الشارع المغاربي: اكد فريد بلحاج نائب رئيس مجموعة البنك الدولي لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا اليوم السبت 19 فيفري 2022 ان حدة الوضعين الاجتماعي والاقتصادي في تونس تتطلب عديد الاصلاحات مبرزا ان زيارته الاخيرة الى تونس مع وفد من البنك ولقاءاته برئيس الدولة وبعدد من الوزراء مثلت فرصة للتعرف على الحكومة الجديدة التي قال انه لم يسبق له التعرف على اعضائها الا من خلال اتصالات هاتفية وانها مكنته من تكوين فكرة اوضح عن الوضع في تونس وعن قدرة الحكومة الحالية على معالجة المشاكل الموجودة.

ووصف بلحاج في حوار على اذاعة “شمس اف ام” اللقاء الذي جمعه برئيس الحكومة نجلاء بودن بـ”الشيق” مشيدا بخصال وصفات رئيسة الحكومة مؤكدا انها “مرا هايلة” وانها تتمتع بالارادة والطاقة الايجابية لخدمة البلاد .

واضاف انه لمس نفس الارادة لدى بقية اعضاء الحكومة الذين التقى بهم معربا عن استعداد البنك الدولي لتقديم اية مساعدة تقنية يحتاجونها.

وعما اذا كان قد لمس لدى الحكومة الحالية قدرة على المضي قدما في الاصلاحات اجاب بلحاج بالقول: ليس هناك خيار… اما تنجح في الاصلاح او تنجح في الاصلاح خاصة ان هناك امكانات لانتاج الثروة ….”

وحول تصريحه بان تونس ليست في عزلة والذي اثار جدلا يوم امس قال بلحاج “: بالطبع تونس ليست في عزلة وكل الشركاء والاطراف الداعمة لها موجودة وجميعها تقول نفس الشيء: ساعدونا لكي نساعدكم وتونس هامة جدا سواء على المستوى الجيواستراتيجي وايضا على مستوى المسار الديمقراطي الذي تحقق وتونس كان لها دائما دور ريادي على غرار دور المراة او دورها في التعليم وكانت منذ سنوات عديدة توجد وسط الاهتمامات الايجابية لمختلف الاطراف”

وشدد على ان البنك والصندوق الدوليين موجودان في تونس وعلى ان الجميع يقولون نفس الشيء ساعدونا لكي نساعدكم مضيفا انه لم يأت الى تونس وحيدا وانما برفقة وفد داعيا التونسيين الى ازالة فكرة العزلة من اذهانهم مؤكدا وجود امكانات بتونس للخروج من الوضع الذي تردت فيه.

وعما اذا كان لاعتبار ما حصل في تونس من قبيل الانقلاب تأثير على قرار المؤسسة المانحة اجاب بلحاج بالقول:”هذا على المستوى السياسي وانا لا اتدخل في ذلك سواء كتونسي او كممثل للبنك الدولي ونحن موجودون هنا وقدمنا محملين بمشاريع لدعم تونس ولدعم الفئات الهشة…والموضوع السياسي موضوع هام لكن شغلنا الشاغل اقتصادي واجتماعي وموضوع الاصلاحات والتي يجب ان تكون مركزة على سياسات اصلاحية وليس سياسة… ”

واشار الى ان التمشي الاول يقتضي ايجاد تمويل مستدركا بان ذلك غير كاف مشددا على ضرورة انفتاح الاقتصاد على القطاع الخاص باعتباره المحرك الاساسي للنمو .

ولفت الى انه سيكون لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا من هنا الى سنة 2050 حوالي 300 مليون شاب يطرقون ابواب العمل مؤكدا انه لن يتسنى للقطاع العموي استيعابهم مشددا على ضرورة انفتاح تونس وكل بلدان المنطقة على القطاع الخاص.

ونفى بلحاج من جانب اخر ما راج حول عرض منصب رئيس الحكومة عليه من قبل رئيس الجمهورية مؤكدا ان المزايا التي يمكن ان يحققها لتونس من موقعه الحالي اهم من تلك التي يمكن ان يقدمها من اي منصب حكومي.

من جهة اخرى اشار بلحاج الى انه التقى اليوم نور الدين الطبوبي الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل بصفة ودية لتهنئته بعد تجديد الثقة فيه في المؤتمر.

واعرب عن سروره بتجديد الثقة في الطبوبي معتبرا انه “خرج من المؤتمر مرفوع الراس” وان ذلك “مثل خبرا جيدا لتونس”.

كما اعرب عن اعتقاده بان منظمتي الشغالين والاعراف يمثلان اهم ثنائي في تونس وانه يتعين التعويل عليهما في الاشهر القادمة والتي قال انها ستكون اشهرا دقيقة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي

واشاد بما لمسه من علاقة ود وتفاعل ايجابي بين المنظمتين ورئيسيها نور الدين الطبوبي وسمير ماجول.