الشارع المغاربي – راشد الغنوشي: سفينة تونس تتّسع لكلّ أبنائها ولا يهُمّ كثيرا أين يكون موقعي

راشد الغنوشي: سفينة تونس تتّسع لكلّ أبنائها ولا يهُمّ كثيرا أين يكون موقعي

قسم الأخبار

4 يناير، 2021

الشارع المغاربي: اعتبر راشد الغنوشي رئيس مجلس نواب الشعب ورئيس حركة النهضة ان ما يحدث في المجتمع التونسي من شحن واضطراب واحتجاجات يعود في مجمله للحق في العيش الكريم لا غير.

وقال الغنوشي في حوار اجرته معه صحيفة “الشرق” القطرية نشرته في عددها الصادر اليوم الاثنين 4 جانفي 2021 : “المجتمع بعد ان قام بثورته واسس قيم الجمهورية الثانية تحت خيمة دستور ديمقراطي وتعددي، وفي أجواء من الحرية المنشودة، ينتظر أن يتجسد على أرض الواقع الانتقال الاقتصادي والاجتماعي، من حكم العائلات المتنفذة الفاسدة والمرتبطة بالقصر سابقا الى مجتمع أكثر توازنا وعدلا بين كلّ الافراد والطبقات والجهات” معتبرا أنّ “غياب نسب نمو جيدة والمديونية العالية الموروثة وانكباب النخب على حل المشاكل السياسية، اوجدت مناخا اجتماعيا محتقنا” وأن “تجربة التعددية السياسية الحقيقية في تونس التي لم تتجاوز العقد من الزمن مع غياب قانون تقدمي للأحزاب السياسية، ووجود قانون انتخابي يشتت الأصوات والأجسام السياسية وبعض التدخلات الخارجية من القوى المعادية للثورة ساهمت في تشظي المشهد السياسي والحزبي” مستدركا ” ولكن هذا لم يمنع من أن أول برلمان تونسي منتخب انتخابا حرا ومباشرا يعمل على مدار الساعة تحت الاضواء وبشفافية تامة …تمكن منذ 2014 الى حدّ الآن من اقامة تحالفات داخله صمدت في الأغلب ودعمت حكومات وانتجت قوانين وتشريعات تعتز بها تونس”.

وأضاف الغنوشي “نزوعات الاقصاء هي التي تعرقل التوصل الى مصالحات حقيقية في كل منطقتنا تنقذها من الانقسام وتؤسس أساسا قويا لديمقراطية مستقرة ومزدهرة. عقلية الاقصاء لا ينفرد بها تيار واحد بل توجد في أغلب التيارات وهو اعتقاد مغلوط وخطير بأنه يمكن لتيار واحد السيطرة على مقاليد الأمور والتخلص من غيره من التيارات. هذه العقلية هي التي تمنع بلداننا من التقدم نحو بناء انظمة ديمقراطية مستقرة. يجب أن نعالج هذه العقلية المنتشرة وعقلية المعادلة الصفرية بأن ربح غيري هو خسارة لي”.

وتساءل الغنوشي “متى ستراجع جميع تيارات الأمة مواقفها ومتى ستتعلم من درس هذه العشرية بأنه لا يمكن لأي تيار أن يقصي غيره وأن يحتكر مقاليد الأمور؟ ” متابعا ” تقع المسؤولية على عاتق نخب الأمة من جميع التيارات، كلما اختصروا الزمن للوصول لهذه القناعة وبالتالي القبول ببعضهم بعضا وقبول مبدأ الشراكة والتوافق والتعايش، كلما قللوا من تكاليف الانتقال الى الديمقراطية وعجلوا ببناء أنظمة سياسية مستقرة، للجميع فيها مكان” مواصلا ” حاولنا في تونس أن نسلك هذا المسلك وقد حققنا فيه بعض المنجزات وهذا ما صنع الاستثناء التونسي في الربيع العربي، ولكننا لم نستكمل الطريق بعد ونحن عازمون على استكماله حتى نتمكن من بناء تونس للجميع. منذ الثمانينات كنت أقول ان تونس لكل أبنائها، والآن مازلت أؤمن بذلك وأعتقد أن سفينة تونس تتسع لكل أبنائها، لا أن يفكر بعضهم في القاء البعض خارج السفينة. نحن على ثقة بأن لشعبنا ونخبه من الوعي ما سيقود قواه الحية الوسطية الى تفاهمات ومصالحات تاريخية بينهم. وأنا على يقين بأن هذا هو الطريق لبقية بلداننا العربية للخروج من أتون الفتن والانقسامات للتأسيس لمستقبل زاهر لشعوبنا”.

وبخصوص تأكيده سابقا على احترام النظام الداخلى للحركة وعدم ترشحه لرئاستها في المؤتمر القادم، قال الغنوشي “ان احترام النظام الداخلى للحزب ليس منة أو مزية، هذا عهد والتزام أخلاقي لنا جميعا في حركة النهضة فلا قانون ولا ديمقراطية اذا لم يحترم الحزب نظامه الداخلى وقوانين البلاد وسنن الحياة كذلك في التغيير والتجديد” مضيفا “ان دور راشد الغنوشي هو الاسهام في دعم تجربة تونس وانتقالها الديمقراطي ثم التقدم على درب تحقيق الانتقال الاقتصادي والاجتماعي من خلال تعزيز دائرة الأصدقاء المحبين لتونس… لا يهم كثيرا اين يكون موقعي، فاليوم تونس تحكم بالترشيح والانتخاب وانا على ذمة امتي وبلدي وشعبي ثم حزبي في اي موقع اكون فيه مفيدا ومنتجا وداعيا للوحدة الوطنية والمصالحة الوطنية الشاملة”.





اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING