الشارع المغاربي-السيدة سالمية : أكّد مصدر حضر اجتماع الموقعين على وثيقة قرطاج، الملتئم اليوم الجمعة 5 جانفي 2018 في قصر قرطاج بإشراف رئيس الجمهورية، أنّ تصادما لفظيّا غير مسبوق جدّ اليوم بين رئيس الدولة الباجي قايد السبسي ونجله المدير التنفيذي لحركة نداء تونس حافظ قايد السبسي.

وأوضح مصدر “الشارع المغاربي” أنّ ذلك حدث بعد أن قال حافظ قايد السبسي ما مفاده أنّ هناك أطرافا يُفترض ألاّ تكون موجودة في الاجتماع أو في تشكيلة الحكومة، مُشيرا إلى أنّ المدير التنفيذي لنداء تونس كان أوّل من أخذ الكلمة ليتحدّث عن ضرورة العودة إلى نتائج الانتخابات وأنّه لا معنى لتشكيل حكومي لا يحتكم لنتائج صندوق الاقتراع، وبالخصوص في ظلّ التضحيات التي قدّمها حزب النداء، وفق ما ذهب إليه.

وأضاف مصدرنا أنّ مضمون كلمة قايد السبسي الابن أدّت إلى ما يشبه الملاسنة بينه وبين المنسّق العام لحزب المسار جنيدي عبد الجواد الذي كان حاضرا في الاجتماع. فقد اعتبر عبد الجواد في كلمته آنذاك أنّ حافظ قايد السبسي وجّه بكلامه رسالة سلبية جدا. وهو ما دفع المدير التنفيذي لنداء تونس إلى الردّ بما معناه أنّ هناك أطرافا يُفترض ألاّ تكون موجودة، مُلمّحًا لحزب المسار ومن ورائه منسّقه العام جنيدي عبد الجوّاد ووزير الفلاحة سمير الطيّب.

والجدير بالذكر، حسب ما أفادنا به مصدرنا، أنّ رئيس الجمهوريّة تدخّل عندها موجّها كلامه إلى نجله حافظ قايد السبسي بقوله “إلّي موش راضي على الحضور يتفضّل”، بمعنى أنّ من يرفض حضور البعض عليه هو بالانسحاب. وقد جاء ذلك ردّا “غاضبا” على ما عبّر عنه حافظ قايد السبسي بمنتهى الصراحة بشأن رفضه حضور البعض، وكأنّه أضحى يمتلك صلاحية تحديد من له حقّ الحضور من عدمه..!

واستطرد رئيس الجمهورية في ما مفاده أنّ الجميع أصبح يتحدّث بصفته مؤسّسا لحركة نداء تونس، وكأنّ الحزب أضحى من ممتلكاته.

مصدر “الشارع المغاربي” أكّد أنّ موقف رئيس الجمهوريّة أصاب الحاضرين بالمفاجأة والذهول، لاسيما أنّ ما سمّاه بـ”الكلاش” بين رئيس الدولة وابنه حدث لأوّل مرّة بمثل هذا الوضوح المعلن.

وللإشارة فإنّ اجتماع الباجي قايد السبسي بالموقّعين على وثيقة قرطاج بُثّ في بدايته بشكل مباشر عبر الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية بموقع “فايسبوك”، غير أنّه تمّ إيقاف النقل المباشر بعد أن طلب عدد من المشاركين في الاجتماع بذلك من رئيس الجمهورية.