الشارع المغاربي – في ذكرى وفاته: الباجي قائد السبسي حالة فريدة في تاريخ تونس

في ذكرى وفاته: الباجي قائد السبسي حالة فريدة في تاريخ تونس

قسم الأخبار

25 يوليو، 2020

الشارع المغاربي: يتزامن عيد الجمهورية اليوم السبت 25 جويلية 2020 مع الذكرى الاولى لوفاة الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي أول رئيس منتخب بشكل مباشر في تاريخ تونس واول رئيس في الجمهورية الثانية
وشكل الباجي قائد السبسي حالة فريدة في السياسة التونسية  فهو من جهة من المحسوبين على المنظومة القديمة التي من المفروض ان انتفاضة 2011 قامت ضدها ومن جهة أخرى أضحى من رموز تونس الجديدة وأول رئيس منتخب بصفة ديمقراطية للجمهورية الثانية التي جاء بها دستور 2014.
والرئيس الراحل نشط صلب الحزب الدستوري الحر منذ شبابه وقد التقى الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة منذ سنة 1950 وذلك بعد ان توطدت علاقته بابنه في فرنسا التي تحول اليها الباجي لدراسة الحقوق.وتقلد الباجي في العهد البورقيبي العديد من المناصب والمسؤوليات منها مديرا للامن ووزيرا للداخلية ووزيرا للخارجية وغيرها من المناصب.
وشكلت سنة 1971 نقطة مفصلية في علاقة الباجي ببورقيبة اذا تم تجميد نشاطه في الحزب الاشتراكي الدستوري وذلك على خلفية تأييده إصلاح النظام السياسي ليقع رفته من الحزب سنة 1974 وقد انضم بعدها  الى المجموعة التي ستتشكل عام 1978 وهي حركة الديمقراطيين الاشتراكيين بزعامة أحمد المستيري.
وفي اول انتخابات بعد الاطاحة بالزعيم الحبيب بورقيبة سنة 1986 تم انتخاب الباجي سنة 1989 في مجلس نواب الشعب الذي تولى رئاسته بين سنتي 1990 و1991 قبل ان يخيّر الابتعاد عن الحياة السياسية.
وفي الوقت الذي كان يسود فيه الاعتقاد ان الراحل قطع مع الحياة السياسية خاصة انه اوشك على بلوغ عقده التاسع أعادته الاحداث التي عاشت على وقعها البلاد وحالة الفراغ الدستوري التي شهدتها ابان الثورة الى الواجهة بل الى الصفوف القيادية الاولى في وضعية لم تعرفها البلاد مثلها من قبل.
ورغم ذلك فقد أبدى الراحل الباجي قائد السبسي الكثير من الحنكة والدهاء في ادارة الشان العام لما تولى رئاسة الحكومة خلال سنة 2011 في وقت كانت فيه البلاد تقريبا في حالة فوضى ولا قانون.
كما ساهم الباجي في احتواء الازمة السياسية التي كادت ان تعصف بالبلاد خلال سنتي 2012 و2013 عندما توجه الى تأسيس حزب نداء تونس وتحقيق نوع من التوازن السياسي ولو الى حين عندما شارك في انتخابات سنة 2014 ليفوز حزبه بالمرتبة الاولى في التشريعية ويُنتخب الباجي رئيسا للجمهورية  التي ما كان ليخوضها لو لا اتفاق “باريس” الشهير ولقائه هناك برئيس حركة النهضة راشد الغنوشي الذي اسس لعلاقة خاصة بينهما يمكن تلخيصها بفترة حكم الشيخين وانتهت باعلان الراحل القظيعة مع النهضة بسبب تمسكها بيوسف الشاهد وقتها ..
وبدخوله القصر ، واجه الراحل انتقادات واسعة بسبب خيارته السياسية بتحالفه مع جركة النهضة لينكث بذلك اهم وعد انتخابي له ولحزبه ولينسف حتى اسس تأسيس نداء تونس ، وسريعا انهار الحزب بسبب خلافات حول “التوريث” ، النقطة السوداء في تاريخ الراحل بفرض ابنه على راس نداء تونس وتمكينه  من هامش هام تحكم بفضله في مفاصل الدولة وبتمسك الراحل بنجله “حافظ” ، انتهى به الامر معزولا وافتُك منه الحكم بانقلاب يوسف الشاهد عليه وتحالفه مع حركة النهضة.
وقبل وفاته ، تعرض الى وعكتين صحيتين ، وتوفي تاركا ورائه تساؤلات حول اسباب وخفايا عدم ختمه تعديلات القانون الانتخابي التي كان ختمها سيغير المشهد برمته باعتبار ان تلك التعديلات كان تعني اقصاء نبيل القروي وحزبه من المشاركة في الانتخابات ، وفشل الراحل في الفوز في تحقيق حلم المصادقة على المساواة في الميراث .
وكان الراحل يوصف بالداهية ، ويلقب بـ”البجبوج” وقريب من المزاج التونسي ، وله كاريزما قلما وجودها وذكرت بزمن رجالات الدولة في عهدة بورقيبة ، والمعلوم ان عودة الراحل للمشهد انطلقت فعليا بحوار مع قناة نسمة اكتشفه فيه التونسيون من جديد .


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING