الشارع المغاربي: اعتبر الخبير الاقتصادي عز الدين سعيدان اليوم الاثنين 12 جويلية 2021 ان تونس في مأزق كبير جدا لان لها استحقاقات دين كبيرة في نهاية الشهر الجاري وشهر اوت المقبل قال ان منها سداد قرضين كل واحد منهما بقمية 500 مليون دولار بضمان الولايات الامريكية وان ذلك يعني انه اذا عجزت تونس عن السداد فان الولايات المتحدة الامريكية ستتولى هي التسديد لافتا الى ان ذلك سيمثل سابقة خطيرة.
وابرز سعيدان خلال مداخلة له على اذاعة “الجوهرة اف ام” ان تونس في وضع لا تحسد عليه وانه صحيح ان هناك بعض اوجه الشبه مع بعض البلدان الاخرى على غرار لبنان او اليونان مشيرا الى ان ما حصل في السنوات العشر الاخيرة ان تونس لهثت وراء القروض دون انجاز اية اصلاحات معتبرا ان ذلك فخا خطيرا وان البلاد اصبحت مكبلة اليوم بالديون وان الحكومات لم تقم الا بارجاء الاصلاحات طيلة السنوات العشر الماضية.
وفي تعليقه على التخفيض في الترقيم السيادي لتونس من قبل وكالة “فيتش رايتنغ” اكد المتحدث ان الوكالة اشارت لاول مرة الى شيئين مهمين جدا في تقريرها قال ان اولهما ان الدائنين ربما يدعون تونس الى نادي باريس مذكرا بان هذا النادي يجمع الدائنين المؤسساتيين مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والبنك الاوروبي والبنك الالماني وغيرها من المؤسسات المانحة وبان القائمين عليها سيسألون تونس عن خطتها في صورة عدم تسديد ديونها.
وابرز انه في صورة ان كانت الاجابة مقنعة سيتم التفاوض معها على جدولة الديون وانه اذا لم تكن الاجابة مقنعة فانه سيتم حينها فرض املاءات عليها من قبيل التقليص في عدد الموظفين ورفع الدعم وغيرها.
واشار الى ان نادي باريس ليس الوحيد والى انه بعد استكمال الاجراءات مع هذا النادي سيأتي دور نادي لندن للدائنين من القطاع الخاص والذي قال انه سيدعو بدوره تونس للتباحث معها حول خطتها.
ولفت الى ان المسألة المهمة الثانية التي تضمنها تقرير وكالة “فيتش رايتنغ “حول تونس هو اشارته الصريحة الى ان صندوق النقد الدولي ربما يشترط للتقدم في المحادثات مع تونس ان تمر اولا على نادي باريس مبرزا ان الصندوق في وضع محرج مع تونس وان برنامجه الاول معها سنة 2013 كان فاشلا لانها لم تلتزم بالاصلاحات التي تعهدت بها.
وذكر بانه تمت اعادة الكرّة مع القرض الذي تحصلت عليه تونس من الصندوق سنة 2016 وبان الدولة التونسية لم تلتزم بالتعهدات الكتابية التي كان قد امضى عليها رئيس الحكومة انذاك يوسف شاهد ومحافظ البنك المركزي مروان العباسي مشيرا الى انه تمت معاقبة تونس تبعا لذلك بالغاء جزء كبير من القرض والى ان صندوق النقد الدولي اضحى في حرج كبير الان مع تونس مضيفا انه لو اسند القرض وفشل مرة ثالثة فان مصداقيته ستكون في الميزان وان الفرضية الاخرى الا يقرض تونس لتكون الوضعية كارثية.
ولفت سعيدان الى ان الترقيم السيادي هو تقييم لقدرة البلاد على تسديد ديونها الخارجية بصفة طبيعية والى ان التخفيض الاخير هو التاسع منذ 2011 بما يعني ان البلاد لم تفهم الرسالة والى انها تتجه الى وضع خطير جدا وسلبي الى حد بعيد .
واضاف ان تصنيف تونس سنة 2010 التي قال انها تبقى السنة المرجعية كان 3 ب ايجابي وانها كانت على بعد خطوة واحدة للمرور الى التصنيف “أ” مذكرا بان وكالة التصنيف اليابانية كانت قد صنفت تونس فعلا في المرتبة الاولى.