الشارع المغاربي: عادت لجنة أخلاقيات المهنة الصحفية بالنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين اليوم السبت 28 مارس 2020 الى الاخلالات التي قالت انها شابت برنامج “الكلنا تونس” على قناة التاسعة يوم امس منبهة مسؤولي القناة إلى “خطورة استعمال قناة تلفزية في خدمة الأجندات السياسية والمالية للممولين وتصفية الحساب مع الخصوم السياسيين لهم” .

واعتبرت اللجنة أن” البلاتو الذي أداره علاء الشابي ليلة أمس لا يرتقي إلى مستوى حصة تلفزية” وأنه “تم اختيار الضيوف من غير المختصين وباتجاه واحد الأمر الذي جعل الحوار منصبا على انتقاد وزارة الصحة والاطارات الطبية وشبه الطبية إلى حد التجنّي دون تناول الموضوع من الأوجه المختلفة التي يفرضها وضع كوضع وبائي تعيشه تونس وكل العالم” مشيرة الى ان “الحصة المذكورة شابها العديد من الأخطاء المهنية والأخلاقية الجسيمة لا سيما عدم الالتزام بالمعايير المهنية المعروفة من موضوعية وتوازن، وعدم احترام حرمة المريض”.

ولفتت الى انه “لم يكن للفقرة التي قامت بها مراسلة القناة مبرر إخباري حارق كي تتحول الى مراسلة ميدانية” معتبرة ان “البث المباشر كان أقرب ما يمكن إلى خلق الـ”Buzz” والإثارة أكثر من الإخبار ووضع المشاهد في إطار إخباري”.

وشددت اللجنة في بيان صادر عنها نشر بصفحة نقابة الصحفيين بـ”فايسبوك” على انه “كان على هيئة التحرير وإدارة القناة أن تتفطن إلى أن إرسال مراسل ميداني في مثل تلك الظروف قد يعرضه والفريق المرافق له إلى الخطر وينتهك حق الأشخاص الذين تم تصويرهم دون موافقتهم رغم حصول القناة على تصريح ” وعلى ان ذلك “يمس من سرية المعطيات الشخصية”.

وذكّرت بأنها كانت قد نبهت سابقا في نشرة توجيهية إلى عدم الذهاب إلى أماكن الاحتجاز والمستشفيات فيها مرضى بفيروس كورونا احتراما لخصوصيات المصابين ومعطياتهم الشخصية، وحماية للطواقم الصحفية من العدوى.

واعتبرت اللجنة أن” إصرار المنشّط على بقاء المراسلة في مسرح الحدث سلوك غير مهني باعتبار انه من المفروض حسن إدارة التشنج على الهواء وإنهاء المراسلة بطريقة سلسة ومهنية”.

وأهابت اللجنة بكافة الصحفيين لـ”الالتزام حرفيا بأخلاقيات المهنة الصحفية ورفض العمل بالتعليمات والتوجيهات والالتزام بقواعد السلامة المهنية” لافتة الى انه بـ”الإمكان العودة إلى الوثيقة التي نشرتها نقابة الصحفيين في ما يتعلق بالسلامة المهنية في التغطيات المتعلقة بتفشي فيروس كورونا في تونس مؤكدة على ان الالتزام بأخلاقيات المهنة وصحافة الجودة وحده القادر على قطع الطريق امام المتربصين بحرية الصحافة تحت تعلّة حماية الأمن القومي”.

وكانت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري قد أعلنت اليوم ان رئيسها وجه اليوم إعلاما بمخالفة ودعوة عاجلة للممثل القانوني للقناة التلفزية الخاصة “التاسعة” للحضور  على معنى الفصل 30 من المرسوم عدد 116 لسنة 2011.

واوضحت الهيئة في بلاغ صادر عنها نشرته على صفحتها بموقع فايسبوك ان ذلك يتعلق بما بثت القناة في حلقة يوم 27 مارس من برنامج “لكلنا تونس” وما تضمن من مخالفات وصفتها  بـ”الجسيمة” معتبرة انها مست من قواعد المهنة وأخلاقياتها وأخلت بالمبادئ العامة للتعاطي الإعلامي زمن الأزمات.

وذكرت الهيئة بمقتضيات الفصل 30 من المرسوم عدد 116 في فقرتيه الثانية والثالثة والذي يخول لرئيسها في حالة التأكد الشديد أن يدعو المخالف للحضور في اليوم والساعة التي يحددها وذلك حتى في أيام العطل والأعياد الرسمية.