الشارع المغاربي – طوبال: قد نصطفّ وراء الشاهد في الرئاسية.. والباجي ربّما لا يكون مرشّحا ذا ثقل

طوبال: قد نصطفّ وراء الشاهد في الرئاسية.. والباجي ربّما لا يكون مرشّحا ذا ثقل

10 مايو، 2019

الشارع المغاربي : فنّد رئيس اللجنة المركزية لحركة نداء تونس سفيان طوبال (شق الحمامات) “ما يتداول حول عقد صفقة مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد وأطراف سياسية أخرى لإزاحة حافظ قائد السبسي من قيادة الحزب”.

وشدّد طوبال في حوار أجرته معه وكالة الأنباء الألمانية “DW” على أن “إزاحة حافظ جاءت بدافع الحفاظ على الحزب وإرجاعه لمكانته التي كان عليها عند تأسيسه عام 2012”.

وأضاف ”عقدنا مؤتمرنا الخاص لاختيار هياكل اللجنة المركزية للحزب في مدينة الحمامات بدعوة من رئيسة المؤتمر الانتخابي وبحضور أكثر مما يتطلب النصاب القانوني من أعضاء اللجنة، وأجرينا تصويتا ديمقراطيا أسفر عن انتخابي كرئيس للجنة المركزية… وهذا لا يعد انقلابا أو استيلاء ممنهجا مثلما يرددون… الانقلاب هو ما فعلت مجموعة صغيرة من أعضاء اللجنة المركزية، لا يتعدى عدد أعضائها 25، حينما عقدت مؤتمرا موازيا في مدينة المنستير دون توفّر أيّة أسس شرعية أو قانونية”.

وشدد على أنّ “اعتراف الحكومة، ممثلة في وزارة حقوق الإنسان والعلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني، بنتائج مؤتمرنا لا يعني تقديم دعم لنا، وإنما لتوفر المستندات القانونية لدينا… لم نعقد صفقة مع الشاهد أو غيره لإزاحة قائد السبسي الابن، ولا نحاول تفكيك حزبنا لصالح أحزاب أخرى جديدة، وتحديدا “تحيا تونس” مثلما يتهموننا… وعلى أي حال لا مشكلة في تقديري بيننا وبين حزب تحيا تونس فهو وغيره من الأحزاب فروع انفصلت عن النداء بسبب خلافات بين “حافظ” وبعض قيادات الأحزاب المنشقة… وقد قررنا أن تكون أبواب النداء الجديد مفتوحة لمن يرغب في العودة من هؤلاء… والدعوة مفتوحة للجميع وليس فقط لحزب تحيا تونس أو للشاهد الذي لا يزال عضوا بالنداء”.

ولم يستبعد طوبال أن يكون الشاهد “مرشّح النداء وغيره من الأحزاب الوسطية التقدمية للانتخابات الرئاسية المقبلة”.

وتابع ”اقتربنا كثيرا في المفاوضات مع حزب حركة مشروع تونس بقيادة محسن مرزوق من أجل عودته للنداء، وسنسعى لعودة جميع المنشقين… نريد استرجاع النداء ما كان عليه عند تأسيسه عام 2012 على يد الباجي قائد السبسي، ونأمل أن يتم ذلك قبيل الانتخابات التشريعية والرئاسية… ربما نفكر في قائمات موحدة للجميع بالتشريعية، وسنصطف وراء مرشح واحد للرئاسية قد يكون الشاهد… هدفنا هو لم شتات العائلة الوسطية التقدمية ومعالجة اختلال التوازن الراهن بالساحة السياسية لصالح جبهة الإسلام السياسي. وإذا واصلنا، كحداثيين، التفكك والتشتت، فلا غرابة أن يتكرر سيناريو فوز النهضة بالأغلبية عام 2011“.

