الشارع المغاربي – قسم الثقافة: تبث القناة الوطنية الأولى خلال شهر رمضان السلسلة الهزلية “زنقة الباشا” للمخرج نجيب مناصرية والمؤلفة سميرة بوعمود بمشاركة ممثلين متمرّسين في هذا النوع من الاعمال الرمضانية على غرار كمال التواتي الذي بدا رتيبا مرتبكا من أول حلقة وكأنّه يستنبط شخصية تمزج بين الشخصيات السابقة أو كمن كان يؤدّي دوره على مزاجه او دون أي مجهود.

اضافة المخرج أيضا لم تكن بارزة على مستوى إدارة الممثّلين الذين وجدوا أنفسهم أمام سيناريو وحوار لا يتيحان مجالا للتألّق وللابداع او الارتجال. فبعض الأدوار مثلا لم يكن مناسبا لطاقات وقدرات بعض الممثلين بعد أن أثبت جلهم نجاحا في أعمال كوميدية تلفزية سابقة ولكن بلمسات المخرج صلاح الدين الصيد والمؤلّفين حاتم بلحاج ويونس الفالحي… ويبدو أن المخرج وبقية عناصر إنتاج “زنقة الباشا” ارتكبوا هفوات عندما حاولوا تقليد بعض الأعمال الكوميدية السابقة فوقعوا في فخها.

ورغم اختيار المخرج الصائب لأبرز ممثلي السلسلة الشهيرة “شوفلي حل” التي أنتجتها قناة الوطنية 1 والتي سيطرت على المشهد الهزلي في الدراما التلفزية طيلة سنوات، وكذلك سلسلة “نسيبتي العزيزة” التي أنتجتها قناة نسمة وتوظيف خبراتهم الطويلة في مجال الاعمال الكوميدية فإن “زنقة الباشا” شكّلت استنساخا واضحا للعملين المذكورين.

“زنقة الباشا” تدور أحداثها حول شخصية الممرض (كمال التواتي) الذي تزوّج شابة تصغره سنا ويعيش معها في المنزل العائلي.

ونستنتج من خلال القصة حكايات متعددة حول علاقة الزوجة “الصغيرة” بأولاد الممرض وبشقيقته وببقية أفراد عائلته، وعلاقة الممرض بالمرضى وبأصدقائه في أحد أحياء المدينة العتيقة.

ولئن تبدو القصة مقبولة فإن تجسيدها تلفزيا لم يكن بالمستوى الفني المطلوب قياسا بمستوى الحضور التمثيلي. وظهر من الحلقة الأولى ثقل أداء الممثلين وطول المشاهد وافتقادها للنسق السريع. كما فاجأ كمال التواتي المشاهدين بأداء على غير العادة في سلسلات سابقة مثل “عند عزيز” و”لوتيل” ودار الخلاعة” وشوفلي حل ” في التلفزة التونسية و”نسيبتي العزيزة” و”دار الوزير” في قناة نسمة.