الشارع المغاربي: قامت صفحة رئاسة الجمهورية بحجب فيديو اللقاء الذي جمع يوم امس الاثنين 4 اكتوبر 2021 الرئيس قيس سعيد بالمكلفة بتشكيل الحكومة نجلاء بودن في ثالث لقاء يجمع بينهما منذ تكليفها يوم الاربعاء 29 سبتمبر المنقضي. واللقاء اثار موجة انتقادات وسخرية واستهجان واسعة بسبب مضامينه المتعلقة اساسا بعدد المشاركين في مسيرة 3 اكتوبر لتقرر الرئاسة في الاخير حجب الفيديو دون اعتذار او محاسبة من تسبب في مغالطة قيس سعيد في هذا الصدد.
واكتفت صفحة رئاسة الجمهورية بعد حذفه بنشر صورة من اللقاء مع بلاغ مقتضب فيما يبقى من الممكن اعادة مشاهدة الفيديو عبر منصة يوتوب.
والاكيد ان سبب حذف الفيديو يعود الى ما اثارت تصريحات سعيد حول عدد المشاركين في المسيرة المؤيدة لقراراته يوم الاحد من جدل بلغ حد السخرية في بعض الاحيان . وكان سعيد قد قال خلال استقباله يوم امس نجلاء بودن المكلفة بتشكيل الحكومة بكل ثقة في النفس ” ان عدد الذين خرجوا للشوارع في كل مناطق تونس وخارج تونس تقريبا وصلوا الى مليون و800 الف تونسي حسب اخر الاحصائيات او التقييمات للتونسيين الذين خرجوا في كل مناطق الجمهورية وجاؤوا بامكاناتهم ولم يدفع لهم اي مليم من اي كان مثلما يحصل في المدة الاخيرة من قبل البعض الذي يرتب مثل هذه المظاهرات ترتيبا مدفوع الاجر”.
واضاف “اليوم نحن في لحظات تاريخية لم تعشها تونس من قبل وليس من حق اي مسؤول مهما كان موقعه ومهما كانت درجة مسؤوليته ان يخيب امال شعبنا الذي عبر عن اماله وعن تطلعاته يوم 25 جويلية ويوم 3 اكتوبر وقبل ذلك في ديسمبر 2010 وفي جانفي 2011 وفي الاشهر الذي تلت هذه التواريخ وهذه الايام”.
وتابع” تعلمين بعد ذلك كيف تم السطو على ارادة الشعب من قبل البعض من قبل نظام خفي مازال يريد ان يتحكم في الدولة ..هناك وحوش كواسر وطيور جوارح قادمة من كل مكان ..واريد ان اقول للجميع نحن لسنا تحت وصاية اي كان مهمتنا هي تحقيق ارادة شعبنا التي عبر عنها في هذه الايام الخالدة في تاريخ تونس ومن يتحدث عن انقلاب فلينظر في الزغاريد ولينظر في رقصات حتى الشيوخ فرحا بهذا المنعرج الذي تعيشه تونس ..علينا الانصات لارادة شعبنا والى ارداة شعبنا فقط هناك من يتمسحون على اعتاب السفارات ويبحثون عن دعم من دوائر خارجية..السيادة هي للشعب التونسي ..نحن لم نتدخل في احد ولن نترك احد يتدخل فينا..”
وواصل ” يقال انه يجب ان يتم تركيز الحكومة ..سيتم تركيزها وسيتم تركيزها بعيدا عن تصوراتهم وبعيدا عن انتهازيتهم وبعيدا عن اطماعهم لان المسؤولية ليست كرسي او اريكة والمسؤولية هي شعور بانك تعمل من اجل المجموعة ..وسنرفع راية التونسية بارادة الشعب في كل مكان بعيدا عن هؤلاء الذين مازالوا يرتبون ويعتقدون ان لهم مكان في التاريخ ..لا مكان لهم بعد ان لفظهم الشعب وبعد ان خرج التونسيون في كل مكان من العالم وهناك شيخ يرقص وهناك من اتى على قدميه مسافة 200 كلم وهناك من جاء من السويد وبعد ذلك يقولون انقلاب.. ففي اية مدرسة درسوا وفي اية كلية تعلموا؟ هل هذا انقلاب حينما يخرج اكثر من مليون ونصف تونسي …؟”
وقال “بعد ازاحة هذا الكابوس يوم 25 جويلية سيحفظ التاريخ يوم 3 اكتوبر وسنواصل بنفس العزم وبنفس الثبات ولن نتراجع ابدا عن تصوراتنا ولن نتعامل مع من باعوا اوطانهم ومن عملوا لخدمة اعداء الشعب… جوعوه ونكلوا به ..الشعب اليوم قال كلمته في هذه الايام التاريخية.. نحن نصنع اليوم التاريخ ولن نخيب ابدا امال شعبنا ومطالبه ..اعرف ان هناك من يريد ان يتسلل كالحشرة ولكن انّا له ان يتسلل بعد ان حاول المغالطة ولكن ظهرت للعالم كله الاكاذيب والافتراءات ولم تعد تعني للشعب التونسي اي شيء… لينظروا الى الشوارع يوم امس في كل مكان …يحاولون اليوم ومن تحالف معهم التنكيل بالشعب التونسي في الاسعار التي رفعوا فيها ..لكن اقول لهم من يريد التنكيل بالشعب سيواجه بارادة قوية صلبة وسيدفعون الثمن باهظا في اطار القانون… وهناك من يكدس القمامة في بعض المدن وهناك من يرفع في الاسعار وهناك من يخفي عددا من المواد حتى ينكل بالشعب ولكن ليتأكد شعبنا البطل الذي صنع تاريخا جديدا اننا لن نترك هؤلاء الحشرات وهؤلاء المتربصين بالشعب وبوطننا… لن نتركهم وسنتعقبهم وكل مليم ذهب في غير ما رصد له سوف يسترجعه الشعب التونسي حتى نرفع عنه الخصاصة والحرمان ..”
واختتم سعيد كلمته قائلا:”لقد تألم شعبنا كثيرا وسالت الدماء من اجل الحرية كثيرا وينتظر منا الكثير وليس من حقنا ان نخيب انتظاراته وانا على يقين انك ستعملين بكل جهد وجدية لنحقق هذه الامال والطموحات والاحلام والشعارات حتى تكون واقعا ملموسا في تونس ..”
وكانت وكالة رويترز للانباء قد اكدت مشاركة 8 الاف تونسي في مظاهرة 3 اكتوبر في شارع الحبيب بورقيبة . ومثل هذه المسيرة المؤيدة لسعيد انتظمت في عدد من الجهات باعداد متفاوتة لا يمكن في كل الاحوال ان تبلغ مليون و800 الاف.
وردا على تصريحات سعيد الصادمة اعاد عدد من الاعلاميين والصحفيين والنشطاء نشر منطلق او مصدر اشاعة مشاركة مليون و800 الف تونسي في المسيرة والمصدر هو احد الحسابات الفايسبوكية التضليلة الذي تلاعب بخبر منشور بموقع tv5 الفرنسية. ويقول الخبر المضلل ان مليون و800 الف شاركوا في التجمعات فيما يؤكد الخبر الاصلي مشاركة 5 الاف تونسي فقط.
والغريب انه لم ترافق تقديم رئيس الجمهورية اخبارا غير صحيحة وحتى تضليلية اية قرارات في حق من قام بمغالطته او حتى مجرد اعتذار.