الشارع المغاربي: رد رئيس الجمهورية قيس سعيد اليوم الاثنين 11 اكتوبر 2021 على ما يوجه اليه من انتقادات حول التأخير في تشكيل حكومة مجددا تاكيده على ان المشكل لا يكمن في الحكومة وانما في المنظومة مقدما رسائل طمأنة بخصوص المرحلة القادمة ومجددا التشديد على انه لا مجال للعودة الى ما قبل 25 جويلية.
وقال سعيد في كلمة القاها خلال موكب اداء اعضاء الحكومة الجدد اليمين الدستورية “قيل ولا يزال يقال انني تأخرت في تشكيل الحكومة في ظل التدابير الاستثنائية وكأن المشكل في الحكومة ..بعض الدول لها كتّاب دولة وليس لها حكومات وتونس لم تكن لها حكومة الى حدود سنة 1969 وتم ذكر كلمة الحكومة بصفة عرضية في 3 مناسبات فقط ..كان هناك كتاب دولة وكان هناك مجلس كتاب الدولة وفكرة تكوين الحكومة جاءت من الخارج فما دخلهم في تكوين الحكومة؟ وفي اختيار اعضاء الحكومة؟ نحن لسنا تحت وصاية اي كان ولكن لان الدستور ينص على الحكومة تم تشكيلها وتم تشكيلها بأسرع مما كانوا يتوقعون بعدما تم تكليف السيدة رئيسة الحكومة وهي اول رئيسة حكومة في تونس وفي الدول العربية وهذا شرف للمراة التونسية والمراة في تونس ليست مسحوقا لتجميل المؤسسات او لتجميل المؤسسات النيابية.. لم ارد استباق اللحظة ولم استأخرها لان القضية لا تتعلق بحكومة بل بنظام كامل وبمنظومة مازالت قائمة منذ عشرات السنين كل عنصر فيها يشد العنصر الاخر حتى يتواصل النظام الظاهر في خدمة جماعات الضغط وفي خدمة المنظومة التي اراد الشعب اسقاطها ..”
واضاف “في هذا اليوم نعيش لحظات تاريخية لحظات سنصنعها معا لعلها لحظات صعبة بل هي صعبة وفيها من التحديات الكثير ولكن الايمان بالنجاح والاصرار عليه هو الذي يجمعنا وسننجح ان شاء الله تعالى في هذه المرحلة لاخراج تونس التي تتسع للجميع من هذا الوضع ..ولكن لاخراجها من هذا الوضع الذي تردت فيه ..اتوجه في البداية بخالص الشكر للسيدة نجلاء بودن على قبولها تحمل هذه المسؤولية الثقيلة في هذه الظروف الصعبة كما اشكر كل اعضاء الحكومة على قبولهم بتولى المسؤولية داخل الدولة كل في قطاعه.. ومن اكبر التحديات التي سنواجهها معا بنفس الارادة الصلبة وبنفس العزيمة القوية انقاذ الدولة التونسية من براثن الذين يتربصون بها في الداخل وفي الخارج …من براثن الذين يعتقدون ان المناصب غنيمة او قسمة للاموال العمومية او قسمة لمراكز النفوذ …سنفتح ان شاء الله تعالى كل الملفات ولن نستثني اي ملف ولا فضل لاحد على احد ولا مكان لمن يريدون العبث بسيادة الدولة وبسيادة الشعب… لقد نهبوا من اموال الشعب الكثير ..سرقوا مقدراته حولوا اماله الى يأس ولكني على يقين باننا سنعبر معا من اليأس الى الامل ومن الاحباط الى العمل.”
وتابع “لقد مرت سنوات ثقيلة فيها من الالام الكثير وسالت الدماء الطاهرة غزيرة في مواجهة من تجرؤوا على الدولة ومؤسساتها ومن تجرؤوا على الشعب التونسي ..وفي هذا اليوم وفي ظل هذه التدابير الاستثنائية أحذر بعد ان وجهت التحذير تلو التحذير كل من ستسول له نفسه التعدي على الدولة ومؤسساتها او على المواطنين وممتلكاتهم وسنحبط ان شاء الله ما قد يخططون له في قادم الايام ..”
وقال سعيد “انا لا اسير في الضباب ولا الهث وراء السراب بل انها معركة تحرير وطني سنخوضها معا وسننتصر بحول الله تعالى ومن يخوض المعارك يجب ان يعرف الاصدقاء المخلصين قبل ان يعرف من ألفوا الغدر والخداع والرياء ..كان الخامس والعشرون من جويلية تاريخيا بكل المقاييس واتخذت في مساء ذلك اليوم القرار الذي اتخذته بعد ان حاولت بكل الوسائل ان اعيدهم الى رشدهم وان ادعوهم الى تحمل المسؤولية ولكن دون جدوى..اتخذته لوحدي وبيني وبين ربي قلت كيف ساقف امام الله يوم القيامة وانا ارى التونسيين يموتون كل يوم بالامراض وبالجوع ..”
واضاف “في ظرف 3 اسابيع بعد ان تواصل سقوط الضحايا كل يوم وبفضل رجالها ونسائها وقواتها العسكرية والامنية وبفضل الاطباء في القطاع المدني وبفضل الشباب لن انسى ابدا تلك الفتاة في المعهد الثانوي برادس وعمرها لا يتجاوز 13 سنة كيف كانت ترتب الصفوف وتدعو التونسيين الى الانتظار والى الانضباط ..عمرها 13 سنة انها ثورة ثقافية بكل المقاييس … انها معجزة حققها الشعب التونسي بعدما كانت الاخبار لا تأتينا الا بعدد الوفيات وشكرا لكل من ساهم من القطاع المدني ومن القطاع العسكري ومن الاداريين ومن العملة ومن الاطباء ومن الاطار شبه الطبي الذي حقق هذه المعجزة حتى صار التونسيون يطالبون بتلقيح ويختارون التلقيح الذي يريدون.”
وعاد سعيد على الدوافع الى جعلته يتخذ قراره يوم 25 جويلية قائلا “كلكم يعلم وكلكم عاش مساء الخامس والعشرين من شهر جويلية وكيف خرج المواطنون والمواطنات في الشوارع وفي الاحياء داخل الوطن وخارجه… خرجوا لانهم شعروا بالامل من جديد بعد الكوابيس التي جثمت على صدور الشعب لمدة عقود ..وبعد 25 جويلية كنت الاحظ بألم تقلّب المواقف ومحاولات اقتناص الفرصة مما كانوا يتربصون وينتظرون… هناك من هلل وبعد التهليل صار مناهضا وهناك من فرح وبعد الفرحة تحولت فرحته الى حزن واحباط وصار يطالب بالرجوع الى ما قبل الخامس والعشرين من جويلية باسم شرعية شكلية وباسم قانون وضعوه على المقاس كثوب او كحذاء ودفعوا الاموال وتمادوا في تقلبهم ومع ذلك يصورون الوضع على انه انقلاب.. كيف يكون انقلابا بناء على نص دستوري بعد ان استشرت رئيس الحكومة ورئيس المجلس النيابي عملا باحكام الدستور ..؟”