الشارع المغاربي : العربي الوسلاتي : يعيش النادي الافريقي على وقع ضائقة مالية كبيرة وغير مسبوقة في تاريخه بسبب الديون التي أثقلت كاهل الهيئة المديرة والتي تسبّبت في قضايا وخطايا بالجملة وسط مخاوف متزايدة في صفوف الجماهير بشأن إمكانية معاقبة النادي إداريا من طرف الفيفا.
رئيس النادي الافريقي عبد السلام اليونسي تحدّث لـ”الشارع المغاربي” عن وضعية النادي ماليا وإداريا وخاض في أهمّ النقاط التي تشغل بال الجماهير ومنها الخرجة الإعلامية الأخيرة للرئيس السابق للنادي سليم الرياحي.
– لنبدأ من حيث يقف جمهور النادي الافريقي… ما هي حقيقة الأوضاع داخل النادي؟
الوضعية صعبة وهذه حقيقة يعملها القاصي والداني… لم تسمح لنا الظروف المالية الصعبة بالتركيز على الجانب الرياضي والاهتمام كلّه كان منصبا على الديون المتخلّدة بذمّة النادي. نحن نسعى حاليا إلى تجاوز هذا الظرف الصعب والعمل على تسوية كلّ القضايا تباعا. وما يمكن التأكيد عليه أنّنا نسير على الطريق الصحيحة.
– نبرة صوتك توحي بأنّك غير متخوّف من المصير المجهول الذي ينتظر النادي الافريقي فهل أنت مبال بما يحصل أم أنّك على ثقة بأنّ النادي سيتجاوز هذا الظرف الدقيق والحرج في تاريخه؟
أنا واع أكثر من أيّ شخص آخر بحقيقة الأمور وبحساسية الظرف… ندرك جميعا ما الذي ينتظرنا ونعمل على الخروج من الأزمة في أسرع وقت حتى ننكبّ على إصلاح الفريق على المستوى الرياضي. الظرف صعب هذا لا شكّ فيه ولكننا سنتجاوزه لأنّ قدر الافريقي أن يبقى دائما كبيرا وثابتا بين الكبار ولا تنال منه الهزّات مهما تتالت وتفاقمت. جماهير النادي الافريقي الوفيّة تعي جيّدا أنّنا بدأنا فعلا في تسديد جانب كبير من الديون والمستحقات المتخلّدة بالذمة والأمر مسألة وقت لا غير.
– حتى تتضّح الصورة أكثر لدى الجماهير ما هي قيمة الديون الجملية وما هو المبلغ الذي يلزم لتجاوز الأزمة برمّتها؟
الأرقام الرسمية تشير الى مبلغ 26.5 مليون دينار أضف إليها معلوم خطايا التأخير يصل المبلغ الى 29 مليون دينار تقريبا وهو إجمالي الديون بسبب القضايا المتراكمة منذ خمس سنوات الى حدّ الآن… أقّل قضية في حدود 30 ألف دولار وأعلاها تناهز 4.6 مليون دينار. قمنا بتسديد بعض المبالغ وتسوية بعض الملفات لكن الإشكال الحقيقي يتعلّق بالقضايا المستعجلة والتي لم تترك لنا مجالا لتسويتها بحكم ضيق الوقت.
– وماهي قيمة القضايا المستعجلة؟
نحتاج حاليا لدفع قرابة 9.7 مليون دينار في الفترة القليلة القادمة هناك ملّف جديد طفا على السطح وهو الشكوى التي تقدّم بها المهاجم الكونغولي فابريس أونداما الذي يطالب النادي بـ4.6 مليون دينار. ولا ننسى القضايا المستعجلة التي رفعها كلّ من فريقي العلمة وغروزني إضافة الى قضيّة يوهان توزغار وعديد الملفات الأخرى.
– هل ستنجحون في توفير الدعم اللازم لتسديد كلّ هذه الديون؟
نقوم بتحرّكات عديدة في هذا الاتجاه… على جمهور النادي الافريقي أن يدرك أنّ الهيئة الحالية قامت بتسديد قرابة 90 في المائة من الديون القديمة التي وجدناها فور تسلمنا المهام ومنها مستحقات اللاعبين وتجديد العقود والآن وفّقنا في تسوية 10 في المائة من القضايا المتراكمة.
– الأموال المرصودة لتسديد الديون متأتيّة من التمويل الذاتي أم وصلكم الدعم من بعض “الكلوبيستية” ؟
غالبية الأموال التي تمّ رصدها من تمويلنا الذاتي وهناك من وثق الى جانب الهيئة ومن يريد مساعدة النادي فليتفضّل بأيّ شكل من الأشكال وبإمكانه الاطلاع على كلّ الملفات والوقوف بنفسه على صرف هذه المبالغ أمّا البقيّة ممّن يضعون العصا في العجلة ويقومون بالتشويش على عمل الهيئة فأقول لهم رجاء دعوا الافريقي وشأنه.
– من هي الأطراف التي تشوّش على النادي الافريقي وعلى عمل الهيئة المديرة؟
جماهير النادي الافريقي تعرف جيّدا من هم الذين يريدون مصلحة الفريق ومن هم الذين يضعون العصا في العجلة ولا داعي للتشهير بهم لأنّ كلّ تركيزنا منصب حاليا على تصحيح مسار النادي.
