الشارع المغاربي – صدمة "الاثنين الأسود" : 3 أسباب وراء الانهيار التاريخي لأسعار النفط الأمريكي

صدمة “الاثنين الأسود” : 3 أسباب وراء الانهيار التاريخي لأسعار النفط الأمريكي

قسم الأخبار

21 أبريل، 2020

الشارع المغاربي -وكالات: سُمي باليوم الاثنين الاسود ، 20 أفريل 2020  هو اليوم الذي شهد فيه النفط الأمريكي تراجعا تاريخيا في الاسعار إلى ما دون الصفر للمرة الأولى في التاريخ، بل شهد فيه العالم ، شركات النفط تدفع للحرفاء حتى يحصلوا على منتجاتها خشية تراكم مخزون الخام لديها خلال الشهر المقبل.

وتراجع الطلب على النفط ومشتقاته خلال الأشهر الماضية بسبب إجراءات الإغلاق في مختلف دول العالم إثر تفشي وباء كورونا واضطرار الناس للبقاء في منازلهم، وتوقف العمل في العديد من المصانع. واضطرت شركات النفط إلى استئجار ناقلات نفط ضخمة لتخزين الخام الفائض،بما اجبر  الشركات على الدفع للمشترين لنقل الخام بعيدا عن منشآتها تفاديا لدفع أموال أكثر لتخزينه.

وفي الولايات المتحدة الامريكية وصل سعر برميل النفط إلى – 37.63 دولارا. وقال ستيوارت غليكمان، خبير النفط في مركز أبحاث “سي إف إر إو”، إن صدمة انخفاض الطلب ضخمة لدرجة أنها تتخطى كل التوقعات السابقة.

وفي القراءات حول اسباب وتداعيات الاثنين الاسود التاريخي لاسعار النفط الامريكي ، يرى متابعو أسواق النفط الخام أن الهبوط في سعر الخام الأمريكي تسليم ماي المقبل، كان متوقعا لكن ليس لدرجة هبوطه دون 37 دولارا للبرميل، في سابقة لم تحصل في تاريخ الصناعة النفطية، يتسجيل مثل هذه الخسائر في غضون ساعات.

ويعتبر يوم امس الإثنين هو آخر أيام بيع عقود النفط الآجلة للتسليم في ماي المقبل، لذا عمل المنتجون والشركات النفطية في الولايات المتحدة، على بيع النفط بأقل سعر ممكن، وفق نظرية العرض والطلب، للتخلص من الكميات المتراكمة لديها. اذ انها ترى أن بيع النفط بخسارة أقل ضررا عليها من الاحتفاظ به، للتسليم في جوان 2020.ويعود ذلك إلى أن الاحتفاظ بالنفط الخام تتبعه تكاليف تخزين، وتكاليف تأمين، وتكاليف نقل، وهذا في حال تمكنت هذه الشركات من إيجاد آبار أو مخازن لحفظ الخام، في فترة تسجل فيها المخزونات مستويات غير مسبوقة، بسبب تأثير الطلب سلبا.

وتعيش أسواق النفط العالمية اليوم تراجعا حادا في الطلب على النفط الخام، مدفوعة بإجراءات اتخذتها غالبية الاقتصادات العالمية للوقاية من تفشي فيروس كورونا، شملت تعطيل الاقتصادات بنسب متفاوتة حتى 80%.

وأدت تلك الإجراءات إلى تراجع الطلب العالمي على النفط الخام بأكثر من 29 مليون برميل يوميا، خلال افريل الجاري، بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية، ما يعني أن النفط سيبقى في الآبار بينما ستحني عشرات المنصات أعمدتها، في مؤشر على وقف الضخ من الحقول.

في المقابل، تسجل أسعار النفط الخام الأمريكي تسليم جوان 22 دولارا للبرميل في الوقت الحالي وفاق انهيار تسعيرة العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط تسليم ماي المقبل، توقعات المحللين في أسواق الطاقة العالمية، ليسجل سعر البرميل الواحد (-37 دولارا) عند التسوية، الإثنين.

وكانت توقعات المحللين تشير إلى هبوط سعر برميل الخام الأمريكي لمتوسط يتراوح بين 11 – 13 دولارا للبرميل في ختام جلسة الإثنين، وهو اليوم قبل الأخير الذي تبيع فيه الشركات عقود النفط الآجلة تسليم ماي المقبل.

وتشير القراءة التحليلة لهذا الهبوط الحاد والذي بلغ لأول مرة في التاريخ، مرحلة سالبة، إلى رغبة شركات الطاقة في تسويق النفط الخام لديها، لعدم قدرتها على تحمل خسائر أكبر التي تتمثل في ثلاثية كلفة التخزين، وكلفة التأمين، وكلفة النقل، وهي تكاليف قد تفوق 10 دولارات عن كل برميل بقي متراكما لديها.

ووفق بيانات أمريكية رسمية، يبلغ متوسط إنتاج برميل النفط نحو 10 – 13 دولارا ويرتفع ليبلغ متوسط 20 دولارا بالنسبة للنفط الصخري وكان لتراجع أسعار عقود النفط الأمريكية الآجلة تسليم جوان بأكثر من 15 بالمئة خلال تعاملات مساء امس لمتوسط 20 دولارا،  دور في هبوط أسعار عقود ماي 2020.

المسألة الهامة الأخرى، أن كلفة تخزين النفط الخام ارتفعت في الولايات المتحدة لمستويات غير مسبوقة، وسط صعوبة لدى شركات الطاقة والمنتجين إيجاد بدائل لتخزين النفط، بالتزامن مع استمرار طاقة الإنتاج وهبوط الطلب. ولا يعني هبوط سعر برميل النفط إلى (-37 دولارا) أن هناك خسائر حقيقية بنفس المقدار المعلن عنه، بل هي عقود بيع ورقية من جانب المضاربين لا يقابلها شراء، بسبب نضوب الطلب في أسواق الولايات المتحدة والأسواق الإقليمية لها.


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING