الشارع المغاربي – قيس‭ ‬ونوفل‭ ‬سعيد‭ ‬حليفان‭ ‬موضوعيان‭ ‬للاسلام‭ ‬السياسي‭ ‬؟ / بقلم أنس‭ ‬الشابي

قيس‭ ‬ونوفل‭ ‬سعيد‭ ‬حليفان‭ ‬موضوعيان‭ ‬للاسلام‭ ‬السياسي‭ ‬؟ / بقلم أنس‭ ‬الشابي

قسم الأخبار

1 أبريل، 2022

الشارع المغاربي: إثر‭ ‬صدور‭ ‬قرارات‭ ‬25‭ ‬جويلية‭ ‬الماضي‭ ‬القاضية‭ ‬بتجميد‭ ‬البرلمان‭ ‬خرج‭ ‬التونسيون‭ ‬فرحين‭ ‬وفي‭ ‬تقديرهم‭ ‬أن‭ ‬غمّة‭ ‬حكم‭ ‬العشر‭ ‬سنوات‭ ‬الماضية‭ ‬في‭ ‬طريقها‭ ‬إلى‭ ‬الزوال‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬جمع‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬كلّ‭ ‬السلطات‭ ‬في‭ ‬يديه‭. ‬ورغم‭ ‬انخراط‭ ‬حزبين‭ ‬شاركا‭ ‬حركة‭ ‬النهضة‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬المساندة‭ ‬فإن‭ ‬الجميع‭ ‬تغاضى‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬لأن‭ ‬المهمّ‭ ‬أيامها‭ ‬هو‭ ‬مساعدة‭ ‬الرئيس‭ ‬ودفعه‭ ‬إلى‭ ‬ترجمة‭ ‬تلك‭ ‬القرارات‭ ‬إلى‭ ‬أفعال‭. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬كان‭ ‬مخيّبا‭ ‬للآمال‭ ‬ومحبطا‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تتالت‭ ‬خطوات‭ ‬التراجع‭ ‬والالتفاف‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬اعتقد‭ ‬الشعب‭ ‬ذات‭ ‬عيد‭ ‬جمهورية‭ ‬أنه‭ ‬سيحصل‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬بقسم‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬مساندي‭ ‬قرارات‭ ‬25‭ ‬جويلية‭ ‬إلى‭ ‬نفض‭ ‬اليد‭ ‬منها‭ ‬لأسباب‭ ‬من‭ ‬بينها‭:‬

1‭) ‬زيارة‭ ‬الرئيس‭ ‬مجمع‭ ‬محمد‭ ‬الفريخة‭ ‬النائب‭ ‬السابق‭ ‬عن‭ ‬الفرع‭ ‬المحلي‭ ‬للتنظيم‭ ‬الدولي‭ ‬للخوانجية‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬المجمّد‭ ‬وهو‭ ‬شخص‭ ‬تحوم‭ ‬حوله‭ ‬شبهات‭ ‬كثيرة‭ ‬إذ‭ ‬ورد‭ ‬ذكر‭ ‬اسم‭ ‬شركته‭ ‬في‭ ‬التسفير‭ ‬إلى‭ ‬سوريا‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬صحيحا‭ ‬إذا‭ ‬وضعنا‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬أن‭ ‬الحزب‭ ‬الذي‭ ‬ينتمي‭ ‬إليه‭ ‬متّهم‭ ‬صراحة‭ ‬بتسفير‭ ‬شبابنا‭ ‬إلى‭ ‬بؤر‭ ‬التوتر‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬أوّل‭ ‬قرار‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬اتخاذه‭ ‬لتنفيذ‭ ‬وعد‭ ‬25‭ ‬جويلية‭ ‬هو‭ ‬إعادة‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬سوريا‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬سيمكّن‭ ‬الحكم‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬النيّة‭ ‬صادقة‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الوثائق‭ ‬والاعترافات‭ ‬الكفيلة‭ ‬بإدانة‭ ‬كلّ‭ ‬من‭ ‬تسبّب‭ ‬في‭ ‬الهوان‭ ‬الذي‭ ‬عليه‭ ‬الوطن‭ ‬اليوم‭.‬

2‭) ‬سبق‭ ‬لنوفل‭ ‬سعيد‭ ‬أن‭ ‬تدخّل‭ ‬بشرح‭ ‬ما‭ ‬يصدر‭ ‬عن‭ ‬شقيقه‭ ‬ولكن‭ ‬ذلك‭ ‬أثار‭ ‬لغطا‭ ‬كثيرا‭ ‬دفعه‭ ‬إلى‭ ‬التزام‭ ‬الصمت،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬تأثيره‭ ‬لم‭ ‬يتوقف،‭ ‬فقد‭ ‬ذكر‭ ‬وليد‭ ‬الجلاد‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬تصريح‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬لزهير‭ ‬الجيس‭ ‬أن‭ ‬نوفل‭ ‬سعيد‭ ‬هو‭ ‬محامي‭ ‬فريخة‭ ‬أي‭ ‬الذي‭ ‬يدافع‭ ‬عنه‭ ‬ويحمي‭ ‬مصالحه،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يثير‭ ‬الشكوك‭ ‬حول‭ ‬الهدف‭ ‬والمغزى‭ ‬الحقيقي‭ ‬من‭ ‬زيارة‭ ‬الرئيس‭ ‬لشركة‭ ‬الفريخة‭. ‬والجدير‭ ‬بالملاحظة‭ ‬التذكير‭ ‬بأن‭ ‬نوفل‭ ‬اعتبر‭ ‬في‭ ‬تصريحاته‭ ‬ومحاضراته‭ ‬المنشورة‭ ‬إصلاحات‭ ‬دولة‭ ‬الاستقلال‭ ‬كإلغاء‭ ‬الأحباس‭ ‬والمحاكم‭ ‬الشرعية‭ ‬واصدار‭ ‬مجلة‭ ‬الأحوال‭ ‬الشخصية‭ ‬إنما‭ ‬قُصد‭ ‬بها‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬مشيدا‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬بحركة‭ ‬النهضة‭ ‬باعتبارها‭ ‬خطوة‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬استقلالية‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬عن‭ ‬الدولة‭(‬1‭) ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬التقاء‭ ‬بين‭ ‬المذكور‭ ‬وحركة‭ ‬الإسلام‭ ‬السياسي‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬فرعها‭ ‬الذي‭ ‬يشرف‭ ‬عليه‭ ‬احميدة‭ ‬النيفر‭ ‬وصلاح‭ ‬الدين‭ ‬الجورشي‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬عضوا‭ ‬بهيئة‭ ‬تحرير‭ ‬مجلة‭ ‬15‭/‬21‭ ‬التابعة‭ ‬لِما‭ ‬يسمّى‭ ‬نحلة‭ ‬اليسار‭ ‬الإسلامي‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬نشاطاته‭ ‬موثّقة‭ ‬في‭ ‬جمعية‭ ‬أسّستها‭ ‬هذه‭ ‬النحلة‭ ‬سنة‭ ‬2013‭ ‬تسمّى‭ ‬رابطة‭ ‬تونس‭ ‬للثقافة‭ ‬والتعدّد‭ . ‬

3‭) ‬أورد‭ ‬موقع»حقائق‭ ‬أون‭ ‬لاين‮»‬‭ ‬يوم‭ ‬21‭ ‬مارس‭ ‬2022‭ ‬في‭ ‬خبر‭ ‬له‭ ‬نقلا‭ ‬عن‭ ‬إطار‭ ‬أمني‭ ‬أن‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬‮«‬أصدر‭ ‬تعليمات‭ ‬بتطبيق‭ ‬القانون‭ ‬بصرامة‭ ‬على‭ ‬المجاهرين‭ ‬بالإفطار‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‮»‬‭ ‬وقد‭ ‬انتظرنا‭ ‬أن‭ ‬يصدر‭ ‬توضيح‭ ‬عن‭ ‬الرئاسة‭ ‬أو‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬ولكن‭ ‬شيئا‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬اليوم‭ ‬الأحد‭ ‬27‭ ‬مارس‭ ‬مما‭ ‬يرجّح‭ ‬فرضيّة‭ ‬صحّة‭ ‬ما‭ ‬ذكر‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬على‭ ‬غاية‭ ‬من‭ ‬الخطورة‭ ‬لأنه‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬مهام‭ ‬الدولة‭ ‬أن‭ ‬تمارس‭ ‬الرقابة‭ ‬الدينيّة‭ ‬على‭ ‬مواطنيها‭. ‬فالدولة‭ ‬جهاز‭ ‬محايد‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬له‭ ‬بعقائد‭ ‬الناس‭ ‬وبعباداتهم،‭ ‬وحتى‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الدينية‭ ‬الصرفة‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬صدر‭ ‬مرفوض‭ ‬بصريح‭ ‬النص‭ ‬القرآني‭. ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الآية‭ ‬99‭ ‬من‭ ‬سورة‭ ‬يونس‭: ‬‮«‬ولو‭ ‬شاء‭ ‬ربك‭ ‬لآمن‭ ‬من‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬كلّهم‭ ‬جميعا‭ ‬أفأنت‭ ‬تُكره‭ ‬الناس‭ ‬حتى‭ ‬يكونوا‭ ‬مؤمنين‮»‬‭. ‬وقد‭ ‬أبدع‭ ‬الفقهاء‭ ‬في‭ ‬وصف‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الإكراه‭ ‬على‭ ‬العبادة‭ ‬في‭ ‬قولهم‭ ‬‮«‬عفّة‭ ‬الخصيان‮»‬‭ ‬حيث‭ ‬يشبّه‭ ‬من‭ ‬تُكْرهه‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬الصيام‭ ‬بإغلاق‭ ‬المطاعم‭ ‬والمقاهي‭ ‬بأنه‭ ‬كالخصيّ‭ ‬الذي‭ ‬يدّعي‭ ‬العفّة‭ ‬والحال‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمتلك‭ ‬آلة‭ ‬الزنا،‭ ‬وبيّن‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬مصادرة‭ ‬حقوق‭ ‬المواطنين‭ ‬يصدر‭ ‬عن‭ ‬تقدير‭ ‬مبالغ‭ ‬فيه‭ ‬لدور‭ ‬الدين‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭. ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬سياسة‭ ‬سحب‭ ‬البساط‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تتوقف‭ ‬الدول‭ ‬المسمّاة‭ ‬إسلامية‭ ‬عن‭ ‬انتهاجها‭ ‬أدّت‭ ‬إلى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الانغلاق‭ ‬والتحجّر‭ ‬والتخلّف‭. ‬ففي‭ ‬تونس‭ ‬مثلا‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬هذه‭ ‬المسألة‭ ‬مطروحة‭ ‬أبدا‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬بورقيبة‭ ‬ولكن‭ ‬الذي‭ ‬أوجدها‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬المنافسة‭ ‬على‭ ‬الخلافة‭ ‬وتحالفه‭ ‬مع‭ ‬حركة‭ ‬الاتجاه‭ ‬الإسلامي‭ ‬هو‭ ‬محمد‭ ‬مزالي‭ ‬الذي‭ ‬أصدر‭ ‬منشورا‭ ‬يتمّ‭ ‬بمقتضاه‭ ‬إغلاق‭ ‬المقاهي‭ ‬والمطاعم‭ ‬في‭ ‬رمضان‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الزعيم‭ ‬ألغاه‭ ‬حال‭ ‬علمه‭ ‬به‭ ‬ولكن‭ ‬مزالي‭ ‬لم‭ ‬يتوقف‭ ‬عند‭ ‬ذلك‭ ‬بل‭ ‬التجأ‭ ‬إلى‭ ‬حيلة‭ ‬نصحه‭ ‬بها‭ ‬الجورشي‭ ‬وهي‭ ‬تغطية‭ ‬أبواب‭ ‬المحلات‭ ‬ونوافذها‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬في‭ ‬منتهى‭ ‬الشناعة‭ ‬وفساد‭ ‬الذوق‭ ‬تدلّ‭ ‬على‭ ‬بؤس‭ ‬المقترِح‭ ‬والمقترَح‭ ‬عليه‭ ‬وبقي‭ ‬الأمر‭ ‬كذلك‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬جاء‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬نوفمبر‭ ‬الذي‭ ‬زاد‭ ‬الطين‭ ‬بلّة‭ ‬بإحداث‭ ‬جامعة‭ ‬الزيتونة‭ ‬ووزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الدينية‭ ‬وغيرهما‭ ‬بما‭ ‬اوهم‭ ‬بأنه‭ ‬ذلك‭ ‬يندرج‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الهويّة‭ ‬ولكنه‭ ‬في‭ ‬حقيقته‭ ‬ترجمة‭ ‬لسياسة‭ ‬ثبت‭ ‬فشلها‭ ‬اصطلح‭ ‬على‭ ‬تسميتها‭ ‬سحب‭ ‬البساط‭. ‬اليوم‭ ‬تعود‭ ‬الدولة‭ ‬إلى‭ ‬ممارسة‭ ‬نفس‭ ‬السياسة‭ ‬والغريب‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬الذي‭ ‬يقف‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬رجل‭ ‬قانون‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬محايدا‭ ‬في‭ ‬تعامله‭ ‬مع‭ ‬مواطنيه‭ ‬فلا‭ ‬يفضل‭ ‬بعضهم‭ ‬لسبب‭ ‬ديني‭ ‬أو‭ ‬عرقي‭ ‬أو‭ ‬لغوي‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬المحدّدات‭ ‬الأخرى‭ ‬ولا‭ ‬يُكره‭ ‬البعض‭ ‬الآخر‭ ‬على‭ ‬النفاق‭ ‬بإظهار‭ ‬غير‭ ‬ما‭ ‬يبطنون‭.‬

4‭) ‬أما‭ ‬رابعة‭ ‬الأثافي‭ ‬فتتمثّل‭ ‬في‭ ‬الفصل‭ ‬الثامن‭ ‬من‭ ‬مرسوم‭ ‬الشركات‭ ‬الأهلية‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬فيه‭: ‬‮«‬يتعيّن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬موضوع‭ ‬الشركات‭ ‬الأهلية‭ ‬مطابقا‭ ‬للقانون‭ ‬والنظام‭ ‬العام‭ ‬والأخلاق‭ ‬الحميدة‮»‬‭. ‬وقد‭ ‬تساءلت‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬عن‭ ‬ضوابط‭ ‬الأخلاق‭ ‬الحميدة‭ ‬وما‭ ‬دخلها‭ ‬في‭ ‬تكوين‭ ‬الشركات؟‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬قلّبت‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬وجوهه‭ ‬وجدت‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬قُصد‭ ‬بهذا‭ ‬القيد‭ ‬المنفلت‭ ‬من‭ ‬عقاله‭ ‬إنما‭ ‬هي‭ ‬مجالات‭ ‬الإبداع‭ ‬والفكر‭ ‬والنشر‭. ‬فإذا‭ ‬رغب‭ ‬شباب‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬شركة‭ ‬لصناعة‭ ‬فيلم‭ ‬أو‭ ‬كليب‭ ‬أغنية‭ ‬أو‭ ‬غيرهما‭ ‬من‭ ‬الفنون‭ ‬فعليهم‭ ‬ألا‭ ‬يتجاوزوا‭ ‬الأخلاق‭ ‬الحميدة‭ ‬وهي‭ ‬لفظة‭ ‬مطاطة‭ ‬تشمل‭ ‬القبلة‭ ‬ومجرد‭ ‬التحية‭ ‬ولبس‭ ‬الحجاب‭ ‬والرقص‭ ‬والرسم‭ ‬وغير‭ ‬ذلك،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يُمكِّن‭ ‬السلطة‭ ‬من‭ ‬فرض‭ ‬رقابة‭ ‬على‭ ‬مواطنيها‭ ‬تحت‭ ‬ستار‭ ‬حماية‭ ‬الأخلاق‭ ‬الحميدة‭ ‬مثلما‭ ‬صنعت‭ ‬مع‭ ‬الإفطار‭ ‬في‭ ‬رمضان‭.‬

5‭) ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نشير‭ ‬إليه‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬امتناع‭ ‬الرئيس‭ ‬عن‭ ‬محاسبة‭ ‬النهضة‭ ‬عن‭ ‬الفشل‭ ‬والانهيار‭ ‬اللذين‭ ‬يشهدهما‭ ‬الوطن‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬مكّن‭ ‬الحركة‭ ‬من‭ ‬التفصي‭ ‬من‭ ‬مسؤولية‭ ‬ذلك‭ ‬وإلباس‭ ‬جبة‭ ‬فشل‭ ‬عشرية‭ ‬كاملة‭ ‬من‭ ‬النهب‭ ‬والتعويضات‭ ‬والانخراط‭ ‬في‭ ‬أجندات‭ ‬دولية‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬مصلحتنا‭ ‬لرئيس‭ ‬الدولة‭ ‬حيث‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬مكتبها‭ ‬التنفيذي‭ ‬ليوم‭ ‬25‭ ‬مارس‭ ‬ما‭ ‬يلي‭: ‬‮«‬وتُحمّل‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬مسؤولية‭ ‬فشل‭ ‬الحكومة‭ ‬اللاشرعية‭ ‬المعيّنة‭ ‬من‭ ‬قبله‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬الأوضاع‭ ‬المعيشية‭ ‬والزيادة‭ ‬في‭ ‬الأسعار‭ ‬والنقص‭ ‬الفادح‭ ‬في‭ ‬المواد‭ ‬الأساسية‭ ‬وإغراق‭ ‬الإدارة‭ ‬بالتعيينات‭ ‬الفاقدة‭ ‬للخبرة‭ ‬والكفاءة‮»‬،‭ ‬فعلى‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬خبرة‭ ‬له‭ ‬بالمعارك‭ ‬يا‭ ‬سيادة‭ ‬الرئيس‭ ‬ألا‭ ‬يخوضها‭ ‬لأنه‭ ‬هو‭ ‬الخاسر‭ ‬فيها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأحوال‮»‬‭. ‬

لكلّ‭ ‬ما‭ ‬ذكر‭ ‬أعلاه‭ ‬وبعد‭ ‬انتظار‭ ‬ثمانية‭ ‬أشهر‭ ‬كاملة‭ ‬تأكّد‭ ‬أن‭ ‬حكم‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬25‭ ‬جويلية‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬سياسيّا‭ ‬عن‭ ‬الذي‭ ‬قبله‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬الشخوص‭. ‬أما‭ ‬السيّاسات‭ ‬فهي‭ ‬ذاتها‭: ‬خارجيا‭ ‬علاقاتنا‭ ‬بسوريا‭ ‬مقطوعة‭ ‬وداخليا‭ ‬لم‭ ‬تحاسب‭ ‬النهضة‭ ‬على‭ ‬جرائمها‭ ‬في‭ ‬التسفير‭ ‬والاغتيال‭ ‬والنهب‭. ‬أما‭ ‬جمعياتها‭ ‬وبؤرها‭ ‬فمحميّة‭ ‬بقرار‭ ‬من‭ ‬سلطة‭ ‬25‭ ‬جويلية‭ ‬رغما‭ ‬عن‭ ‬الجميع‭.‬

نشر بأسبوعية “الشارع المغاربي” الصادرة بتاريخ الثلاثاء 29 مارس 2022


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING