الشارع المغاربي: من المنتظر أن تثير تصريحات حمة الهمامي الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية التي ادلى بها اليوم واكد فيها ان الحبيب الصيد كشف خلال فترة تشكيل حكومته الاولى ،له سر التحالف بين الباجي قائد السبسي وراشد الغنوشي ، جدلا داخل المشهد السياسي باعتبار انها تضمنت تهما صريحة بتدخل صندوق النقد الدولي في رسم منظومة حكم ما بعد انتخابات 2014.
اذ اكد الهمامي ان رئيس الحكومة السابق الحبيب الصيد أخبره بأن رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي لا تهمه التحالفات مع الجبهة وأنه يهمه فقط التحالف مع النهضة وقال في هذا السياق “ليس صحيحا ان السبسي عرض على الجبهة التحالف وليس صحيحا أننا رفضنا ذلك…هناك أكاذيب منتشرة في الساحة حول ان الجبهة كانت ترفض التحالف مع النداء وذلك بعد الانتقادات الموجهة للحزب من قبل انصاره، مفيدا أن “الحبيب الصيد اخبره بأن صندوق النقد الدولي فرض على كل من قائد السبسي والغنوشي التحالف أو عدم الحصول على مساعدات وقروض”.
وأكد الهمامي أن “الأزمة السياسية الحالية سببها الصراعات القائمة بين القصبة وقرطاج والأحزاب المتحالفة في الحكومة حول من سيفوز في الانتخابات الرئاسية القادمة”، قائلا ان “الصراعات صلب الائتلاف الحاكم ليست لحلّ مشاكل الشعب التونسي والخروج بالبلاد من أزمتها ولكن محورها هو من سيفوز بالكرسي سنة 2019 وان ما يحرك الطبقة السياسية اليوم هو المصلحة والمرامي الحزبية وليس مصلحة البلاد.”
واعتبر الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية ، اليوم الثلاثاء 28 أوت، أن حركة النهضة غريم سياسي لا يختلف في شيء عن نداء تونس، مشددا على أن تحالف الشقين سياسيا من “أخطر المسائل التي حدثت في البلاد”.
ولفت الهمامي لدى استضافته اليوم في برنامج “بوليتيكا” على اذاعة “جوهرة أف أم” الى “أن كلا من النهضة والنداء يشكلان خطرا على البلاد بسبب”دقديقهم لتونس على عدة مستويات وبيع السيادة الوطنية”، مبرزا وجود “تباين في مواقف النهضة التي تقر بمدنية الدولة من ناحية ثم تقوم باصدار بيان يتبنى أحكاما وصفها بـ”القطعية” (في اشارة إلى تمسك مجلس شورى النهضة بما جاء في مجلة الأحوال الشخصية بخصوص المساواة في الارث”.
وأكد أن بينه وبين حركة النهضة ملفا كبيرا هو ملف “الاغتيالات السياسية”، مشددا على أن أطرافا من النهضة وفي الحكم مورطة جزائيا في اغتيال شكري بالعيد وما تبعها من اغتيالات سياسية.
وحمل الناطق الرسمي باسم الجبهة كلا من النهضة والنداء مسؤولية الأوضاع الاقتصادية الحالية.
إعتذار
تعتذر أسرة “الشارع المغاربي” عن خطأ حصل في نقل حوار الناطق الرسمي للجبهة الشعبية حمة الهمامي على إذاعة “جوهرة اف ام ” اليوم الثلاثاء 28 أوت 2018 تعلّق أساسا بروايته حول لقاء وفد من الجبهة مع رئيس الحكومة السابق الحبيب الصيد وما روّج حول رفض الجبهة التحالف مع نداء تونس ومشاركتها في الحكومة وتنشر التحيين التالي بعد إعادة الاستماع إلى الحوار والتثبت فيه.
قال حمه الهمامي أنّ “الجبهة أجابت على هذه الكذبة في أكثر من مناسبة ووجّهت تحديا لسماع شهادة رئيس الحكومة السابق الحبيب الصيد في الموضوع ..عند تشكيل الحكومة بعد انتخابات 2014” مضيفا “قابلنا الحبيب الصيد المكلف بتشكيل الحكومة في مناسبتين ضمن وفد لم يضمّ حمه الهمامي فقط وإنما ايضا احمد الصدّيق وزياد الأخضر ومباركة البراهمي والجيلاني الهمامي ونزار العمامي وعدة قيادات أخرى من الجبهة وانطلق النقاش مع الحبيب الصيد بأن طلب رأيتنا لأفق الحكومة بعد الانتخابات وكان جواب الجبهة حسب ورقة أحضرناها معنا إعطاء أولوية مطلقة لبرنامج نظرا لإيماننا بأن حكومة بلا برنامج حكاية فارغة وقدمنا مقترحات تتعلق باصلاح بعض الأوضاع الملحة والمستعجلة لوضع تونس على سكة تجاوز أزمتها.. وكان جواب الصيد: بارك الله فيكم على هذه الاقترحات لكنّ سي الباجي يريد أن يتحالف مع حركة النهضة”.
وأشار الهمامي إلى أنّ الجبهة فهمت أن معنى ذلك أنها ليست معنية بالمشاركة في الحكومة وأنّه تمّ إستدعاؤها لاخذ رأيها فقط.
وتابع “الصيد أفهمنا أن الباجي يريد التحالف مع النهضة لأنه في حاجة لـ 183 نائبا في البرلمان” نافيا كل النفي أن يكون الصيد قد طلب مشاركة الجبهة في الحكومة مشيرا ضمنيا إلى أنّ الجبهة لم تكن لتعارض التحالف مع النداء إذا أخذ بعين الاعتبار برنامجها.
وأضاف الهمامي أن التحالف بين النداء والنهضة كان مقرّرا منذ البداية وان ذلك ما سمّي بالتوافق الذي قال إنه أوصل تونس إلى الكارثة التي تعيشها اليوم.
وواصل قائلا “بعد أسبوع من اللقاء الثاني مع الصيد قابلنا كلّ قيادات نداء تونس ما عدا رئيس الدولة الباجي قائد السبسي ومحسن مرزوق وإتضح لنا أنّ الأغلبية الساحقة من قياديي النداء كانت مع التحالف مع النهضة… ثم خرجت كذبة بعدما تعرّض النداء لانتقادات بالتنكّر لوعده بعدم التحالف مع النهضة وكانت الكذبة أن التحالف مع النهضة تمّ لانّ الجبهة رفضت التحالف مع النداء ووضعونا أمام الأمر الواقع”.
وذكّر الهمامي بتصريحين نعتهما بالخطيرين أولهما لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي قال فيه “إنّ وفدا من صندوق النقد الدولي إلتقى قيادات من الحركة وأعلمهم بأنه في صورة عدم العمل اليد في اليد مع النداء كيف يريدون أن يساعدهم الصندوق” والثاني تصريح لرئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي قال الهمامي إنه كان أقلّ وضوحا وأنّ الباجي تساءل فيه كيف سيتمّ دعمهم من الخارج في صورة عدم تحالف النداء والنهضة “.