الشارع المغاربي – جنرال اسرائيلي: لـم يحدث «ربيع عربي» والعالـم العربي اليوم مفكّك وقابل للاشتعال

جنرال اسرائيلي: لـم يحدث «ربيع عربي» والعالـم العربي اليوم مفكّك وقابل للاشتعال

قسم الأخبار

1 يناير، 2021

الشارع المغاربي-الحبيب القيزاني: الجنرال الإسرائيليّ المتقاعد، عاموس غلبواع اعتبر في مقال نشره بصحيفة “معاريف” أنّ ما أسماها الهزّة التي عاشها الوطن العربيّ خلال “الربيع العربيّ”، خبت، وأنّها مع ذلك لم تنتهِ بعد.

وتابع غلبواع، رئيس الدائرة السياسيّة والأمنيّة في وزارة الحرب الإسرائيليّة قائلاً إنّه قبل أيام حلّت الذكرى العاشرة لما سُمّي بـ”الربيع العربي” قائلاً: “تمردّت الجماهير في الميادين، وكان يخيل أن شرق أوسط جديد يوشف على الظهور، أنظمة سقطت، دول تفككت، حروب اشتعلت، حكام تبدلوا، نحو مليون شخص قتلوا، الملايين نزحوا من بيوتهم».

وتساءل: “كيف يبدو الشرق الأوسط في أواخر 2020؟ وماذا حصل فيه وفي محيطه؟ وأين إسرائيل؟”، مضيفًا: “ما حدث أنه لم يحصل أيّ ربيع عربي، والآمال الكبرى التي علقتها الجماهير الثائرة في شبكات التواصل الاجتماعي على صعود أنظمة ديمقراطية، وانتشار الروح الليبرالية الحرة في أوساط الشعوب العربية، ونتيجة لذلك الازدهار الاقتصادي، كل ذلك تبدد أمام الواقع الوحشيّ”.

وأضا غلبواع : «عبر نظرة من علو، يمكن أنْ نرى أربع صور واسعة بعضها نتاج سياقات لا ترتبط مباشرة بالهزة، الصورة الجغرافية-السياسية، فلم يعد عالمًا عربيًا كقوّةٍ سياسيّةٍ-دبلوماسيّةٍ واقتصادية شديد القوة، لم يعد عالمًا عربيًا من البترودولارات يفرض رعبه على العالم، بل يوجد عالم عربي متشقق ومفكك، وأكثر فقرًا، غير مستقر، عنيف وقابل للاشتعال”.

وقال “القوتان المؤثرتان في الشرق الاوسط غير عربيتين، من الشرق إيران، كقوّةٍ مؤثرةٍ مركزية على الهلال الخصيب وشبه الجزيرة العربية، ومن الغرب تركيا، كقوة مؤثرة مركزية على مصر وليبيا وعلى القاطع الشمالي من الهلال الخصيب في سوريا والعراق”، متسائلا : “هل تحل تركيا وإيران محل الجهتين المؤثرتين في الماضي وهما الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، مع وجود جهة مؤثرة جديدة هي إسرائيل؟”.

وتابع : «هناك عدة عدة مركبات أخرى للصورة، أولاً؛ جاءت النهاية للدول القومية العربية (سوريا والعراق) التي أقامتها في أعقاب الحرب العالمية بريطانيا وفرنسا بشرعية دولية، وحلت محل القومية القبلية والطائفية، ولبنان الذي هو نتاج فرنسي، كفَّ منذ زمن عن أنْ يكون دولة قومية، ومصر هي عمليًا الدولة القومية العربية الحقيقية الوحيدة، التي يوجد لها تاريخ دولة على النيل”.

ثانيًا: “بعض الدول أصبحت عديمة القدرة على الحكم، وبعضها فقد أراضيه الإقليمية: سوريا، العراق واليمن وليبيا ولبنان، فحرب اليمن تتواصل بتدخل سعودي وبمساعدة إيرانية، وليبيا منقسمة والحرب في داخلها تتواصل مع تدخل تركي وفي سوريا خمدت الحرب، ولكنها تتواصل ضد الثوار (!) في شمال غرب سوريا». وحسب الباحِث الإسرائيليّ، تتناوش إيران وروسيا على السيطرة الفاعلة في سوريا، والرئيس السوريّ د. بشار الأسد دمية تتحرك بالخيوط”.

وثالثًا وفقًا لمزاعم غلبواع هناك “بضع دول نجت كمصر والأردن والسعودية ودول الخليج، الكويت والمغرب، وتونس هي الدولة الوحيدة التي قام فيها، بعد تقلبات عديدة، نظام ديمقراطي”، لافتًا في الوقت عينه إلى أن “الظاهرة المشوقة، أنّ الأنظمة التي نجت هي المؤيدة للغرب والى ان الدول الملكية/ القبلية (السعودية، الأردن، الإمارات، الكويت وعُمان والبحرين كاستثناء) لم تشهد ثورات جماهيريةن متسائلا : فهل هذا ما سيكون في المستقبل؟ وفي المقابل اعتبر غلبواع ان كل الدول التي كانت مؤيدة للسوفيات، عانت بشدة من الهزة، وفي مقدّمتها سوريا”.

وخلُص الجنرال الإسرائيليّ إلى القول إنّه يجب الالتفات إلى ما أسماها بالظاهرة المُشوّقة، معتبرا أنّ الهزّة التي عصفت بالوطن العربيّ تجاوزت السلطة الفلسطينية وحماس في غزة، موضِحًا أنّ مردّ ذلك يعود إلى أنّ الانشغال الجوهريّ للجمهور الفلسطينيّ في كلٍّ من الصفّة الغربيّة وقطاع غزّة مركز على الاحتلال والصراع مع الدولة العبريّة، على حدّ قوله.

نُشر بأسبوعية “الشارع المغاربي” في عددها الصادر بتاريخ الثلاثاء 29 ديسمبر 2020


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING