الشارع المغاربي – صحافي بـ"وات": الر.م.ع بات يُمثّل أكبر تهديد على حرية التعبير بمؤسّستنا

صحافي بـ”وات”: الر.م.ع بات يُمثّل أكبر تهديد على حرية التعبير بمؤسّستنا

29 يونيو، 2019
 الشارع المغاربي – قسم الأخبار : دعا الصحافي بوكالة تونس إفريقيا للأنباء منير السويسي اليوم السبت 29 جوان 2019 رئيس الحكومة يوسف الشاهد إلى “رفع يد مستشاره الإعلامي مفدي المسدي عن الوكالة”، مطالبا بإقالة الرئيس المدير العام الحالي لـ”وات” رشيد خشانة الذي قال إنّه “بات يمثّل أكبر تهديد على حرية الصحافة والتعبير في هذه المؤسسة الإعلامية العمومية”.
 
وجاء ذلك في “رسالة مفتوحة” وجّهها السويسي، الصحافي بقسم الأخبار الدولية في “وات”، إلى الرئاسات الثلاث والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والاتحاد العام التونسي للشغل وعمادة المحامين والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد.
وقال منير السويسي، في ملخّص صحفي بالرسالة، التي تحصّل “الشارع المغاربي” على نسخة منها”، إن “رشيد خشانة أقدم يوم 25 جوان الجاري إثر تلقيه اتصالا هاتفيا من مفدي المسدي على هرسلة مدير التحرير المنتخب في الوكالة وهدّد باتخاذ إجراءات ضد صحافية نشرت خبرا يتعلق بالزيادة في أسعار الكهرباء اعتمادا على بيان من الوزارة ذات الاختصاص”.
وأضاف أن خشانة اتهم الصحافية بـ”العمل ضدّ الحكومة باعتبار أن هذا الخبر حسّاس وأن الفترة التي تمرّ بها البلاد حساسة ولا تستدعي نشر مثل هكذا أخبار”.
وذكّر الصحافي بأنّه تمّ تعيين خشانة البالغ من العمر 67 عاما على رأس الوكالة يوم 5 ديسمبر 2018 رغم تجاوزه سن التقاعد بسبع سنوات كاملة وانعدام أيّة تجربة له في التسيير الإداري، وذلك بتزكية من إياد الدهماني الوزير الحالي في الحكومة والرفيق السابق لخشانة في الحزب الديمقراطي التقدمي”.
وتابع “خشانة شرع منذ 13 ديسمبر 2018، أي بعد أقل من 10 أيام من تعيينه في المنصب، في تنفيذ أجندة قذرة مفضوحة هدفها تحويل الوكالة إلى بوق دعاية للحكومة مثلما كان الوضع قبل 14 جانفي 2011 مقابل وعود بتعيينه في وزارة أو إسناده سفارة… واتصل، هاتفيا، يوم 13 ديسمبر 2018، بقسم الاخبار الاقتصادية في “وات” طالبا وبكل وقاحة حذف برقية بعنوان “الحكومة التونسية تطالب الاتحاد الأوروبي برفع التجميد عن أموال مروان المبروك” إلا أن القسم لم يستجب له”.
ولفت الصحافي إلى أنّه “وجّه عقب تلك الواقعة بريدا الكترونيا الى رشيد خشانة لينبّهه من خطورة مثل هذه الممارسات التي انقرضت منذ 14 جانفي 2011” والى أن خشانة “رمى بذلك التحذير عرض الحائط ومضى في محاولاته لتطويع الوكالة لصالح أجندة حكومية بالتنسيق في مرحلة أولى مع الوزير إياد الدهماني ولاحقا مع مفدي المسدي المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة”.
وأضاف “خشانة اتصل يوم 18 أفريل 2019، عبر الهاتف، بقسم الأخبار السياسية مطالبا بحذف برقية بعنوان “تأجيل النظر في قضية شفيق الجراية المتعلقة بالتزوير إلى 16 ماي القادم” إلا أن صحافيي القسم لم يستجيبوا له، كما اتصل هاتفيا، خلال نفس الشهر، بقسم الأخبار الدولية لأن القسم نشر حسب رأيه “كثيرا” من الأخبار حول الاحتجاجات الشعبية في السودان، التي أدت لاحقا إلى عزل الرئيس عمر البشير يوم 11 أفريل 2019.. وطلب من زملاء في الوكالة إعداد “تقارير خاصة” حول مواضيع متصلة بتركيا وقطر، لكن لم تتمّ الاستجابة لمطالبه… وبعد أن استعصى عليه تطويع الوكالة وصحافييها أقدم رشيد خشانة، بتاريخ 3 ماي 2019 (الموافق لليوم العالمي لحرية الصحافة) وبتعليمات من المستشار الإعلامي مفدي المسدّي على تعيين آخر ملحق صحفي في قصر قرطاج في عهد بن علي في خطة مدير عام مساعد للتحرير بوات”.
وأردف “هذا الشخص، الذي كان يعمل في قصر قرطاج تحت الاشراف المباشر لعبد الوهاب عبد الله، وارتمى مؤخرا في أحضان حزب الحكومة، أقرّ بأنه تلقى، يوم 3 ماي 2019، إرسالية قصيرة (sms) من “مصدر” في رئاسة الحكومة طلب منه نشر خبر في الوكالة”، مذكّرا بأن فرع نقابة الصحافيين في “وات” كان قد ندّد في بيان أصدره يوم 9 ماي المنقضي بتكرر محاولات الرئيس المدير العام التّدخل في عمل دوائر التحرير والحال أنّه تمّ الفصل بين الإدارة العامة ودوائر التحرير، التي يعود التنسيق فيها ومعها إلى منسق التحرير المنتخب، حسب التقاليد المعمول بها منذ سنة 2011″.
وتابع الصحافي أنه “وجّه مع أربع صحافيات في قسم الأخبار الدولية أكثر من مراسلة إلى رشيد خشانة (عبر مكتب الضبط المركزي) طالبن فيها بإعادة فتح ملف فساد تورّطت فيه رئيسة القسم الذي يعملون فيه إلا أنه رفض متعلّلا بأن ذلك الفساد لم يحصل في عهده… خشانة حوّل الوكالة إلى مزرعة خاصة إذ قام بتوريث وظائف وبانتدابات على أساس المحسوبية واستغل نشرة الوكالة للدعاية لنفسه واستقبل سفراء وشخصيات أجنبية داخل مقر الوكالة في كنف السرّية”.
ولاحظ أن “خشانة المحمول عليه واجب التحفظ باعتباره مسؤولا حكوميا، مازال ينشر كتابات في وسائل إعلام تونسية وأجنبي، تتضمّن آراء ومواقف تتعارض مع ثوابت الدبلوماسية التونسية خصوصا بشأن الملف الليبي الذي انحاز فيه لحكومة السرّاج” وأنه “في وضعية تضارب مصالح صارخة إذ انه رغم تعيينه على رأس إحدى أهم وسائل الإعلام العمومي مازال يدير إلى حد الآن عددا من المشاريع الإعلامية الخاصة (مركز تدريب إعلامي، مركز بحوث، مجلّة شهرية تعنى بالشأن الليبي) التي تحصل على دعم من منظمات أجنبية.
وأشار الصحافي منير السويسي ألى أن “رشيد خشانة الذي أدلى بعد الثورة بشهادة “تاريخية” أمام “منتدى التميمي” أقر فيها بأنّه (السويسي) ساهم خلال فترة عمله كمراسل صحفي من تونس لوكالة الأنباء الألمانية في “تعرية” نظام “الدكتاتور” بن علي، أصبح يكنّ له حقدا دفينا بعد أن فضح كل تجاوزاته في وات”.
واتّهم خشانة بـ”تلفيق تهمة ليس لها أي سند قانوني” له ولثلاثة صحفيات يعملن معه بقسم الأخبار الدولية وأحالهم على مجلس التأديب يوم 31 ماي الماضي ثم أصدر يوم 28 جوان الجاري قرارا جائرا بإيقافهم عن العمل مدّة أربعة أيام مع الخصم من المرتّب في سابقة في تاريخ الوكالة”.

اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING