الشارع المغاربي -منى المساكني: أكد مصدر موثوق به لـ”الشارع المغاربي” اليوم الجمعة 25 ديسمبر 2020 ان مرشح تونس فشل في الحصول على مقعد ضمن 6 قضاة في محكمة الجنايات الدولية في الانتخابات التي جرت في نيويورك مؤكدا ان المرشح هيكل بن محفوظ وهو رجل قانون لم يلق اي دعم من الدولة .
وابرز المصدر ان بن محفوظ يعد كفاءة عالية ويحظى باحترام وصفه بالكبير من قبل مختلف الاطراف مشددا على ان وزارة الخارجية ورئاسة الجمهورية تخلتا عن واجبهما في حشد دعم سياسي ودبلوماسي له .
وقال المصدر ان ما حصل يمثل سابقة غريبة مفسرا ذلك بالتـاكيد على انه لم يتم توفير اي دعم مالي لمحفوظ في حملته وان ذلك قلص من حظوظه بشكل قال انه كبير .
من جهته اوضح المعني بالامر في تصريح خص به “الشارع المغاربي” انه ليست له معلومات دقيقة بخصوص كواليس العملية الانتخابية التي جرت بين 17 و23 ديسمبر مذكرا بان الوضع الوبائي العالمي في علاقة بتفشي فيروس كورونا حال دون تحوله الى المكان والقيام بحملة انتخابية ومعرفة خفايا العملية .
وقال ان هناك بلغة الارقام 42 دولة حافظت على دعمها لمرشح تونس في الادوار الثمانية للعملية الانتخابية مبينا انه لم لو يفز احد المرشحين بالاغلبية لتواصلت العملية حتى نهاية شهر جانفي او فيفري من العام القادم وانه كانت هناك رغبة من قبل ممثلي الدول لاستكمال العملية والدخول في عطلة نهاية السنة.
واكد ان هناك دولا دعمت ترشحه واعتبر ان وجود ممثل لتونس في تركيبة المحكمة سيخلق نوعا من التوازنات مرجحا وجود عنصرين وراء عدم نجاحه في الحصول على مقعد قال ان الاول جندري مشيرا في هذا السياق الى ان هناك رغبة لتحقيق توازن جندري داخل تركيبة المحكمة .
وقال انه تم في الاخير التوصل الى هذا التوازن بتركيبة تضم 9 نساء و9 رجال مبينا انه كانت للنساء المترشحات افضلية .
واشارالى ان تصنيف المرشحين في قائمتين كان مؤثرا ايضا مبينا ان المتنافسين توزعوا في قائمة “أ “وقائمة “ب” كاشفا انه تم التوصل في مسار العملية الانتخابية الى انتخاب 3 من القائمة” ب “واثنين من القائمة” أ “مذكرا بأنه كان ضمن القائمة “ب”.
اما عن العنصر الثاني ، فقد اكد المتحدث انه يتعلق بتساؤلات حول بعض ممثلي المجموعات الاقليمية الذين قال انه كان من المنتظر ان يكونوا موضوعيا في صف المرشح التونسي وان ذلك لم يحصل مشيرا في نفس الاطار الى ان تونس تحصلت على دعم من دول شقيقة وصديقة.
وكشف ان الرهان في العملية الانتخابية كان يتعلق بالمجموعة الافريقية ويتمثل في ان كانت افريقيا ستتحصل على مقعدين في تركيبة المحكمة مذكرا بان الاتحاد الافريقي هدد بالانسحاب من تركيبتها وان تونس كانت ضد هذا القرار.
واعتبر ان المجموعة الافريقية لم تتمكن بشكل واضح من مراجعة موقفها في علاقة بمحكمة الجنايات الدولية وانها لم تنجح في تعزيز مكانتها بتركيبتها بالحصول على مقعد ثالث ودعم مرشح تونس .
وذكر ايضا بوجود 5 دول عربية فقط في المحكمة الجنائية هي تونس والاردن وفلسطين وجيبوتي وجزر القمر وانها كلها دعمت ترشحه.
وشدد على ضرورة الاقرار بان لتونس ضعفا على مستوى التنسيق مع مجموعة امريكا اللاتينية والكراييب التي قال انها تعد ثاني اكبر مجموعة بـ28 دولة بعد المجموعة الافريقية التي تضم 33 دولة.
واعتبر ان المجموعة الافريقية مازالت تتعامل بحذر وصفه بالشديد مع المحكمة .
اما على مستوى الدور التونسي الممثل في وزارة الخارجية ورئاسة الجمهورية، فقد اوضح بن محفوظ ان دعمهما كان تقنيا فنيا مشيرا الى ان رئاسة الجمهورية والوزارة وجها رسائل خطية لمختلف دول العالم لدعم المرشح التونسي .
وقال ان هناك امرا لفت انتباهه ابرز انه يتمثل في حاجة الى تأكيد من الجهات الرسمية التونسية ويتمثل في عدم اصدار بيان بمناسبة الاجتماع السنوي لاعضاء محكمة الجنايات الدولية الذي يسمى بـ” عصبة الدول الاعضاء ” وانه يخصص في العادة للنظر في ميزانية المحكمة وفي تعديلات قانونها الاساسي وتنظيم الانتخابات ذات العلاقة بها.
وشدد على ان تونس اصدرت يوم 17 ديسمبر 2019 بيانا بهذه المناسبة وانها تخلفت عن ذلك يوم 17 ديسمبر 2020 مذكرا بانه ليس لتونس سفير في لاهاي حتى اليوم وبأن العادة جرت بان يقدم سفيرها بيانها .
وذكر كيف استغلت دول اخرى هذه المناسبة للحشد لمرشحيها على غرار ما قامت بها دولة سيراليون مشيرا الى انها اكدت في بيانها دعمها لمرشحتها والى انها ضخت في الصندوق الائتماني الخاص بالمحكمة والذي يتم من خلاله التعويض للضحايا وتكون فيها المساهمة بشكل اختياري مبلغا يقدر بـ3000 اورو ملاحظا ان هذا الرقم يتطلب التثبت.
واعتبر ان فشله في الانتخابات يمثل انتكاسة للدبلوماسية التونسية وانه امر مؤسف لاسيما وانه تم اعتباره من قبل لجنة التقييم كفاءة عالية وان الفرصة فاتت على تونس لتكون اول دولة عربية لها ممثل في تركيبة المحكمة.
وشدد على ان تونس كانت قريبة من الفوز بهذا المقعد وانها كانت قاب قوسين او ادنى من الحصول عليه مشيرا الى انه يشكر بلاده التي رشحته معتبرا انه ليس من الاشخاص الذين يراهنون على الادوار الثانية وانه كان مرشحا جديا للفوز في الانتخابات .