الشارع المغاربي – لأول مرة منذ الحرب العالمية : أمريكا تُقرّ بخوض مارينز معركة بجبل سمامة سنة 2017 (تفاصيل سرية وخطيرة)

لأول مرة منذ الحرب العالمية : أمريكا تُقرّ بخوض مارينز معركة بجبل سمامة سنة 2017 (تفاصيل سرية وخطيرة)

19 سبتمبر، 2018

الشارع المغاربي :  مكّن قانون حرية المعلومات الامريكي من الكشف عن معطيات هامة وسرية حول مشاركة مارينز في احدى العمليات العسكرية التي خاضتها قوات الجيش والامن التونسيين ضد جماعة ارهابية متحصنة بجبل سمامة التابع لولاية القصرين وذلك لاول مرة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، هذا أبرز ما جاء في تقرير نشرته المجلة الامريكية “ناشيونال انترست”، ترجمه موقع “الترا تونس” ونشره اليوم الاربعاء 19 سبتمبر 2018 وتضمن تفاضيل دقيقة حول معركة سمامة وأيضا حول التواجد الامريكي في تونس الذي تقول المجلة انه متواصل منذ 2014.

والمجلة المذكورة وهي دورية نصف شهرية تعنى بالشؤون الخارجية وتصدر عن مركز نيكسون، أوردت تقريرًا يوم امس الثلاثاء 18 سبتمبر بعنوان “الولايات المتحدة توسع حربها في تونس” تحدث عن الوجود العسكري الأمريكي في تونس وبالخصوص عن مشاركة قوات المارينز في عملية عسكرية عام 2017 في جبل سمامة بالقصرين”.

ويقول التقرير “لقد مرت أول مشاركة عسكرية أمريكية بصفة موثقة ومباشرة في تونس منذ الحرب العالمية الثانية دون أن يلاحظها أحد، وهي مشاركة مثلت علامة على أشياء مقبلة. إذ أكد متحدث باسم القيادة الأمريكية في أفريقيا، الشهر الماضي، في تقرير مهم أن وحدات من مشاة البحرية الأمريكية خاضوا معركة شرسة عام 2017 في بلد شمال إفريقي لم يكشف عن اسمه، وقال إنهم حاربوا إلى جانب قوات شريكة ضد مقاتلي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”.

ويواصل التقرير” لقد أشادت القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم) بشجاعة اثنين من رجال المارينز وتم توسيمهما دون ذكر التفاصيل وذلك بسبب “تقديرات التصنيف وحماية القوة والحساسيات الدبلوماسية وذكرت القيادة أن وحدة العمليات الخاصة البحرية شاركت في العملية على مدى ثلاثة أيام تضمنت تقديم استشارات ومساعدات عملياتية”.

ويستدرك التقرير قائلا “لكن الأبحاث والتحاليل تشير بقوة إلى أن مشاركة الولايات المتحدة تتماشى مع أحداث درامية عرفتها تونس التي تحارب منذ 7 سنوات “تمردًا منخفض المستوى” على حدودها الغربية. وتشير الأدلة إلى أن الحديث يدور بالخصوص حول معركة وقعت في جبل سمامة، وهو سلسلة جبال في ولاية القصرين، بالقرب من الحدود الجزائرية بتاريخ 28 فيفري 2017. وقد تكبدت هناك الولايات المتحدة أول جريح لها في تونس منذ الحرب العالمية الثانية”.

وعن المعركة قال التقرير  ” اشتبكت القوات الأمريكية مع مسلحين تابعين لقاعدة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وهي كتيبة عقبة بن نافع، في تبادل لإطلاق النار مما أسفر عن مقتل أحد الإرهابيين. كما استلزمت المشاركة طلبًا للدعم الجوي لمواجهة الإرهابيين الذين حاولوا تطويق القوة الأمريكية-التونسية المشتركة من الخلف وهو ما أجبر قوات المارينز على إطلاق النار”.

وتابع سرد احداث يعود تاريخها الى سنة 2017 “كانت القوات الأمريكية على الأرض وكذلك في الجو، إذ أُصيب جندي تونسي يطلق ناري من مدفع رشاش من طراز M60 على متن طائرة هليكوبتر، بجراح بعد إطلاق النار عليه مرتين من قبل المسلحين. وقد سيطر حينها جندي أمريكي على المدفع الرشاش لإبقاء النيران مصوّبة تجاه المسلحين فيما قام بمعالجة الجندى التونسي الجريح في وقت واحد. وقد تكبدت وحدة Marine Riders الأمريكية والقوات التونسية إصابة جندي من كل منهما، وقد تعافى كلاهما من جروحهما في وقت لاحق. وكانت  وسائل الإعلام التونسية قد تحدثت عن الحادث، في ذلك الوقت، دون الإشارة إلى أية مشاركة أمريكية”.

وجاء في التقرير أيضا “قامت القوات التونسية، في نهاية المطاف، بتأمين موقع المعركة واستولت على رشاش من نوع “شتاير اوج Steyr AUG” نمساوي الصنع. وقد قُتل خلال العملية مسلحان إثنان أحدها تونسي والآخر جزائري، وهذا الجزائري هو مسلح مخضرم إذ اُصيب قبل عقد من الزمن في قصف جوي أمريكي أثناء قتاله تحت لواء تنظيم القاعدة في العراق وذلك وفقاً لمذكرة سيرة ذاتية نشرها فرع تنظيم القاعدة الناشط في شمال إفريقيا”.

ويضيف ” تحافظ الولايات المتحدة على وجود عسكري في تونس منذ مدة أربع سنوات ونصف على الأقل، مما يجعل من غير المحتمل أن تكون أحداث جبل سمامة حادثة منعزلة تقتصر على مجرد دور استشاري وذلك مثلما زعم المتحدث باسم “أفريكوم”. إذ كانت هذه العملية المشتركة بين تونس والولايات المتحدة تستهدف إبعاد المسلحين من جبل سمامة، ولكن قبل 11 يومًا من حدوثها جرت عملية أخرى في موقع قريب في جبل سمامة كذلك أسفر أيضًا عن مقتل اثنين من المسلحين. بيد أنه من غير المعروف حاليًا ما إذا كانت القوات الأمريكية قد شاركت في هذه العملية أم لا”.

وتساءلا التقرير “حول ما إذا كانت معرفة المشاركة الأمريكية في القصرين كانت ستظهر في نهاية المطاف لو لم يتم تقديم طلب بموجب قانون حرية المعلومات. إذ كان هذا الطلب هو الذي دفع “أفريكوم” لإعلان بعض المعلومات المنقوصة جزئيًا وذلك بعد الإشادة بشجاعة جنديين أمريكيين في عملية في جبل سمامة”.

ويواصل التقرير “لقد أصبحت تونس، منذ ثورة 2011، نموذجّا إقليميًا للديمقراطية. وقد سعت الولايات المتحدة، في هذا السياق، إلى الحفاظ على الانتقال الديمقراطي المهتز في تونس بالدرجة الأولى عن طريق تعزيز قواتها العسكرية، التي حصلت على مساعدات أمنية متزايدة بشكل مطرد من 2014 إلى 2017. وتتلقى تونس الآن من الولايات المتحدة مساعدات دفاعية أكثر من أية دولة أخرى في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل وذلك باستثناء مصر” ويضيف ف نفس الصدد “الوجود العسكري الأمريكي هو مستمر في تونس منذ فيفري2014، عندما نشر البنتاغون فريقاً من عشرات من قوات العمليات الخاصة في قاعدة نائية في غرب تونس. وقد قام جنود تونسيون يرافقهم مستشارون عسكريون أمريكيون في مناسبة واحدة على الأقل باكتشاف معسكر مسلح في القصرين”.

ويلاحظ التقرير ” في السنوات التي تلت ذلك، قامت القوات الجوية في “أفريكوم”، وبصفة كثيفة، بطلعات استخباراتية للمراقبة والاستطلاع في جميع أنحاء تونس وذلك انطلاقًا من القاعدتين الجويتين “سيغونيلا” و”وبانتيليريا” في إيطاليا.إضافة لذلك وفي أعقاب الهجوم الإرهابي الذي وقع في مارس 2015 في متحف باردو في تونس، قدمت القوات الأمريكية مساعدة لقوات مكافحة الإرهاب التونسية التي استهدفت قيادات في تنظيم القاعدة في بلدة سيدي عيش في قفصة. كما يعمل، في الأثناء، طاقم أمريكي عبر طائرات بلا طيار انطلاقًا من قاعدة سيدي أحمد الجوية في بنزرت”.

ويبرز نفس التقرير “الشراكة بين تونس والولايات المتحدة في المجالات العسكرية والأمنية ذات أوجه ​​متعددة. وهي تتألف من بناء القدرات الدفاعية، وتعزيز أمن الحدود، كما هو موضح في كثير من الأحيان، وكذلك تدريب القوى الشريكة في استراتيجيات وتكتيكات مكافحة الإرهاب.ومع ذلك، فإن وجود القوات الأمريكية وطائرات بلا طيار هي مصدر لجدل بشكل لا ينبغي التقليل من شدّته. إذ أن السياسة الخارجية الأمريكية عمومًا غير شعبية والمواقف المعارضة لها هي الأكثر انتشارًا في المجتمع التونسي. فعلى سبيل المثال، قام محتجون غاضبون من فيلم قصير معاد للإسلام سنة 2012 بنهب السفارة الأمريكية وأضرموا النار في مدرسة أمريكية قريبة في العاصمة تونس. كما أثار، في الآونة الأخيرة، قرار الولايات المتحدة بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل موجة من الاحتجاجات في تونس”.

وتابع ” قد أثارت قضية الوجود العسكري الأمريكي جدلاً، حينما كانت موضوع نقاشات ساخنة في البرلمان التونسي. وقد كان هناك ضغط، في مناسبات عديدة، على رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ورئيس الحكومة يوسف شاهد في مسألة السيادة الوطنية.علاوة على ذلك، تكشف المشاركة الأمريكية في عملية سمامة المذكورة في القصرين عن تورط عميق للولايات المتحدة على الأرض بشكل لا تريد “أفريكوم” الاعتراف به. ولكن تفاصيل هذه المعركة تساهم في معرفة الجمهور لمدى توسّع العمل العسكري الأمريكي السري والصريح في القارة الأفريقية، حيث تخوض الولايات المتحدة هناك حربًا في الخفاء”.


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING