطنین في مواجهة الوباء.

والخطران ناتجان منطقيا عن خیارات اقتصادية واجتماعية فاشلة وعن أزمة سیاسیة بدأت تطحن عظام الجميع. ولعل أول الأعناق التي تُدق وأول العظام التي تطحن ھي عظام المھمشین وطوابير المعطلین والمتضررین من التشغیل الھش والمسحوقین اقتصادیا واجتماعیا وفي مقدمتهم النساء اللاتي یعانین من العنف الاقتصادي وغياب تكافؤ الفرص والتمكین الاقتصادي.

وأبرز التقرير انه في الأثناء یُراكم عجز السياسيين من حجم الأزمة التي تعیشھا البلاد ویدفعھا نحو سیناریو انفجار اجتماعي جديد یمكن استشراف شكله رغم صعوبة تحدید زمنه.

ومن ملامح ھذا العجز فشل الحكومة في فرض اجراءات ُ وتدابیر وقائیة تحافظ على استقرار الوضع الوبائي یمكن التعامل معھ من حیث تخفيف الضغط عن المؤسسات الاستشفائية.

وطیلة شھر أفریل لاح التباعد بین اجراءات الحكومة، في علاقة بمواجهة موجة ثالثة صعبة من انتشار فیروس كوفید، وسلوك المواطن. فالحكومة تنطق بما لا تستطيع تفعيله على ارض الواقع وھو ملمح من ملامح ازمة مستعصية تبدأ بأزمة الثقة وقد تنتھي إلى انفجار اجتماعي. وقد شھد شھر افریل المنقضي، وفقا لبيانات المرصد، تسجيل 55 ألف و751 اصابة جدیدة تم التكفل بـ 4.69 % منھا في المؤسسات الاستشفائية فيما ترك بقیة المصابين لمصيرهم في مواجهة سماسرة الأوكسجين.

ولئن تبدو نسبة التكفل ضعيفة فان نسبة المقیمین بالمستشفيات والمصحات زادت بـ 116% مما یعني ان ھذه المؤسسات اشتغلت فوق طاقتها طیلة شھر افریل دون ان تنجح الحكومة في وضع تدابير وقائیة یلتزم بھا الناس وتخفف الضغط على المؤسسات الصحية والإطار الطبي وشبه الطبي لدرجة الاقتراب من نفاد مخزون الأوكسجين في مستشفى الحبيب بورقیبة بصفاقس بما یھدد حیاة عشرات المقیمین من مرضى كوفید.

كما سجل شھر افریل زيادة في عدد الحالات التي احتاجت الى العناية المركزة بنسبة ناهزت 59% وزيادة في نسبة من احتاجوا للتنفس الاصطناعي بنسبة 50 % فیما بلغ عدد حالات الوفیات الجديدة جراء كورونا 2020 ضحية.

مجمل ھذه المؤشرات تؤكد دون شك ان البلاد تواجه، حسب تقرير المرصد الاجتماعي، موجة ثالثة دون بوصلة ودون خطة مسبقة. ورغم ما نطق به المختصون بخصوص فرضية انتشار الفيروس مجددا فان ادارة الازمة اتسمت بالارتجال سواء على مستوى الخطة الوقائية او على مستوى توفير اللقاحات. ورغم ارتفاع نسق التلقيح من حوالي 4 آلاف تلقيح یومیا بدایة شھر افریل الى 13 ألف و629 تلقيحا في 30 افریل فان الحكومة تبدو على أبواب عجز جديد لتحقيق الأهداف التي تحددها اذ سبق لوزیر الصحة العمومية ان اعلن ان الهدف ھو تلقيح 3 ملايين تونسي بحلول شھر جوان لكن بعد مضى شھر ونصف على انطلاق حملة التلقيح لم يتعد عدد من تلقوا الجرعة الاولى بنھایة شھر افریل 386 الفا وعدد من حصلوا على الجرعة الثانية 90 الفا.

وعانى التونسيون من ثلاث أزمات أساسية في مواجهة الوباء: ازمة اجراء التحاليل وارتفاع كلفتها والحصول على نتائجها في مواعيد زمنية معقولة وازمة التكفل بذوي الاعراض الخطيرة في المؤسسات الصحية وازمة الحصول على التلقيح. وتنضاف الى ھذه الازمات الثلاث الازمة الاتصالية للقائمين على الحكم لترجمة الخطر للناس ولتسھیل تطبيق الاجراءات الوقائية التي تقرها الحكومة.

ھذا الوضع افرز تباعدا جلیا بین السلطة والشارع. فاللا ّتفاعل مع قرارات الحكومة یكشف ازمة ثقة بین المواطن والدولة وھذا یخلق نوعا من العصيان المدني وعدم الاعتراف بقوانین الدولة ویفسّر جنوح التحركات الاحتجاجية نحو العنف والعشوائية وتشبث الحركات الاجتماعية بالحد الأقصى في فرض مطالبها.

ھذه الازمة الصحية غیر المسبوقة، حسب تقرير المرصد، والتي راح ضحیتھا 10 آلاف و894 تونسيا لم تمنع الحكومة من الاستمرار في سياسة المخاتلة لتمریر خیاراتھا الموغلة في خلق الھشاشة ومزيد التفقير، اذ ترافق حلول شھر رمضان مع بدایة رفع الدعم تدريجيا عن بعض المواد لیشھد الشهر الفضيل زيادة في سعر الحليب وسعر المحروقات وبالتالي مثلما فعلت سابقاتھا، استغلت الحكومة انشغال المواطن بشھر رمضان لتمرير زيادات وتكريس دولة الرعايا بدل دولة المواطنین.

وھذا امر تأكد من خلال سلوك رئيس الحكومة ورئيسي البرلمان والجمهورية اذ لا يمكن للقطيعة السیاسیة المستمرة ان تترك مجالا للإنقاذ وانما ھي الظل الجديد للازمة الشاملة التي فاقمت الوضع الاجتماعي وزادت من ضبابیة الوضع الاقتصادي والتربوي وتركت الشعب یواجه الوباء والجوع.


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING