الشارع المغاربي – هاجر عبيدي : أوضح كاتب عام الجامعة العامة للصّحة عثمان جلولي، اليوم السبت 31 مارس 2018، أنّ الصيدلية المركزية مؤسّسة غير ربحية عمرها 61 عاما مهمتها الرئيسية حماية الأمن الدوائي للتونسيين وأنها المؤسسة الوحيدة التي تحتكر توريد وتوزيع الأدوية.

وأكد الجلولي، في تصريح لـ”الشارع المغاربي”، أن الصعوبات المالية التي تعاني منها الصيدلية المركزية ليست ناتجة عن سوء تصرّف مالي، وإنما مرتبطة بتراكم الديون في ذمة حرفائها، موضحا أن ديون الصندوق الوطني للتأمين على المرض (الكنام) التي لم تُدفع للصيدلية المركزية بلغت 433 مليون دينار وديون المؤسسات العمومية الصحية 444 مليون دينار، إضافة إلى 80 مليون دينار أخرى ديون مختلفة.

وشدّد المتحدث على ضرورة تحصيل الصيدلية المركزية لديونها من الحرفاء، محذرا من آثار عدم استخلاص هذه الديون وما سيترتب على ذلك من شلل لدى المؤسّسة التي لن تتمكن من توفير حاجيات التونسيين من الدواء خاصة وأن المزوّدين الأجانب يهدّدون بعدم تزويدها بالأدوية في حال عدم خلاص مستحقاتهم.

كما أشار إلى أنه تم عقد مجلسيْن وزاريين اتخذت خلالهما عدة إجراءات من بينها أن تُسدد “الكنام” 40 مليون دينار، إلا أنها لم تمنح الصيدلية المركزية سوى 23 مليون دينار فقط. كما تعهدت وزارة المالية بتصفية ديون (2016-2017) المتخلدة لدى مجامع الصحة الأساسية الراجعة بالنظر إلى وزارة الصحة غير أنّها لم تفِ بتعهداتها إلى حدّ الآن.

ومن ثمّة، اعتبر عثمان الجلولي أنّ عدم التوازن المالي للصيدلية المركزية أخذ يتعمّق يوما بعد يوم، مما يُفضي إلى مؤشرات خطر حقيقي يُهدد الأمن الدوائي للتونسيين، مستنكرا بذلك ما أسماه “الوصفة السحرية” للحكومة التي تدعو فيها الصيدلية المركزية للاقتراض مما يُعمق أزمتها ويثقل كاهلها بالفوائد.