الشارع المغاربي: دعت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري اليوم 30 ماي 2022 رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة و”بشكل عاجل إلى تدارك التقصير المسجل على مستوى معالجة ملفات الإعلام العمومي العالقة” والتي قالت ان” في مقدمتها تسمية رئيس مدير عام لكل من مؤسسة التلفزة ومؤسسة الإذاعة التونسيتين من خلال تفعيل آلية الرأي المطابق للهيئة وحل الإشكالات الإدارية والاجتماعية المتعلقة بإلحاق إذاعة “الزيتونة للقرآن الكريم” بالإذاعة العمومية ترسيخا لاستقلالية المرفق الإعلامي العمومي في سبيل النأي به عن أي استغلال أو توظيف خاصة خلال حملة الاستفتاء والانتخابات.”

واكدت الهيئة في رسالة مفتوحة موجهة لرئيس الجمهورية قيس سعيد ورئيسة الحكومة نجلاء بودن نشرتها على صفحتها بموقع فايسبوك “إن الوضع الراهن يحتم إيلاء الأولوية القصوى لملف الإعلام العمومي خاصة أمام الالتزامات المحمولة عليه ووضع حد لما اسمته “سياسة التهميش والمماطلة ومحاولات التوظيف” وايجاد حل نهائي لـ”أزمة التسيير الناتجة عن خيارات التسيير المؤقت على رأس مؤسسة التلفزة التونسية والفراغ الإداري على رأس مؤسسة الإذاعة التونسية.”

وابرزت ان “معاينتها لواقع الحال يشير إلى أن أزمة الإعلام العمومي لم تزداد إلا تعقيدا “وأن” توجه الحكومة نحو إعادة إنتاج السياسات ذاتها التي انتهجتها الحكومات السابقة إنما هو تعميق للأزمة وتجذير لها ” مشددة على انه” أصبح من الضروري أن توضح رئاسة الحكومة سياساتها تجاه الإعلام السمعي البصري وتفصح عن إرادة حقيقية وراسخة للانخراط في مشروع إصلاحه وفق رؤية تشاركية وذلك من خلال التعاون والتنسيق مع الهيئة ومختلف المؤسسات والهياكل المعنية.”

ولفتت الهيئة الى انها تتوجه بهذه الرسالة المفتوحة بعد أن تعطلت سبل التواصل والتنسيق مع الحكومة مؤكدة انها راسلتها في أكثر من مناسبة دون تسجيل أي تفاعل واستنادا لنتائج معاينتها المستمرة لوضعية الإعلام السمعي البصري العمومي في إطار الصلاحيات الموكلة لها بمقتضى المرسوم عدد 116 لسنة 2011 وبالنظر لما سجلته من إشكالات على مستوى التعاطي مع هذا الملف.

وذكرت باهمية دور الإعلام وخاصة الإعلام العمومي في إنجاح مسار تركيز الدولة المدنية الديمقراطية من خلال ضمان مبدأي التنوع والتعددية والانفتاح على مختلف الحساسيات الفكرية والسياسية والمساهمة في إدارة الاختلاف والنقاش العام والتداول السلمي على السلطة.