الشارع المغاربي-السيدة سالمية لم تصدر الخارجية التونسية أي موقف حتى الان من قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بتركيا رغم الجدل الدولي الواسع الذي أثارته القضية بما جعلها تتصدر خلال الايام المنقضية عناوين كبريات وسائل الاعلام العالمية وتصبح مادة لخطابات جل زعماء العالم الذين شجب أغلبهم عملية القتل الجبانة للصحفي والرواية السعودية بخصوصها.
ووفق الأعراف الدبلوماسية يُعد الصمت أيضا موقفا ، ومساندة ضمنية للسعودية في أحد أحلك الازمات التي تعيشها في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز ، وفي الكواليس القريبة من القصر الممسك بملف السياسة الخارجية يتداول أنه من المستبعد اصدار تونس أي بيان يدين الرواية السعودية أو يمس من مصداقيتها .
ونذكر أن تونس مشاركة في التحالف الاسلامي لمحاربة الارهاب الذي تقوده السعودية والذي يعتبر اصطفافا طائفيا لا يليق بتونس وبدبلوماسيتها ، ومنذ اخراطها في هذا التحالف باتت مواقف الخارجية التونسية متماهية مع مواقف السعودية ، ونذكر في هذا السياق تصويتها مع تصنيف حزب الله تنظيما ارهابيا تصنيف تم بايعاز من الرياض.
وبالعودة الى الجدل حول قضية مقتل خاشقجي ، نشير في هذا الصدد الى انه بعد اقرار الرياض بمقتله ،أعربت دول عربية عن دعمها للإجراءات التي قالت إن السلطات السعودية اتخذتها في القضية المذكورة في اشارة الى ايقاف 18 شخصا وادخال تغييرات جذرية على رأس قيادات جهاز استخباراتها.
وفي أعقاب إقرار النيابة العامة السعودية مساء أمس بمقتل خاشقجي جراء حادث وقع في القنصلية، أثنت الإمارات ومصر والبحرين على الإجراءات القضائية التي اتخذتها الرياض في إطار التحقيق في القضية، مثمنة دور الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود فيها.
ووصفت القاهرة في بيان لها الإجراءات السعودية بأنها “شجاعة وحاسمة”، مشددة على أنها تقطع الطريق على أية محاولة لتسييس القضية بغرض استهداف المملكة.
من جانبه، اعرب وزير خارجية الامارات، عبد الله بن زايد آل نهيان، عن “بالغ تقديره لما أولاه العاهل السعودي من اهتمام كبير وحرص بالغ على تحري الحقيقة في هذا القضية”، قائلا إن المملكة السعودية كانت ولا تزال “دولة المؤسسات التي تقوم على العدل والإنصاف.. وتؤكد الإجراءات والقرارات الملكية مجددا هذه القيم والمبادئ الراسخة بما يكفل تطبيق القانون والعدالة”.
أما مملكة البحرين فقد أشادت من جانبها أيضا بـ”الاهتمام الكبير” الذي أعاره الملك سلمان إلى “إرساء العدل والإنصاف وكشف الحقائق بكل نزاهة وموضوعية” في قضية خاشقجي، مضيفة أن قرارات وتوجيهات الملك سلمان التي صدرت بعد أكثر من أسبوعين على اختفاء الصحفي كانت “حكيمة وسديدة وفورية”.
وذكرت البحرين أن هذه الإجراءات تؤكد أن السعودية كانت وستظل “دولة العدالة والقيم والمبادئ التي تكفل تطبيق القانون على الجميع دون استثناء”، مشددة على أن السعودية “بما لها من مكانة إقليمية ودولية عالية ومقومات كبيرة وإسهامات نبيلة ستظل أساس الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم”.
وأحدثت قضية خاشقجي صدى واسعا في العالم وألحقت ضررا بسمعة المملكة على الساحة الدولية، إذ اختفى الصحفي السعودي المتعاقد مع صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية في الثاني من أكتوبر الجاري، بعد دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول.
وكانت السلطات السعودية تنفي مسؤوليتها عن اختفاء الصحفي حتى مساء أمس، حين أقرت النيابة العامة في المملكة لأول مرة، بعد تعرض الرياض لضغوط دولية قوية، بمقتل خاشقجي جراء “شجار واشتباك” نشب داخل القنصلية، مؤكدة ايقاف 18 مواطنا سعوديا ضمن إطار التحقيق في الحادث.
وفي هذا السياق أمر العاهل السعودي بإعفاء كل من المستشار في الديوان الملكي، سعود القحطاني، ونائب رئيس الاستخبارات العامة، أحمد عسيري، من منصبيهما.