الشارع المغاربي: اكد فتحي الجراي رئيس الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب اليوم الثلاثاء 21 مارس 2023 ان ظروف اقامة الموقوفين في ما يعرف بقضية التآمر على امن الدولة بالسجن ليست كارثية بالشكل الذي تم تصويره معتبرا انه كانت هناك مبالغة كبيرة وعدم انصاف للهيئة العامة للسجون والاصلاح.
وقال الجراي في حوار على اذاعة “اي اف ام” تعليقا على ما روج مؤخرا حول وضعية الموقوفين في ما يعرف بقضية التآمر على امن الدولة”:” .. فرق الهيئة ادت في الاونة الاخيرة زيارات لهؤلاء بناء على اشعارات من عائلاتهم والمحامين…الظروف ليست مثالية ولكنها ليست كارثية او ليست بالصفة التي تم تصويرها .. هناك الكثير من المبالغة …بطبيعة الحال الظروف ليست معيارية باتم معنى الكلمة ولن ادخل في التشخيص وفي الاسماء لانه محمول على الهيئة واجب التحفظ ……ما حصل انه منذ اسبوع او 10 ايام تم نقل الموقوفين من غرف الى اخرى شبيهة والسبب المعلن ان الغرف كانت في حاجة الى صيانة وتغيير احواض ومزيد التنظيف وما الى ذلك ولكن ربما هناك سبب غير معلن وهو انه تم تجهيز الغرف بكاميراوات مراقبة وهذا لا يمكنني تاكيده قبل ان نؤدي زيارات اخرى ونحن نعلم ان كاميراوات المراقبة توجد من قبل في الغرف وهذا يطرح اشكالا …”
واضاف ” لهيئة السجون ترخيص من الهيئة الوطنية لحماية المعطيات الشخصية لتركيز كاميراوات مراقبة دون تسجيل داخل بعض الغرف عند الاقتضاء شريطة ان تحترم خصوصية الشخص ولو انه حتى بهذه الطريقة هناك دائما اشكال اذ لا بد من احترام الخصوصية …وربما نعتقد ان هناك مبالغة في الاجتهاد لاننا في الحقيقة لم نر خطرا محدقا يبرر تركيز كاميراوات … الموضوع يطرح اشكالات اخلاقية خاصة بالاضافة الى اشكاليات اجرائية . “
وخلص الجراي الى القول “عموما الظروف غير مثالية ولا تطابق القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء التي نصت عليها قوانين الامم المتحدة لكنها ليست كارثية بالشكل الذي تم تصويره… هناك مبالغة كبيرة في تصويرها …ونحن نعلم ان القائمين على السجون يجتهدون في توفير ظروف معاملة خصوصية مبنية على الاحترام في حدود ما هو متاح من امكانات شحيحة للشخصيات العامة بشكل عام … بقي انه في النهاية تبقى ظروف سجن لكننا نعتقد ان في توصيفها بذلك الشكل مبالغة وليس فيه انصاف للهيئة العامة للسجون والاصلاح ….”
وبخصوص الاوضاع في الاماكن السالبة للحرية بتونس قال الجراي ” للاسف الوضع في الاماكن السالبة للحرية منذ فترة طويلة ليس مثاليا وبعيد عن المعايير تماما فاماكن الاحتجاز مكتظة جدا ولو اخذنا مثلا اوضاع السجون التي تبلغ طاقة استيعابها حوالي 17 الف سجين نجد ان بها 23 الف سجين يعني ان هناك 6 الاف سجين بلا اسرة وينامون بطريقة مهينة واكتظاظ كبير في الغرف والرعاية الصحية محدودة والاكلة رديئة وليست خاصة وربما الشخصيات العامة افضل قليلا باعتبار انهم عادة ما يكونون في غرف صغيرة فيها عدد اقل من المساجين.”