– سليم الرياحي عاد الى الواجهة مؤخّرا وتحدّث في ظهور إعلامي له عن حقيقة الحقبة التي كان خلالها رئيسا للنادي وتعرّض للديون وكذلك أعرب عن نيّته المساعدة فهل ستجلس معه لوضع النقاط على الحروف؟
لن أجلس إليه ولن أتحدّث معه مطلقا…
– لماذا ؟
هذا الرجّل لا يتوقّف أبدا عن الكذب والافتراء… الجميع يعرف أنّه وراء الكارثة التي ألمّت بالنادي الافريقي وإذا كان يريد المساعدة فعلا فهو يعرف حقيقة الملفات الموجودة حاليا وبإمكانه البدء في تنفيذ الكلام الزائف الذي قاله… لا أريد الحديث أكثر عنه ولكني أقول له إن كانت لك أموال فسدّد ديونك أوّلا (شيكاتك) ولا تهتمّ بالنادي الافريقي… كفاك كذبا… لا أدري لم يصّر على استعمال النادي الافريقي دائما رغم أنّ الجميع تفطنوا الى زيفه وكذبه.
– لماذا كلّ هذا الرفض؟
أنا أعرف جيّدا معدن هذا الرجل وأعرف حقيقة نواياه وهو يتصيّد الفرص دائما لاستعمال الافريقي كطعم لخدمة مخططاته السياسية. هذا الشخص كذب على كلّ التونسيين وتحيّل على الجميع وتاجر بكلّ شيء حتى باسم النادي الافريقي وعودته للظهور الآن مفهومة فهو يبحث عن غطاء جديد يخدم به أجنداته السياسية لكن ألاعيبه باتت مكشوفة ولم تعد تنطلي سوى على بعض المرتزقة الذين يسبحون في فلكه. إذا كانت نواياه صادقة فلماذا يبحث عن الظهور الإعلامي وعن توظيف مشاكل الافريقي لاستجداء عطف الجماهير ؟ لماذا لا يتوجّه مباشرة للدائنين ويقوم بتسوية بعض الملفات إذا كان يروم فعلا مساعدة الجمعية خاصة أنه على علم بكّل الديون بما أنه المتسبب فيها؟ لماذا يبحث عن تشتيت الفريق مجدّدا وتقسيم الجمهور؟ في الأخير أقول له لسنا في حاجة إلى أموالك والافريقي كبير عليك ولا يحتاج لأمثالك.
– لنقفل قوس الرياحي رغم أهميته ونتحدّث عن موضوع أكثر أهميّة… وضعية الفريق رياضيا لا تختلف كثيرا عن وضعيته المادية. انتصار واحد وتعادلان بعد 7 جولات من سباق البطولة وهي حصيلة كارثية وغير مسبوقة في تاريخ النادي؟
بالفعل لم يكن أكثر المتشائمين في الفريق يتصوّر سيناريو مماثلا… النتائج لم تكن في المستوى وبدايتنا في البطولة تعتبر كارثية لكن هذا الظرف سائر الى زوال ولن يبقى الحال كما هو عليه. قريبا سيتعافى النادي الافريقي وسيعود الى مداره الطبيعي… فقط قليلا من الوقت.
– لكن البعض يعتقد أنّ الرصيد البشري الحالي غير قادر على تقديم نتائج أفضل؟
هذا كلام مغلوط… النادي الافريقي يملك فريقا طيّبا واللاعبون قادرون على قلب المعطيات… المشكل أنّ الأجواء المحيطة بالنادي أُّثّرت على مردود اللاعبين وشتتت تركيزهم لكن هذا لا يعني أنهم لا يتحملون المسؤولية. ارتكبنا عديد الأخطاء وجميعنا نتحمّل المسؤولية كهيئة مديرة وإطار فنّي ولاعبين وشرعنا فعلا في الإصلاح وكلّ ما نأمل هو أن تكون الانطلاقة الحقيقة مع استئناف نشاط البطولة وان شاء الله نعيد سيناريو الموسم الفارط.
– على ذكر الرصيد البشري يقول البعض إنك ستقف بنفسك على ملّف الانتدابات في الميركاتو القادم رغم وجود قرار منع من طرف الفيفا؟
أوّلا قرار المنع ليس نافذا والافريقي سيجد الحلّ وسيكون حاضرا لدخول سوق الميركاتو القادم للقيام بانتدابات نوعية من شأنها تقديم الاضافة للفريق. بالنسبة لتكفّلي شخصيا بالموضوع فالأمر ليس بهذه الصورة تماما ولكنّي حريص على متابعة هذا الملفّ عن قرب على أمل تفادي الأخطاء التي وقعت في الميركاتو الصيفي كما أنّي أحاول القيام بمجهود شخصي لحسم بعض الصفقات دون شوشرة أو ضجيج.
– حتى ننهي… ما هي رسالتك لجماهير النادي الافريقي ولعائلة الجمعية ككل؟
عبد السلام اليونسي هو ابن النادي الافريقي وعاش سنوات طويلة داخل مركّب النادي والجميع يعرف مدى علاقتي بالنادي. لم أودّ الظهور إعلاميا واخترت العمل في صمت لكن البعض يحاول زعزعة استقرار النادي واستثمار المشاكل التي نمرّ بها على أمل الانقلاب على شرعية الهيئة الحالية. فقط أقول لجمهور النادي الافريقي مستقبل الفريق سيكون أفضل من حاضره ولا خوف على الجمعية والهيئة الحالية “قدها وقدود” وأقول لجمهور الافريقي الحقيقي لا تنصتوا لترّهات المشوّشين والدجالين الذين يبحثون عن توظيف الافريقي لخدمة مصالحهم الشخصية. باب النادي الافريقي مفتوح للجميع وان شاء الله سيستعيد المارد الأحمر قريبا عافيته وقوته وهذا وعد منّي كما أطمئن الجميع بأننا لن نستسلم ولن نرمي المنديل.
(منشور في أسبوعية الشارع المغاربي الصادرة بتاريخ الثلاثاء 20 نوفمبر 2018 )