الشارع المغاربي: انتقد قيس سعيد رئيس الجمهورية خلال استقباله ظهر يوم امس وزيرة العدل ليلى جفال بشدة دعاة تنقيح الفصل 411 من المجلة التجارية المتعلق بجريمة الشيك بلا رصيد والمرسوم 54 والفصل 24 منه مؤكدا ان الحريات مضمونة في تونس . واعتبر ان كل القضايا مفتعلة وان الامر لا يتعلق بهذا الحزب او بذاك وانما ب40 او 50 عائلة قال انها تسيطر على البلاد وان لها امتدادا في الادارة وقال ان “جهات متعددة دابت على الارتماء في احضان الدوائر الاستعمارية تقود حملات لتشويه المسار “.

وقال سعيد خلال اجتماع بوزيرة العدل وفق ما جاء بفيديو نشرته رئاسة الجمهورية اليوم السبت 25 ماي 2024 على صفحتها بموقع فايسبوك:” اهم شيء في حياة كل دولة وفي حياة كل مجتمع هو العدل ولا قوام لاي دولة الا بالعدل وبقضاء عادل وهذا ما نعمل من اجله. هناك حملات من جهات متعددة دابت على الارتماء في احضان الدوائر الاستعمارية تريد ان تشوه هذا المسار وهذه الحركة من اجل تحرير الوطن من الادران التي علقت به منذ عقود وعقود …يتحدثون كل يوم عن هذا المرسوم (عدد 54) وعن الفصل 24 منه… اريد ان اوضح لكل التونسيين… نرفض المساس باي كان من اجل فكره ..هو حر في اختياره ..حر في التعبير ولكن هناك اشخاصا ليست لهم حرية التفكير فكيف يمكن ان تكون لهم حرية التعبير ؟ هم امتداد لهذه الدوائر الاستعمارية واريد ان اقرأ هذا الفصل والذي يتعلق بالاشاعة وبالاخبار الزائفة …يعاقب بالسجن مدة 5 اعوام وبخطية قدرها 50 الف دينار كل من يتعمد استعمال شبكات وانظمة معلومات واتصال لانتاج او ترويج او نشر او اعداد او ارسال اخبار او بيانات او اشاعات كاذبة او وثائق مصطنعة او مزورة او منسوبة كذبا للغير بهدف الاعتداء على حقوق الغير او الاضرار بالامن العام او بالدفاع الوطني او بث الرعب بين السكان……كل يوم… ولم يقع تتبع احد من اجل رايه ..”.

وتابع” نرفض قطعا ان يرمى باحد في السجن من اجل فكره…فحريته مضمونة بالدستور ومضمونة اكثر من دول اخرى …ومن يخرجون اليوم في عواصم غربية منددين بحرب الابادة في فلسطين يتم اعتقالهم اما هنا فمن يخرجون امام المسرح محميون بالامن …فهل معنى ذلك انه يتعين سب وشتم الاشخاص باسم حرية التعبير؟ وهذا قادم من عاصمة او من اخرى …. ماو لباس يتدخول في شؤوننا ؟ … تعرفون ان التهمة الاساسية الموجهة للشعب التونسي هي انه شعب يريد ان يكون حرا ويريد ان يكون محفوظ الكرامة …لا…. يتعين ان يحددوا لنا هم مجالات الحرية ومتى نتدخل و لا نتدخل …لا… نحن لم نتدخل في شؤونهم ولم نقل لهم لماذا اخترت فلان او فلتان… ولكننا آلينا على انفسنا بالا نتدخل في شؤون الغير ..ولن نقبل بان يتدخل احد في شؤوننا …”

واضاف “ناتي الى الفصل 411 الذي يتحدثون عنه… مازال هناك تعديل الفصل 410 من المجلة التجارية … لا اعرف ان كانوا قد قرأوا النص ام لا ؟….سوف ياتي تنقيح الفصل 410 لتحميل المؤسسات المصرفية المسؤولية .. لم يكلفوا انفسهم حتى النظر في الفصل 411 وسوف ياتي نص اخر هو الفصل 410 لتحميل المؤسسات المصرفية المسؤولية …ولو عرفوا تاريخ الفصل 411 والتنقيحات التي ادخلت عليه لعرفوا انه ( نتاج) المد الليبيرالي …القضية ليست يسار ولا يمين ولا نهضة ولا تجمع هي قضية لوبيات لها امتداد في الادارة …هذا هو المشكل الكبير في تونس ولهم بطبيعة الحال الصحف الماجورة والالسن المسعورة ثم الناس الذين لا يعيشون الا تحت الاستعمار ….استبطنوا الهزيمة وثقافة الهزيمة ومع ذلك يتباكون على الحرية …كل يوم يتكلمون ..بالنسبة لحرية التعبير لا نقبل بان يمس احد فهو حر ولست وصيا على فكره …يريدون ان يحولونها الى قضية حرية تعبير ….فكره ليس حرا فكيف يمكنه ان يعبر؟ …ويا حبذا لو تورّينا الاذاعة والتلفزة ماذا كان موجودا في البرلمان قبل 25 جويلية وكم من نص دخل وخرج لخدمة اللوبيات …نحن لم نأت لخدمة اللوبيات بل جئنا من اجل تحرير تونس …ومن يتباكى اليوم على الحريات فهو يتكلم …. لا …يلزم يقول الوزير الفلاني بيه وعليه والاخر فاسد …الدولة ليست لعبة ومصير الشعب ليس لعبة وحريتنا وكرامتنا ليستا مجرد شعار …بل حقيقة ولكن للاسف من كانوا يتكلمون عن الحرية وعن انهم من دعاة الحرية هم من اكثر اعداء الحريات لان الحرية بالنسبة لهم هي في الظاهر حرية ولكنها في الواقع امتداد لفكر غير حر …”

وتابع “وايضا يريديون تاجيج الاوضاع والهدف اليوم هو ضرب الدولة لان هدفهم واستراتيجيتهم كانت تفكيك الدولة بالحجة والبرهان ومن جاء والتقوا بهم بعد 14 جانفي وتم الاستيلاء على الثورة وتم السطو على ارادة الشعب ويطرحون قضية الهوية وغيرها وهو يطالب بالشغل لا… قالوا يتعين ان نتبين هل ان اصلك من قرطاج او من روما او من بيزنطة ونحن مسلمون وهل نصلي وتلك الكذبة الكبرى دولة دينها الاسلام ….فهل هناك دولة ستمر على الصراط يوم القيامة …؟ هذا دون الحديث عن الماسونية …الحمد لله على نعمة الاسلام وكفى …معنى ذلك ان كل القضايا مفتعلة ولا تتعلق بهذا الحزب او بذاك .. تتعلق بـ 40 او 50 عائلة تسيطر على البلاد… يتباكون ولهم امتدادات داخل البلاد ولوبيات تخدمها وداخل الادارة وسوف يتحملون مسؤولياتهم كاملة من هم داخل الادارة.. والفساد الذي استشرى في كل مكان ونحن اكثر حماية لحقوق العمال ولحقوق البؤساء اكثر ممن يدعون حمايتها…الملفات موجودة … المدرسة فتحت ابوابها عام 1993 والشهادة تسلمها عام 1983 ….لا تحتاج الى خبير او سماعات …مدير مؤسسة له 6 سيارات وظيفية… ان شاء الله يتم فتح ملفه …واكثر من هذا كل شهر يسافر مرة .. “

وخلص سعيد الى القول “اكره الظلم ولكني لا اقبل بالاعتداء على وطني ولا تشويهه في الخارج ولا نقبل بالتدخل في شؤوننا الداخلية من اي كان وسيادتنا فوق كل اعتبار والحريات مضمونة اكثر مما هي مضمونة في دولهم لانها حقيقة وواقع …ولا نتتبع اي كان من اجل فكره …فكره حر فهذا مضمون بالدستور وحرية التعبير مضمونة …ولن نتراجع اليوم عن الحريات ولكننا نريدها فعلية وليست شكلية…. قال احد الفقهاء حرية الثعلب الحر في المدجنة الحرة …لسنا مدجنة ولا نريد الوحوش وطريقة الثعلب الماكر ومتى كان لثعلب دين …؟ “”