الشارع المغاربي – العربي الوسلاتي : أثارت الأحداث التي رافقت مباراة النادي الافريقي ونادي قسنطينة الجزائري جدلا كبيرا في الشارع الرياضي بتونس خاصة بعد العودة إلى مربّع الحديث عن الجهويات والصراع الرياضي المحتدم بين العاصمة والساحل. رئيس النجم الرياضي الساحلي الدكتور رضا شرف الدين تحدّث لـ”الشارع المغاربي” عن الجدل الكبير الذي رافق تلك المباراة وما عقبها من أحداث غير رياضية كما تحدّث عن المشهد الرياضي في تونس بصفة عامة وعن النجم الساحلي بصفة خاصة.
– تعوّدناك دائما في الصفوف الأمامية في المشهد الرياضي لكن على عكس العادة لم نلمح لك أيّ أُثر قبل وبعد الأحداث التي رافقت مباراة النادي الافريقي ونادي قسنطينة الجزائري في الملعب الأولمبي بسوسة ؟
أنا موجود… ثمّ ما المطلوب منّي تحديدا ؟ لقد مكنا الافريقي من ملعبنا وفتحنا لهم الأبواب ورحبنا بهم كأنهم في ملعبهم وهذا هو المطلوب.
– لم تستقبل الهيئة المديرة للنادي الافريقي ولم تعلّق على الأحداث التي جدّت قبل وبعد المباراة ؟
كان هناك من في استقبالهم ثمّ إن المباراة ليست بين الافريقي والنجم… هي مباراة بطولة افريقية لا دخل لنا فيها والمهم أن الافريقي وجد كلّ الترحاب في سوسة.
– على ما يبدو لم يكن هناك ترحاب بالمعنى الصحيح للكلمة؟
تلك هي ظروف وأجواء المباريات الافريقية وتلك خاصية الجماهير التي لا تتصرف بفكر ورصانة المسؤولين والمهمّ أن المباراة دارت وانتهت دون أن تتجاوز الخطوط الحمراء.
– لكن ما حصل بات ينذر بحرب كبيرة بين جماهير النادي الافريقي والنجم الساحلي وهناك عودة الى مربّع الجهويات وصراع العاصمة والساحل ؟
الصورة ليست سوداوية بهذا الشكل المفزع… وهذا الصراع الرياضي لا وجود له سوى في مخيّلة الجماهير ولن يتعدى ذلك الحدّ. وطالما أنّه لا وجود لهذه الحرب الكلامية لا وجود على الألسنة المسؤولين فلا خطر في ذلك ثمّ مثل هذه الظواهر تحصل في كلّ أنحاء العالم وليست منتوجا تونسيا خالصا.
– تُصوّر الأمور وكأنّ ما حصل أمر عادي والحال أنّك نائب في برلمان الشعب من المفروض أنك تلتقط هذه الإشارات السلبية قبل غيرك؟
قلت لك أن ما حصل عادي وطبيعي جدا في بلد يعيش على وقع تقلبات سياسية واقتصادية واجتماعية. الرياضة ليست استثناء وهي ليست بمعزل عن هذا المناخ السياسي المتعفّن لذلك نحن نبحث عن حلول لاستعادة عافية البلاد على كلّ الواجهات وكل ما نحتاج فقط هو قليل من الوقت وكثير من الوعي حتى نتجاوز هذا الظرف العصيب الذي نمر به جميعا والذي هو ليس حكرا على الرياضة فقط بل يشمل كل المجالات.
– ألا تعتقد أنّ المشهد الرياضي في تونس أكثر تعفّنا في ظل ما نشهد من فوضى على كل المستويات وخاصة على مستوى البنى التحتية وفوضى تعيينات المباريات التي نعيشها في الأيام الأخيرة بسبب غلق ملاعب العاصمة؟
صحيح… هذه فضيحة في حق تونس وما حصل ما كان ليحصل لو كانت هناك إرادة سياسية للذود عن مكتسبات البلاد.
– أنت رئيس جمعية كبيرة في تونس ونائب ببرلمان الشعب وقيادي في حزب من المفروض أنه حزب حاكم وتتحدث عن الإرادة السياسية العاجزة وعن تقصير محتمل فما دورك إذا كنت مقرّا بهذا الفشل؟
ليست لرضا شرف الدين عصا سحرية وأنا لن أغيّر الكون بمفردي والمطلوب هنا هو تظافر الجهود والعمل على النهوض بهذه البلاد بعيدا عن منطق الغنيمة وعن سلوكات خدمة الأجندات والمصالح الشخصية الضيقة.
– حتى ننهي ما هو حال النجم الرياضي الساحلي ؟
الحمد لله الأمور تسير على النحو الذي سطرناه… الفريق بدأ يستعيد عافيته والموسم لازال في أوّله والفريق مراهن جديّ على كلّ الواجهات وهذا دائما قدرنا. نحن في النجم الساحلي نعمل كعائلة واحدة شغلها الشاغل نجاح الجمعية وحتى بعض الانتقادات التي تلاحقنا من حين لآخر نتقبلها بصدر رحب لأننا على دراية كبيرة بمدى تعلّق الجماهير بناديها لكننا نفرّق بين من يبحث عن مصلحة النجم وبين من يخدم مصالحه الشخصية.