الشارع المغاربي-منى المساكني شهدت جلسة العمل التي عقدت صباح اليوم بقصر قرطاح ” حوارا صريحا جدا ” بين المشاركين فيه ، وفق ما أكدت لـ”الشارع المغاربي” مصادر موثوق بها لفتت أيضا الى ان رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي افتتح الجلسة بتقييم “سلبي” للوضع العام وتحميل للمسؤولية ازاء تدهور الاوضاع ودقتها ، وشمل نقد الرئيس قائد السبسي الحكومة ومجلس نواب الشعب .

ووفق نفس المصادر ، وصف الرئيس قائد السبسي تعطل ارساء المحكمة الدستورية بـ”العار على مجلس نواب الشعب” . وكان البرلمان لم يُحدد بعد موعد انعقاد الجلسة العامة المخصصة لانتخاب بقية أعضاء المحكمة المذكورة فيما أجل موعد انتخاب رئيس هيئة الانتخابات وتجديد 3 من أعضائها الى سنة 2019 بعد ان كان مقررا عقدها يوم 21 ديسمبر الماضي.

وخلال الجلسة ذكر “الباجي” بحيثيات تشكيل حكومة “يوسف الشاهد 3 ” وبأنه لم تتم استشارته حولها وانه غير موافق عليها ، ونُذكر في هذا السياق بأن الرئيس اكد في ندوة صحفية عقدت يوم 8 توفمبر المنقضي بالقصر أنه التقى الشاهد صباح نفس اليوم الذي اعلنت فيه رئاسة الحكومة عن تحوير وزاري شمل  13 خقيبة وزارية و5 كتابات دولة وانه دعاه خلال الاجتماع الصباحي الى “التريث وتأجيل الاعلان عنه” وانه تلقى قائمة الوزراء المقترحين ضمن التحوير قبل فترة وجيزة من الاعلان عنها رسميا وانه تبين له  فيما ، وفق روايته، انها عرفت تغييرات .

وعلم “الشارع المغاربي” ان نقاشا جد بخصوص استشارة الشاهد رئيس الجممهورية حول التحوير الوزاري من عدمه ، وان رئيس كتلة الائتلاف الوطني هو من أطلق هذا النقاش وانه تطور لتقييم “جد سلبي” لعمل الحكومة وللوضع الأمني الذي قالت المصادر إن الرئيس اكد أنه مُهدد بمخاطر ولفتت المصادر الى ان النقاشات شملت مفاوضات الزيادة في أجور العاملين بالوظيفة العمومية وان رئيس الحكومة قدم عرضا لامكانات الحكومة واقتراحاتها لاتحاد الشغل 400 مليون دينار كقيمة للزيادات.

وحسب نفس المصادر ، دعا نور الدين الطبوبي امين عام الاتحاد العام التونسي للشغل رئيس الجمهورية الى التدخل لدى المؤسسات الدولية في اشارة الى صندوق النقد الدولي ، وكان الطبوبي قد ذكر في حواره الاخير لاسبوعية” الشارع المغاربي” في عددها الصادر يوم الثلاثاء 25 ديسمبر الجاري أنه طلب من الرئيس التدخل لدى صندوق النقد الدولي معتبرا ان لعب الرئيس هذا الدور مهم لحلحلة التوتر الاجتماعي . ونشير في هذا السياق الى ان من بين التزامات الحكومة للصندوق المذكور تجميد الزيادات في الأجور.

ومع الحدة  التي ميزت النقاشات خلال الجلسة التي دعا اليها الباجي ، فان مشاركين فيها اكدوا انها انتهت “بايجابية” وان الرئيس طلب من ضيوفة ضرورة ايجاد حلول تنهي الازمة الراهنة وانه عرض عليهم عقد اجتماعات في القصر او “حتى خارجه” وان رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي اكد له بانهم ستوجهون اليه حال التوصل الى توافقات في اشارة الى الازمة بين الحكومة واتحاد الشغل فيما رد الطبوبي ، وفق نفس المصادر ، مازحا باقتراح تنظيم وليمة “كسكسي بالقصر” وان الرئيس رفض ذلك بدبلوماسية مشددا  على أهمية التوصل الى اتفاق وانه ان تم فلا ضرورة للعودة الى القصر وانه بامكانهم الاعلان عنه من أية موقع كان .

يذكر ان الجلسة تمت بدعوة من رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي وشارك فيها رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر ورئيس الحكومة يوسف الشاهد ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي ورئيس كتلة الائتلاف الوطني مصطفى بن احمد والامين العام لحزب حركة مشروع تونس محسن مرزوق وامين عام اتحاد الشغل نور الدين الطبوبي ورئيس منظمة الأعراف سمير ماجول.