الشارع المغاربي: جدّد رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي اليوم الاربعاء 31 أكتوبر 2018 رفض تونس رفضا قاطعا إنشاء مراكز لجوء على أراضيها.
وقال رئيس الجمهورية في حوار أجرته معه قناة “DW” الألمانية اليوم على هامش مشاركته في قمة العشرين ببرلين ردّا على سؤال حول ربط الاعلام الألماني بين الاستثمارات في دول شمال إفريقيا وتحديدا تونس وإقامة مراكز للاجئين بها: “لا سبيل إلى ذلك”. ولمّا سألته الصحفية لماذا ردّ قائلا ” لأنّ تونس لا تقبل هذا، وتونس لديها خبرة باللاجئين أكثر بكثير من خبرة الدول الأوروبية”.
وتابع ” بعد الثورة الليبية جاء إلى تونس مليون و300 ألف نازح من فئات مختلفة وقد ساعدنا هؤلاء الوافدين كي يعودوا إلى دولهم ولا يزال القليل منهم في تونس… لذلك لدينا تجربة في هذا المجال ربما ليست لدى أوروبا… ولذلك لن نشارك في عمل مثل هذا لانّه ليس في طاقتنا أن نتحمّل أعباء اللاجئين التي تخصّ أوروبا”.
وأضاف رئيس الجمهورية الذي بدى حاسما في جوابه “على كلّ جهة أن تتحمّل نصيبها في هذا الملف وتونس لن تدخل في هذا الأمر”.
يذكر أنّ الاتفاق الذي توصل إليه قادة دول الاتحاد الاوروبي في قمة بروكسال التي عقدت يومي 28 و29 جوان 2018 بخصوص ملف الهجرة والداعي لاقامة مراكز للاجئين خارج الفضاء الاوروبي ، والذي سبق لوزير الداخلية الايطالي عرضه على بعض الدول، لم يجد صدى لدى الدول العربية المعنية بهذا الملف.
وجاء أول رد على هذا الطلب من ليبيا خلال مؤتمر صحفي عُقد يوم الإثنين 25 جوان الماضي بطرابلس وجمع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبي أحمد معيتيق بوزير الداخلية ونائب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو سالفيني وفيه قال معيتيق : “نتفق مع أوروبا في ما يتعلق بمسألة الهجرة، لكننا نرفض بشكل قاطع إقامة أيّة مخيمات للمهاجرين في أراضي ليبيا”.
من جانبه، كتب سالفيني في تغريدة على “تويتر” بعد المحادثات مع المسؤولين الليبيين “اقترحنا إقامة مراكز استقبال عند الحدود الجنوبية لليبيا، لتفادي تحويل ايطاليا إلى عنق زجاجة لتدفق المهاجرين .
بدوره حذر الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر الجمعة بعض الأطراف الدولية من إنشاء وجود عسكري لها في جنوب البلاد بحجة التصدي للهجرة غير الشرعية .
وبالنسبة للموقف التونسي ، فقد نفى وزير الخارجية خميس الجهيناوي تلقي السلطات التونسية طلبات من الاتحاد الاوروبي لتركيز منصات لايواء المهاجرين على الاراضي التونسية لافتا الى ان تونس سترفض ذلك ان طرح عليها قبل ان يستدرك ويؤكد رفض تونس دعوة أطراف أوروبية إلى إقامة “منصّات” أو “مخيّمات” لاحتجاز المهاجرين غير الشرعيين ، قائلا “لا نقبل بفتح مثل هذه المنصات لاستقبال أو تجميع المهاجرين غير الشرعيين، ونرفض تماما إقامتها على أراضينا”.
من جهتها أعلنت الجزائر على لسان وزير خارجيتها “عبد القادر مساهل” الأربعاء 27 جوان 2018 أنّها ترفض إقامة مراكز استقبال وفرز المهاجرين الذين يقطعون الصحراء أملا في العبور إلى المتوسط.
وقال مساهل في حوار مع إذاعة فرنسا الدولية: “من المستبعد جدا أن تفتح الجزائر مراكز لإيواء واستقبال المهاجرين على أراضيها. نحن نعاني أصلا من نفس المشكلة ونعمل على إبعاد المهاجرين غير الشرعيين من أراضينا وفق الاتفاقات التي تربطنا مع بلدانهم الأصلية ووفق النصوص والمواثيق الدولية”.
وتابع الدبلوماسي الجزائري: “أنا لا أهتم بما يقوم به الأوروبيون في هذا المجال… هذه مشكلتهم. أعتقد أن لديهم الإمكانات المادية والذكاء الكافي لمجابهة هذه المشكلة”.
اما المغرب ،فقد أعلن على لسان وزير الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة يوم 28 جوان المنقضي أنه يرفض إنشاء مراكز استقبال اللاجئين خارج الاتحاد الأوروبي، والذي تم تداوله في قمة الاتحاد الأوروبي المنعقدة.
وقال بوريطة إن “المغرب يرفض، وعارض على الدوام، مثل هذه الأساليب في إدارة قضية الهجرة”، مشيرا إلى أن الرباط تعتبرها حلولاً سهلة وغير ناجعة .
ورفضت مصر بدورها يوم الجمعة 29 جوان المنقضي هذا الاقتراح وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير أحمد أبو زيد إن “الموقف المصري في ما يتعلق بقضية اللاجئين والمهاجرين واضح للجميع، وتتسق فيه القوانين المصرية مع القانون الدولي والاتفاقيات الدولية المنظمة للتعامل مع هذا الموضوع”.
وأكد أن موقف بلاده “يتأسس على رفض إقامة أي مخيمات إيواء أو تجميع للمهاجرين على أراضيها، ورفض عزلهم بأي شكل من الأشكال وتحت أي مسمى من المسميات”.
وترتكز الخطة الأوروبية الجديدة على إقامة “منصات استقبال” للمهاجرين خارج دول الاتحاد الأوروبي، و”مراكز خاضعة للمراقبة على أساس طوعي بالنسبة للمهاجرين الذين يتم إنقاذهم في البحر، يتم فيها بسرعة فرز المهاجرين الذين يتم منحهم حق اللجوء ومن يتعين طردهم”.
واقترح وزير الداخلية الايطالي ماثيو سالفيني أيضا تحويل مراكز استقبال المهاجرين إلى مراكز احتجاز واستخدام الأموال المخصصة لإيوائهم في ترحيلهم جماعيا.
https://www.facebook.com/dw.arabic/videos/248015106072835/