الشارع المغاربي – لسعد جردة فاز بالكأس ولم يشرب منها

لسعد جردة فاز بالكأس ولم يشرب منها

قسم الرياضة

22 أغسطس، 2021

الشارع المغاربي: قسم الرياضة: نجح المدرّب التونسي لسعد الشابي جردة في تحقيق تتويج جديد ينضاف الى مسيرته التدريبية الصاعدة بسرعة البرق في سماء الملاعب العربية والافريقية.. جردة قاد ليلة أمس فريق الرجاء البيضاوي المغربي الى تحقيق لقب الكأس العربية على حساب فريق اتحاد جدّة السعودي وهو اللقب الثاني الذي ينضاف لخزائن الرجاء وجردة بعد الحصول على كأس الكنفدرالية قبل شهر من الآن.

ويحسب لجردة الذي يخوض بالمناسبة أوّل مغامرة تدريبية من الوزن الثقيل قياسا بالسمعة العربية والافريقية التي يحظى بها العملاق المغربي أنه يجيد معانقة التتويجات والنجاحات فالكأس العربية التي فاز بها أمس هي اللقب الثالث للمدرّب التونسي في ظرف أقل من عام حيث سبق له قيادة فريق الاتحاد المنستيري للتتويج بكأس تونس للمرّة الأولى في تاريخه.

والاعتراف بما يحقق جردة على المستوى الرياضي له ما يبرّره وما يدعمه فالرجل يسير بخطوات ثابتة لتأكيد علو كعبه ومداركه في عالم التدريب وبصمته الفنية واضحة سواء مع الرجاء البيضاوي أو كذلك خلال مروره بالاتحاد المنستيري لكن هذا الاعتراف العلني والصريح لا يحجب وقوع الرجل في عديد السقطات والهنات بسبب تصريحاته المثيرة للجدل والتي تكشف في جانب كبير منها عن شخصية انتهازية وصولية تفعل كل ما في وسعها لتسلّق سلّم النجاح حتى لو كان ذلك على حساب اعتبارات أخلاقية ومهنية تسيء لصاحبها أكثر ممّا تنفعه.

آخر ما جدّت به قريحة جردة هو ما جاء على لسانه أمس عقب التتويج بالكأس العربية حيث أثنى المدرّب التونسي كثيرا على الدور الكبير الذي يلعبه الملك محمد السادس للنهوض بالمغرب مثمنا عناية “جلالته” بالمملكة وبالبنى التحتية الرياضية وبالتنظيم الكبير الموجود هناك.. جردة قال :”حين ترى المغرب تحترم ‘سيدنا’، في يوم من الأيام حين تكون تونس بلدا منظما، سنقول للقائمين عليها أسيادنا، وجلالة الملك ‘سيدنا’ لأن ما علمه في بلاده شيء يوقف العقل .”

كان يمكن أن تمرّ هذه التصريحات مرور الكرام وألا يحدث كل هذا الصخب والجدل لو أن جردة اقتصر فقط على تحيّة ملك المغرب كونه يعمل في ضيافته وتحت وصايته خاصة أنه لا أحد منّا ينكر تباعد المسافات بيننا وبين المغرب خاصة في السنوات الأخيرة ولكن صاحبنا أوغل في تقديم فروض الولاء والطاعة والانبطاح من خلال التباهي بقول كلمة “سيدنا”… ولم يتوقّف عند هذا الحدّ بل عمد المدرّب التونسي الذي عاد الى واجهة التدريب من ملاعب تونس وهو على مشارف سنّ اليأس الكروي الى تقزيم مسؤولي بلاده والتأكيد على الفوارق الكبيرة بين الحكمة السياسية الرشيدة في المغرب ممثلة في شخص “سيده الملك” وبين هنّات المسؤولين في تونس حتى اعتبرها دولة غير منظمة وكأنّ الرجل مغربي اللون والهوى وكأنه لا يأبه لكلّ المشاهدين العرب الذين يتابعون باهتمام شديد النهائي العربي وينصتون لتصريحات لا تصدر سوى عن “بائعي الهواء والانتماء”.  

لسعد جردة لم يتحرّج من الإشادة والثناء على حكمة “سيّده” وملكه محمد السادس بل إنه كان في قمّة الفخر وهو يردّد مناسك السقوط الحرّ والانبطاح العلني مقابل تقزيم و”تشليك” بلاده ومسؤولي بلاده في تونس على مرأى ومسمع من كلّ العرب وفاته أنّ المغرب الذي يتباهى به يدين بهذا التتويج العربي والاقليمي للفكر والساعد التونسيين… فات جردة أنّ المدرّب التونسي خير سفير للعقل التونسي في الملاعب المغربية والعربية جمعاء وفاته أيضا أنّ التملّق على بلاط السلطان ليس من صفات الرجال والشجعان وفاته أكثر أنه نسي أن يضع نفسه في مرتبة السيّد كونه صاحب هذا الانجاز وليس أن يسجن تتويجه بين قوسي “العبد” الذي لا يفرح ولا يطرب الاّ لسماع قهقهات سيّده وملكه…


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING