الشارع المغاربي: أكّد نبيل حجي النائب عن التيار الديمقراطي بالبرلمان المجمد اليوم الجمعة 5 نوفمبر 2021 على ضرورة تغيير المنظومة الانتخابية وليس النظام الانتخابي معتبرا انها تفزر تشويهات داعيا الى اصلاحها مقترحا اضافة فصل يمكن من حلّ مجلس نواب الشعب بقرار من رئيس الجمهورية.

وقال حجي خلال حضوره اليوم ببرنامج “ميدي شو” على اذاعة “موزاييك أف أم”: “الاكيد ان الجميع طمحوا بعد الثورة لبناء ديمقراطية حقيقية واليوم العقل البشري لم يبتكر طريقة تعايش مشترك اخرى باستثناء الديمقراطية ولا توجد ديمقراطية في العالم بلا احزاب حتى في التجارب التي حاولت وفشلت و10 سنوات في بناء ديمقراطية تعد مدة قصيرة”.

وأضاف “حتى قبل الثورة كانت الاحزاب اقرب لمجموعات معارضة او موالية للاستبداد وبالتالي فإنّ من يعتقد انه انتقل منذ يوم 14 جانفي من فراغ حزبي مؤسساتي الى بناء راسخ متجذر لا يريد رؤية الحقيقة…اليوم نحن في مناخ واضح انه معاد للاحزاب ..اية مؤسسة تقوم بدور تحاسب على النجاح او الاخفاق ولكن هل المسؤولية هي مسؤولية الاحزاب فقط ؟ “.

وتابع “الاشكال في تونس ليس في تنظم الاحزاب او رؤاها او ايديولوجياتها او برامجها بل لدينا منظومة قانونية كاملة لا تسمح بأن يكون لدينا في تونس تنظم حزبي حقيقي يؤدي الى ديمقراطية حقيقية من ناحية وثانيا اننا لا نملك ما يكفي من الوعي الوطني لبناء احزاب تصل الى الحكم لتطبق برامج”.

وواصل “تأطير الوعي المواطني لا يحدث تلقائيا بل يستوجب احزابا ومجتمعا مدنيا ومؤسسات وهيئات وسيطة واذا اعتقدنا ان فشل الـ10 سنوات الاخيرة يعني بالضرورة انه لا مكان لهذه الاجسام في الديمقراطية فهذا يعني انه لا مكان للديمقراطية في تونس”.

وقال حجّي “مثلما يقول ابن خلدون في كل عمل بشري قدرة الواحد من البشر قاصرة..يجب ان يكون البناء مشتركا…اي عمل بشري للبناء يجب ان يكون منظما …لا ديمقراطية بلا احزاب والاحزاب وحدها لا تكفي لبناء ديمقراطية والاشكال في تونس هو عدم وجود رقابة على الاحزاب وعلى تمويلها ولا على المسار الانتخابي وهذا يجعل نتائج الانتخابات التي كان المواطن فاعلا فيها تنتهي بخيبة امله”.

وأضاف “لم يقترح رئيس الجمهورية الذي يمتلك اليوم جميع السلطات وله سنتين في هذا المنصب اي قانون واليوم ومنذ 3 اشهر لا رؤية له والاحزاب ليست فقط “ماكينة” انتخابات وابناء الاحزاب منذ الانخراط الى حد تقلد مناصب قيادية تبنى لديهم فكرة ديناميكية المؤسسات والديمقراطية الداخلية…الاحزاب ايضا ماكينة للتكوين لمعرفة ما معنى مؤسسات وما معنى العمل المشترك”.

وتابع “التجمع والنهضة …اتيح لي ان اجتمعت بالمنصف المرزوقي عندما كان رئيسا وقلت ان التجمع هو ممارسات وعقلية وليس لافتة حمراء وبيضاء فكانت اجابته انني على حق…هو يعترف انه شريك لحزب له نفس المعاملات التي كان يعترض عليها ورغم ذلك يبقى…مشكلتنا تتمثل ايضا في ان الاحزاب الكبرى التي حكمت كانت واجهة “فترينا” لقوى مالية ولمصالح”.

وواصل “هناك مشهد لن انساه ورايته بأمّ عيني..حاصرين وزير المالية في الزاوية في كولوار قاعة الجلسات العامة نواب كل من النهضة وقلب تونس ويبيعو ويشرو معاه حول الفصول..وتم توزيع 17 فصلا اضافيا علينا من قانون المالية وتم تمرير 6 فصول فقط …بعد منتصف الليل…الاشكال لا يتمثل في وجود الاحزاب بل في فساد الاحزاب التي تحكم والتي تأخذ ظاهريا شكل تنظم حزبي وفي الباطن هي قوة ضغط لشبكات مصالح مالية وحتى اجنبية في تونس ولا الوم المواطن لان الديمقراطية تبنى تدريجيا وانما حدث تزييف لوعي المواطن”.

وقال حجي “نرفض تعديل الدستور في الظروف الاستثنائية ونحن دعونا للحوار منذ سنة ومتفقون على ضرورة تغيير المنظومة الانتخابية لا النظام الانتخابي عبر الحوار ولا يمكن ممارسة السياسة فرادى….”البرلمان باندي” في نظامنا الحالي ونحن نريد ديمقراطية فيها توازن بين السلط ..النظام الحالي يمكن من اعفاء رئيس جمهورية ومن اعفاء رئيس الحكومة باستثناء مجلس نواب الشعب ومن رأيي وهو ليس رأي التيار ان نضيف فصلا يمكن من حل البرلمان مرة بقرار من رئيس الجمهورية “.