الشارع المغاربي – عادل اللطيفي: قيس سعيد لا يحكم وهو مجرد اداة لحلقات نفوذ غير متجانسة ويجسد لوحده خليطا انفجاريا لثقافات ما قبل الدولة

عادل اللطيفي: قيس سعيد لا يحكم وهو مجرد اداة لحلقات نفوذ غير متجانسة ويجسد لوحده خليطا انفجاريا لثقافات ما قبل الدولة

قسم الأخبار

20 سبتمبر، 2022

الشارع المغاربي: اعتبر عادل اللطيفي الباحث واستاذ علم الاجتماع والتاريخ المعاصر بالجامعات الفرنسية اليوم الثلاثاء 20 سبتمبر 2022 ان رئيس الجمهورية قيس سعيد لا يملك فكرا ولا يحمل مشروعا وانه مجرد اداة في يد ما اسماها “دوائر او حلقات نفوذ”.

وقال اللطيفي في حوار على اذاعة “اكسبراس اف ام “:” بالنسبة لي قيس سعيد لا يفكر وليس له اي فكر فهو جامعي وعاش حياته كاملة استاذ جامعي واعطني مقالا واحدا كتبه في السياسة او كتابا اصدره وبالنسبة لي قيس سعيد لا يحمل مشروعا وهو مجرد اداة في يد ما يمكن ان نسميه دوائر او حلقات نفوذ فسعيد صعد نجمه بعد الثورة ولم يكن يسمع به احد قبلها لانه من غير المعقول ان تصبح فجاة هيغل او ماركس اوغرامشي وتصبح لديك نظريات اللهم اذا نزل عليك الوحي .. وما حصل ان هناك “جماعة منظرين” التفت حوله بحكم انه اصبح وجها اعلاميا وهي خليط بين يساريين وقوميين ومن لهم طوبا الثورة ..”

وتابع “… وحاليا قيس سعيد لا يحكم… صحيح انه هو الذي يصدر القرارات ويمضي لكنه خاضع لدوائر النفود والدائرة الاولى هي جمهور المفسرين والمنظرين والتي يمكن مشاهدة بصماتها في الدستور وفي القانون الانتخابي وهم جماعة البناء القاعدي والدائرة الثانية هي دائرة العائلة وتحدثت عنها في ما مضى مديرة الديوان السابقة نادية عكاشة ولم نسمع ردا والدائرة الثالثة هي دائرة امنية وشاهدنا هذه الدائرة في ملف القضاة وهناك دائرة اخرى مهمة جدا ولها تاثير وهي المجامع وحشد الصفحات الالكترونية وتتذكرون كيف تم تعيين ناطقة باسم رئاسة الحكومة في الصباح وعزلها في المساء بعد حملة من قبل هذه الدائرة. ”

واعتبر اللطيفي ان ” الحكم تتجاذبه مختلف هذه الاطراف” مؤكدا ان ذلك ما يفسر ما وصفها بالارتجالية التي تتجلى الان مفسرا ذلك بان الحلقات المؤثرة في السلطة غير متجانسة وبانها “لا تحمل كلها مشروع البناء القاعدي” مضيفا ان لكل دائرة حساباتها وان الدائرة العائلية في حد ذاتها غير متجانسة.

وتابع : ” بالنسبة لي هنا يكمن الخطر في الوضعية الحالية الى جانب التفريط في اهم مكسب وتشتيت المؤسسات والمشروع الذي بصدد الظهور الان شيء خطير ونحن بصدد تركيز العصبية الجهوية التي هي في بلدان اخرى سبب الحروب الاهلية على حساب اللحمة الوطنية والاجسام الوسيطة مثل المجتمع المدني وغيره وثقافات ما قبل الدولة تصعد لما تضعف الدولة ويصبح الفرد منتميا لتشكيلات ما قبل الدولة عوض الانتماء اليها “.

واضاف” …قيس سعيد وحده يجسد كل ثقافات ما قبل الدولة… يجسد الاسلام السياسي وما كان يحلم به الاسلاميون نص عليه الفصل 5 من الدستور الذي اصدره سعيد بالاضافة الى ذلك يجسد سعيد القومية العربية التي تتجاوز الوطنية التونسية وتعتبر تونس قطرا والقوميون لم يتطورا في افكارهم ثم كذلك وهذا هو الاخطر يجسد الثقافات المحلية عن طريق البناء القاعدي وهذا خليط انفجاري موجود عند قيس سعيد وهنا الخطر في العملية.

واعتبر ان تونس اصبحت في وضع جديد قال انه لم يعد بالامكان الحديث فيه عن مشروع او عن ديمقراطية باعتبار ان هناك شخصا يمثل كل شيء.

وقال في هذا الاطار ” حتى الشعب يريد ان ينزع منه السياسية ويصبح هو الذي يجسد السياسة ويجسد الديمقراطية وهو الذي يجسد الوطن وهنا تنضاف لمشروع “تقدم” مهمة اخرى هي المساهمة مع مختلف القوى الديمقراطية الحقيقية في التصدي لهذا التوجه لاننا اصبحنا لا نتحدث عن احزاب ولا عن سياسة وحتى وجود المجتمع المدني اصلا اصبح مشكوكا فيه ودور النخب اصبح مشكوكا فيه وبالنسبة لي لم يسبق لقيس سعيد ان انتج فكرة سياسية وعلى الاقل ما نسمعه من جموع المفسرين من حوله انهم يعتبرون ان الدولة تاسست بعد الاستقلال على اساس خاطئء وما يسمونه بالمنظومة لا يقصدون به المنظومة التي حكمت خلال العشرية الماضية فقط وانما يقصدون المنظومة منذ الاستقلال والى حد الان بنخبها ورجال اعمالها وبمجتمعها المدني ومؤسساتها وقوانينها وبالنسبة اليهم ينبغي ازالتها كلها واعادة تشكيل نخب اخرى وهذه فكرة عدمية وطوباوبية ادت الى كوارث في كثير من البلدان الاخرى “.

وتابع “نحن نسير في اتجاه برلمان ليس له اية صلاحية وتاكد تهميش السلطة التشريعية بالقانون الانتخابي وقيس سعيد لا يؤمن بالسلطة التشريعية بل يؤمن بالفرد الحاكم العادل تجاه شعبه ..فالقانون الانتخابي عقد عملية الترشح وكذلك يتعين على الفرد تقديم مشروع بناء على منطقته وهذا سيجعل من الشان العام في معناه الكلي في يد رئيس الدولة فقط … والكارثة الكبيرة الاخرى انه سوف يتم احداث غرفة اخرى هي مجلس الاقاليم والجهات والحال ان تونس في الواقع هي اقليم واحد وقيس سعيد بهذه الطريقة بصدد تهميش الحياة السياسة ولذلك لا يمكن للسياسي الحقيقي الذي يؤمن بالتوازن بين السلطات وبالديمقراطية الحقيقية المشاركة في مهزلة الانتخابات ومن ناحية اخرى والاخطر اننا سنعيد احياء النعرات الجهوية لان كل نائب سيمثل معتمديته والخطر الكبير ان قيس سعيد سيعوض مفهوم الوحدة الوطنية بالعصبية الجهوية…”


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING