الشارع المغاربي: اعتبر لسعد اليعقوبي كاتب عام الجامعة العامّة للتعليم الثانوي اليوم الجمعة 28 أوت 2020 أنّ وزارة التربيّة لم تكن جديّة في التعاطي مع البروتوكول الصحّي المتعلّق بالعودة المدرسية الذي وقّعت عليه يوم أمس مع 6 وزارات أخرى منها وزارة الصحّة.
وقال اليعقوبي في مداخلة له على إذاعة “موزاييك أف أم” اليوم “يمكن ان نتفهّم ان تضع وزارة التربيّة بروتوكول صحي عام دون تخصيص ولكن أن تُوقّع على محتواه بهذه الطريقة فأعتقد أنّها لم تكن جديّة في التعاطي مع ملف العودة المدرسية”.
وأضاف أنّ للجامعة مجموعة من المآخذ على البروتوكول متسائلا “هل يصلح فعلا للتطبيق في المدرسة التونسية وفي المؤسسات التربوية ؟ هل التباعد الجسدي ممكن في قاعة تضم 35 تلميذا ؟ ” لافتا الى أنّ وضعيّة المؤسسات التربوية مهترئة من حيث البنى التحتية والصيانة.
وتابع “ليس لوزارة التربيّة أيّة امكانات وأنا أتحدّى واعرف انها لا تملك فلسا واحدا الآن ليخصص للوقاية من كورونا خلال العودة المدرسية وبالتالي أعتقد أنّ الحديث عن بروتوكول صحي بهذا الشكل في هذا الوقت لا يمكن تطبيقه، وهذا خطأ ارتكبته وزارة التربية وكان يفترض ان نتحدث مسبقا كاطراف اجتماعية في ما يتعلق بتقديم العودة المدرسية والبحث عن امكانية تعويض ما فات من الدروس “.
وواصل “كنا ايجابيين وكنا قد تحدثنا وناقشنا واتخذنا قرارا بتثبيت العودة ليوم 15 سبتمبر ولكن بعد انتشار الوباء بشكل سريع تشبّثت الوزارة بهذا الموعد مستثنيا فقط المناطق الموبوؤة وفي المقابل أصبحت اغلب الولايات حمراء وبؤر الوباء اصبحت ظاهرة …فعن أيّة عودة مدرسية نتحدّث ؟”.
وأشار اليعقوبي الى أنّ الوزارة لم تستشر الجامعة ولم تتشاور معها، مضيفا “تمّت استشارتنا في مرحلة سابقة في علاقة بالعودة المدرسية عندما لم يكن هناك وباء …واليوم مع ظهور بوادر عودة الوباء من جديد نطالبها بالجلوس معنا في اقرب الآجال الممكنة للتنبيه إلى أنّ ما تقترح بخصوص العودة طبقا لهذا البروتوكول غير ممكن وسنتحدّث عن كل السينايوهات الممكنة” مؤكّدا “لا مزايدة على تأجيل العودة المدرسية وان تمّ الاتفاق على التأجيل فذلك لسبب واحد هو حفظ سلامة ابنائنا وسلامة الاسرة التربوية”.
وقال اليعقوبي “التعايش مع الوباء لا يعني تسليم انفسنا له…نريد الجلوس مع وزارة التربية لمناقشة كل السيناريوهات ومسألة تطبيق التباعد الجسدي في الوضع الحالي والعودة بشكلها العادي وبالاقسام المملوؤة والبنية التحتية التي تفتقر للصيانة وللتعقيم ..كل هذا غير ممكن ولكن هناك سيناريوهات اخرى مثل العمل بنظام الافواج واذا امكن العودة بنصف السنة الدراسية افضل من لاشئ ولكن اذا انتهينا مع بعضنا الى وجود خطورة على التلاميذ والاسرة التربوية فان التأجيل غير مُحرّم ويمكن ان يكون بمدة 15 يوما ليتم التقييم والمراقبة وفي صورة تحسّن الوضع نعود للدراسة وفي صورة تأزم الوضع نمدد التأجيل ونراقب الوضع التربوي…لا يوجد احد راض وسعيد بتأجيل العودة الدراسية “.