الشارع المغاربي: اعتبر كريم عبد السلام (او المثلوثي) العقل المدبر لجريمة باب سويقة التي جدت قبل 30 عاما ان حركة النهضة حزب عقائدي اشبه بالطائفة خاصة بعد الثورة الذي قال انها اسست لمرحلة المظلومية والتظلم مبرزا ان الحركة استفادت من ذلك حتى انتخابيا وانها وعدت من وصفهم ببسطاء الراي بامكانية التعويض لهم واقناعهم بالحفاظ على الوحدة والولاء والبراء وثنائية الكفر والايمان مشيرا الى ان هذا الخطاب المزدوج موجه للقواعد.
واكد عبد السلام في حوار نشرته اسبوعية “الشارع المغاربي” اليوم الثلاثاء 23 مارس 2021 انه يوجد في حركة النهضة ما اسماه بالارث او الحرس القديم وايضا لوبي جديد من المستقلين الى جانب لوبي الادارة العميقة ولوبي الاعلاميين و لوبي رجال الاعمال معتبرا ان ذلك يتم حسب الطلب.
واضاف “هناك حزبان حشرا التوانسة بين ايجابي وسلبي هما حركة النهضة والتجمع ” معتبرا ان هناك اليوم انتاج لنفس المشهد من خلال ما حصل في شارع خير الدين باشا في اشارة الى اعتصام كتلة الحزب الدستوري الحر متهما الطرفين باعداة البلاد الى مشهد الضدية وادخالها في نفس النفق معتبرا ان هناك خيارات اخرى.
وكشف ان فترة تسليح الحركة جاءت في سياق الخطة الاستثنائية مبرزا ان الخطة تنص على تسليح المجموعات وان الحركة تحولت الى ما يشبه تنظيما خاصا وليس جهازا سريا موضحا انها تحولت الى مجموعات مرابطة داخل المنازل تجمع الاسلحة وما طالت اليد من اسلحة مصنعة محليا او التي تم تجميعها في الجنوب وتعود لفترة الحرب العالمية الثانية.
واكد ان اعضاء المكتب التنفيذي الحبيب اللوز والعجمي الوريمي وعبد الحميد الجلاصي وعبد الكريم الهاروني والصحبي عتيق كانوا مسؤولين رأسا عن هذه المرحلة.
وجدد تاكيده على ان القيادي علي العريض يتحمل مسؤولية الدفع للمواجهة مع النظام مبرزا انه كان قد قاد التصويت في فرض الحريات داخل المؤتمر وانه استعمل اسلوبه المتمكن منه في التمويه والنقاشات المطولة حتى ارهاق المؤتمرين ومغادرة بعضهم حتى يتمكن من تمرير القرار للتصويت بفارق صغير داعيا قيادة الحركة الى كشف الحقيقة التاريخية وتحمل المسؤولية الاخلاقية عما حدث في ذلك المؤتمر.
وبسؤاله عن سبب عدم تقديم روايته الى هيئة الحقيقة والكرامة اكد ان الهيئة تجاهلت الحادثة وان السيناريو الذي اعدته كان يتمثل في تلبيسه الرواية الرسمية لحركة النهضة وتقديم العملية كعملية مزدوجة من النظام.
واضاف ان الهيئة اختارت القفز على هذه العملية وعلى جميع العمليات الاخرى عندما فشلوا في العثور على المسوغات القانونية لسد الثغرات مذكرا بان الهيئة انبثقت عن برلمان وكتل وبانها لن تخرج عن مصالحهم السياسية.
وسخر عبد السلام من المراجعات التي قام بها القيادي السابق بحركة النهضة لطفي زيتون مؤكدا انه لا يمكن ارتداء بدلة الحداثة بين عشية وضحاها وان زيتون مطالب بتوضيح تاريخه داعيا اياه الى كشف دوره وتجربته في مجموعة 1987 او مجموعة الانقاذ التي حوكم ضمنها وعدم القفز عليها وايضا دوره في 3 مؤتمرات في المهجر مؤكدا انه كان فيها بمثابة العصا الغليظة لراشد الغنوشي وانه كان يهدد من يخرج عن طاعته متهما زيتون بربط مجموعة 1994 بالجهاد الاسلامي ودعوتهم للعمل المسلح مذكرا بانه كان قد حكم عليه غيابيا ضمن هذه المجموعة.
وحول الجهاز السري لحركة النهضة كشف عبد السلام ان القيادي السابق المرحوم المنصف بن سالم سرب في كتابه الذي تم سحب 50 الف نسخة منه معطيات ترسم ملامح مجموعة الانقاذ التي قال انها تعتبر الدليل المادي عن الجهاز السري لحركة النهضة.
واعتبر انه طالما لم تقدم النهضة هيكلتها فان الامريبقى على ما هو عليه متسائلا ان كانت هيكلتها القديمة قد عبرت من السرية الى العلن مطالبا بمعرفة هياكلها سابقا وبالكشف عما غيرت فيها مؤكدا ان الحركة تغض الطرف عن هذه المسالة وانه ثبت بالدليل ان للنهضة القدرة على السيطرة على كل شيء.
واشار الى انه تم حل ما يسمى بالتنظيم الخاص سنة 1991 والى ان تنظيم الحركة تحول في اقل من شهر الى نظام كله جهاز خاص اي جهاز عمليات مشددا على انه تم تجميد الهيكلة القديمة والغاء كل المناشط الاخرى لافتا الى انه تم اختيار عمر معين مقابل انسحاب النساء وكبار العمر والموظفين في الدرجات المتوسطة والعليا بالإدارة مؤكدا ان تتنظيم النهضة اصبح يماهي بشكل كبير تنظيم الدولة التونسية.
وابرز ان قيادات المكتب التنفيذي وقيادات مجلس الشورى والقيادات الوسطى لحركة النهضة نزلت في حملة تفسيرية موجهة الى القواعد لتفسير خطة فرض الحريات بعد المؤتمر وخطواتها الثلاث مؤكدا ان من بين من قاموا بتفسير هذه الخطة من اصبحوا وزراء بعد الثورة.
واشار الى ان عبد الكريم الهاروني رئيس مجلس الشورى الحالي هو الذي ادار الخطة الاستثنائية لما كان انذاك عضوا في المكتب التنفيذي مؤكدا ان الخطة كانت اكثر توحشا من فترة تحرير المبادرة.
واضاف ان عبد الحميد الجلاصي القيادي المستقيل من الحركة كان مكلفا بالادارة وان كل القرارات والمأموريات من توزيع مهام والترتيب اللوجستي والانطلاق في التنفيذ تمر عبره مؤكدا انه كان المسؤول عن الدعم اللوجستي.