وردا على سؤال حول سبب إمكانية أن يكون الشاهد هو مرشح الحزب للرئاسية رغم ما تظهره استطلاعات الرأي من تراجع في شعبيته، في ظل عدم نجاحه في النهوض بالأوضاع الاقتصادية رغم توليه المسؤولية عام 2016، قال طوبال : ”الوضع الاقتصادي صعب بالفعل، ونحن منذ مدة ننتقد الأداء الحكومي، ونرى أنه يجب الإسراع بإحداث تغيير في عناصر الحكومة وخاصة المسؤولة عن الملف الاقتصادي… والتقصير الحالي يقع على عاتق الفريق الحكومي بأكمله لا الشاهد بمفرده، ولذلك قد نرشحه إذا تم التوافق عليه رغم الأداء السيء لحكومته”.

وحول الاتهامات التي وجهت له بالعمل على تفكيك حزب النداء لصالح حركة النهضة تساءل طوبال :”لماذا لا يحددون الاتهامات: هل عقدنا صفقة مع الشاهد أم مع النهضة؟! … الواقع هو أن العكس هو الصحيح، فحافظ قائد السبسي، وبعد ثلاثة أيام فقط من عقد مؤتمرنا بالحمامات، سارع الى زيارة رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي بحثا عن دعم أو انتزاع اعتراف بشرعيته”.

واستطرد ”بالمناسبة، نحن كقيادة جديدة للنداء قررنا عدم التحالف مع النهضة مجددا، نعم قبلنا بالتحالف مع النهضة عام 2014 رغم فوزنا بالأغلبية حين ذاك، ولكن هذا لم يكن قرار مؤسسات الحزب بل قرار الرئيس قائد السبسي، والكل أذعن له لكونه أعلى سلطة بالحزب وبالبلد… الجميع يعرف أنني ومجموعة من قيادات النداء كنا نرفض هذا التحالف”.

وتابع :”هناك حملة من التصريحات التي تُطلق ضدي منذ تكليفي برئاسة اللجنة المركزية، حتى أن هناك حديثا عن تورطي في ملفات فساد، وطالما قلت: من يملك أي دليل ضدي فليتوجه للقضاء”.

وقال :”حافظ السبسي ورقة تم طيّها وتجاوزها، ولكن، وكما قلت: نحن في قيادة النداء الجديدة نفتح الأبواب للجميع، وحافظ عضو مؤسس بالحزب، وبالتالي فإن وجوده مرحب به شريطة أن يكون هذا التواجد متوافقا وحجم شعبيته الذي أفرزته نتائج المؤتمر، أي أنه لن يكون بالصفوف الأمامية”.

وعما إذا كان الموقف من قائد السبسي الابن ينسحب كذلك على قائد السبسي الأب، قال :”نحن نفرق جيدا بين الرئيس ونجله… ونستبعد تورط الأب في مجمل هذه الحوارات، إلا عبر دعوات لم الشمل للعائلة الندائية … أما في ما يتعلق بموقفنا إذا غيّر قراره الراهن وترشَح للرئاسية، فنحن ربما نوافق على ذلك إذا كانت هناك حاجة معنوية لها… ولكن، وبشكل عام، هناك عدة معطيات ومتغيرات بالساحة اليوم تختلف جذريا عن المعطيات التي دفعتنا لترشيح قائد السبسي للرئاسة عام 2014… الرجل ربما لا يكون المرشح ذا الثقل الذي نلتفّ حوله”.

وحول ما إذا كان يتوقع أن تؤثر نوايا الإدارة الأمريكية بتصنيف تنظيم “الإخوان المسلمين، كمنظمة إرهابية على حظوظ “النهضة” في الانتخابات، قال :”بالطبع صدور مثل هذا القرار الأمريكي سيؤثر كثيرا على حظوظ النهضة رغم نفيها المتكرر وجود أي رابط بينها وبين الإخوان… إنهم ينفون رغم وجود شخصيات وقيادات نهضوية في عمق هيكل التنظيم الدولي للإخوان والاتحاد العام لعلماء المسلمين بقطر”.

ولم يستبعد طوبال حصول النهضة على دعم قطري وتركي خلال الانتخابات المقبلة لافتا إلى أن النهضة لن تركز كثيرا على المعركة الرئاسية والى أنها في المقابل “ستصب جل تركيزها من أجل السيطرة على البرلمان كونه مركز الحكم اليوم بالبلاد”.

 


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING