الشارع المغاربي-نقل منى المساكني: أكّد القيادي المستقيل حديثا من حركة النهضة سمير ديلو اليوم السبت 25 سبتمبر 2021 انه لا علاقة للاستقالات المعلن عنها اليوم باجتماع مجلس شورى النهضة مشددا على انه تم الإعلان عنها بشكل رسمي بمجرد ان اكتمل النصّ والقائمة.
وقال ديلو في تصريح لـ”الشارع المغاربي” اليوم في حديثه عن مجموعة الـ113 المستقيلة وإمكانية تأسيس حزب: “حاليا نحن نشطاء سياسيّون مستقلّون نتحاور بشكل يومي وننسّق أنشطتنا وإذا توفّرت الشّروط الواقعيّة والموضوعيّة لتأسيس كيان يهتم بقضايا الشّأن العام ( قد يكون حزبا أو شكلا آخر من أشكال التّنظّم الفاعل والنّاجع ) فلكلّ حادث حديث”.
وعن منسق هذه المجموعة او الشخصية التي ستتزعمها مستقبلا اوضح ديلو: ” لا نؤمن بالزّعامة ولا بالعلاقات العموديّة..نحن نحاول تجسيد عكس ما كنّا ننتقد ، نحن نتحاور منذ أكثر من خمس سنوات ولفترة طويلة كان مجهودنا منصبّا على جهود الإصلاح من الدّاخل ( وتوّج ذلك بعريضة المائة لفرض التّداول على رئاسة الحركة ) ولكن في الأشهر الأخيرة أيقنّا باستحالة الإصلاح وأصبحنا نتداول حول الإجابة على سؤال : ما العمل إذا استحال الإصلاح ؟ التّنسيق ليس أمرا صعبا في ظل توفّر الحماس والتّواضع والإرادة القويّة .. وتطوّر وسائل التّواصل عن بعد ..”.
وفي رده عن سؤال عمّا ان كانت النهضة قد انتهت بعد زلزال استقالات اليوم النوعية، ردّ ديلو ” للنّهضة الحاليّة قابليّة للإستمرار بشكل يختلف جذريّا عمّا سبق 25 جويلية 2021 فهي بصدد فقدان أفضل من فيها وأفضل ما فيها، بالإستقالات المعلنة أو الفعليّة وبضرب صورتها بشكل قاتل نتيجة الخيارات الخاطئة والتّصرّفات غير السّليمة .. الأجسام الكبرى لا تختفي بسرعة ولكنّ مقوّمات البقاء والإستمرار معلومة والأمر مطروح حاليّا على منتسبيها وأصحاب القرار فيها “.
وديلو تابع متحدثا عن اولويات المجموعة بعد استقالتها من النهضة: “سنفسح المجال حاليّا لمواصلة نقاش عميق حول الشّروط الواقعيّة والموضوعيّة للفعل الجماعي ولكنّ الأولويّة هي للإنخراط الفاعل في مقاومة التفرد بالسّلطة والحكم الفردي المطلق”.
امّا بخصوص مرجعية هذه المجموعة وعمّا ان كانت ستكون امتدادا للاسلام السياسي فيقول ديلو “لم أعد أرى شخصيّا أيّ معنى لهذه العبارة .. الأحزاب إطار جماعيّ لخدمة المواطنين يحمل الناشطون تحت لوائه قيما ويتبنّون برنامجا .. توطئة الدّستور ، التي لم يلتهمها الأمر الرّئاسي .. مرجعيّة كافية “.
يُشار الى أنّ 113 عضوا بحركة النهضة أعلنوا اليوم السبت 25 سبتمبر 2021 استقالتهم من الحركة مؤكدين انهم “يفضلون تغليب التزامهم الوطني بالدفاع عن الديمقراطية والتحرر من الاكراهات المكبلة التي اصبح يمثلها الانتماء للحركة” .
وحمّل المستقيلون في بيان موجه للراي العام القيادة الحالية للنهضة ” المسؤولية الكاملة في ما وصلت اليه من عزلة وقدرا هاما من المسؤولية في ما انتهى اليه الوضع العام في البلاد من ترد فسح المجال للانقلاب على الدستور والمؤسسات المنبثقة عنه” كما اتهموها بـ”تعطيل تركيز المؤسسات الدستورية والهيئات المستقلة نتيجة الحسابات الخاطئة وعدم تغليب معيار الكفاءة عند الاختيار والقرار”.
واعتبروا ان “تعطل الديمقراطية الداخلية لحركة النهضة والمركزة المفرطة داخلها وتفرّد مجموعة من الموالين لرئيسها بالقرار داخلها خاصة في السنوات الاخيرة لم يبق شأنا حزبيا داخليا بل كان رجع صداه قرارات وخيارات خاطئة ادت الى تحالفات سياسية لا منطق فيها ولا مصلحة ومتناقضة مع التعهدات المقدمة للناخبين”.