الشارع المغاربي – وليد أحمد الفرشيشي: اختارت قائمتا الجبهة الشعبية وحركة النهضة بالعروسة أن تصنعا الحدث في مسقط رأس حمّة الهمامي، الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية، عندما اصدرتا بيانا توافقيّا حول توزيع المسؤوليات بالمجلس البلدي، الأمرُ الذي يمكنُ اعتبارهُ «انجازًا تاريخيا» للقواعد،  ينهي حالة «العداء» بين الغريمين، على الأقل في العروسة.

إنّ اختيار أبناء الجبهة الشعبية في العروسة التحالفَ مع الغريم الأزليّ شكّل صدمة لقيادة الجبهة التي ردّت ببيانٍ تضمنت فقرته الثانية «نقشة تاريخية»، هي الأخرى، إذ ورد في هذه الفقرة ما يلي: « إن ما حصل في العروسة من اتّفاق مع حركة النهضة حول توزيع المسؤوليات في المجلس البلدي هو موقف تمّ بشكل انفرادي ومحلّي ودون التشاور مع الهيئات القيادية للجبهة في أي مستوى كان وبالتالي فهو موقف لا يلزمها ولا يلزم الجبهة الشعبية»، بمعنى أدقّ تنصلّت الجبهة من قائمتها التي تنصّلت بدورها من الجبهة، وهذا أمرٌ لا يحدثُ إلاّ في معاقل اليسار التونسيّ العتيد.

في الضفّة المقابلة، لم تعلن حركة النهضة عن موقفها، وإذ لا نشكّ في أن قائمتها بالعروسة، وبالانضباط التاريخي المعروف عن النهضويين، كانت قد استشارت القيادة قبل أن تقدم على التحالف مع قائمة الجبهة، ونالت منها الضوء الأخضر، فإنّ المضحك في الأمر هو «العصبيّة» التي طغت على بيان الجبهة الشعبية التي لم تفهم ربّما أنّ إدارة الشأن المحلّي هي مسألة متروكة لـ«جيران الساس»، وأنّ «عرس العروسة» لا يمكنُ تحميلهُ كلّ هذا العداء الأيديولوجي المرتبك، ذلك العداء الذي خرج من أسوار الجامعات ليحتلّ منابر التلفزيونات والإذاعات …فقط !

4