الشارع المغاربي: حذّر الحرس البحري التونسي نهاية الاسبوع المنقضي من تسلل صنف من قناديل البحر (الحرّيقة) من المحيط الاطلسي الى البحر الابيض المتوسط وتبعا لذلك الى سواحل تونسية قال ان سمّه قاتل وأنه يسبب الشلل الفوري ثم الموت.
واكد الحرس البحري في “تحذير هام” نشره على صفحته بموقع فايسبوك انه تم رصد قنديل البحر المشار اليه في سواحل نابل حاثا مرتادي البحر من بحارة ومصطافين ورياضيين على ضرورة الابتعاد عن هذا الكائن البحري عند مشاهدته والاعلام الفوري عنه.
وكان رواد وسائل التواصل الاجتماعي قد تداولوا باطناب في الايام الاخيرة العديد من الروايات والحكايات عن هذا الكائن البحري ولم يخف بعضهم مخاوفه من انتشار هذه “الحرّيقة” في الشواطئ التونسية خلال فترة الصيف موسم الاصطياف.
واكد سامي مهني مهندس رئيس في علوم البحار والرئيس المؤسس لجمعية “حوتيات” يوم امس الاثنين تسلل هذا الصنف السام من “الحرّيقة” الى الشواطئ التونسية.
واوضح مهني خلال مداخلة له على اذاعة “موزاييك اف ام” ان الصنف المشار اليه ليس”الحريقة” المعروفة في البحار التونسية وانه يشبهها مؤكدا انها من صنف اللاسعات وانها عُرفت في كل انحاء العالم بخطورتها مشيرا الى ان لسعتها لا تؤدي مباشرة الى الموت والى انها تتسبب قبل ذلك في مضاعفات خطيرة لافتا الى انه تم سنة 2009 تسجيل وفاة امرأة طاعنة في السن اثر لسعة من “حريقة” من هذا الصنف.
واضاف ان الصنف المذكور يمتلك ما يشبه “الكيس” وان ذلك يجعل التيارات البحرية الاطلسية تدفعه نحو البحر المتوسط مؤكدا ان بيئة هذا البحر غير ملائمة لعيشه وتكاثره .
وكشف انه تم تسجيل تسلل هذا الصنف سنة 1992 الى منطقة سيدي مشرق ببنزرت والى جزيرة جالطة والى عدد من بلدان حوض البحر الابيض المتوسط على غرار المغرب والجزائر واسبانيا.
وابرز انه لما تم الاعلان عن ظهوره في جزيرة لامبيدوزا الايطالية القريبة من تونس اتصل احد المواطنين واكد مشاهدته في شاطئ المعمورة بقليبية خلال مطلع شهر مارس الجاري.
ولاحظ ان المسألة اتخذت صبغة جدية وان صفحة الحرس البحري اصدرت تحذيرا مشيرا الى ان وزارة الاشراف وادارة البحث العلمي اتصلت به للحصول على معلومات اضافية حول هذا الصنف من الحرّيقة وطريقة مواجهته.
وشدد على ان مثل هذه “الحريقة” تتسلل الى البحر المتوسط بصفة عرضية مطمئنا بأنه لا خوف من فترة الصيف باعتبار ان البحر المتوسط لا يمثل بيئة ملائمة لهذا الكائن البحري .
أما الحرس البحري فقد وجّه اول امس تحذيرا على صفحته بموقع فايسبوك الى البحارة والمصطافين والرياضيين اكد فيه على ضرورة الاعلام عند مشاهدة النوع المشار اليه من الحريقة والابتعاد عنه مشيرا الى ان له سما قاتلا يسبب الشلل الفوري ثم الموت مؤكدا ان هذا الكائن تسلل من المحيط الاطلسي والي انه تم رصده في سواحل نابل.
من جهته افاد مدير المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار الهاشمي الميساوي يوم امس الاثنين بأن فريقا من المعهد تحوّل اول أمس إلى سواحل ولاية نابل للوقوف على حقيقة ما راج من أخبار حول ظهور “حريقة” سامة وقاتلة.
واكد الميساوي خلال مداخلة له على اذاعة “شمس اف ام” أنه وإلى حد الآن لم يثبت ظهور هذا النوع من الحريقة مبرزا أن الفرق الميدانية استجوبت العديد من البحارة والمواطنين والمصطافين مشددا على ان المعهد سينظم رحلات استكشافية اخرى في الغرض.
صدر باسبوعية “الشارع المغاربي” في عددها الصادر بتاريخ الثلاثاء 30 مارس 2021