الشارع المغاربي : تُحيي تونس اليوم الإثنين 15 أكتوبر 2018 الذّكرى الخامسة والخمسين لعيد الجلاء الوطني، الملحمة الخالدة التي جسدّت إرادة شعب تاق إلى الحرية وفدى بأرواح أبنائه لتطهير آخر معاقل الاستعمار.
عيد الجلاء، الذي يُحتفى به يوم 15 أكتوبر من كل سنة، يعدّ محطة هامة في تاريخ تونس استرجعت من خلالها سيادتها كاملة. وهو تاريخ يوافق جلاء آخر جندي فرنسي عن الأراضي التونسية (15 أكتوبر 1963).
يُذكر أن معركة الجلاء كانت قد انطلقت فعليا يوم 8 فيفري 1958 بعد العدوان الفرنسي على قرية ساقية سيدي يوسف الحدودية مع الجزائر والتي استهدفت عدداً من المؤسسات المحلية نتج عنها سقوط عشرات الشهداء الجزائريين والتونسيين.
وفي 17 جوان 1958، قررت الدولة التونسية العمل على إجلاء بقايا الجيوش الفرنسية عن قاعدة بنزرت بالوسائل الدبلوماسية، إلا أن الأوضاع عادت للتأزم في شهر جوان سنة 1961. ودعا المكتب السياسي للحزب الحر الدستوري إلى خوض معركة الجلاء في 4 جويلية من العام ذاته، وبعد يومين أرسل الرئيس الحبيب بورقيبة موفدا خاصا منه إلى الرئيس الفرنسي شارل ديغول محملًا برسالة يدعوه فيها لمفاوضات جدية.
أما في 23 جويلية فقد تمّ الإعلان عن وقف إطلاق النار لترك الفرصة أمام المفاوضات التي انتهت بإعلان فرنسا إجلاء قواتها من مدينة بنزرت وإخلاء القاعدة البحرية فيها. ليغادر الأدميرال الفرنسي فيفياي ميناد المدينة يوم 15 أكتوبر 1963 إعلاناً عن نهاية مرحلة الاستعمار الفرنسي لتونس التي انطلقت يوم 12 ماي 1881.