الشارع المغاربي – لن‭ ‬نكون‭ ‬حراس‭ ‬أوروبا من موجات "الحرقة" /بقلم: إسكندر ونيّس (أستاذ في الاقتصاد بجامعة قرطاج ومستشار اقتصادي سابق لدى الصندوق السيادي الكويتي)

لن‭ ‬نكون‭ ‬حراس‭ ‬أوروبا من موجات “الحرقة” /بقلم: إسكندر ونيّس (أستاذ في الاقتصاد بجامعة قرطاج ومستشار اقتصادي سابق لدى الصندوق السيادي الكويتي)

قسم الأخبار

18 مايو، 2023

الشارع المغاربي: تواجه‭ ‬تونس‭ ‬حاليا‭ ‬تحديا‭ ‬ثنائيا،‭ ‬اذ‭ ‬هي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬اقتصادي‭ ‬ومالي‭ ‬مثير‭ ‬للقلق‭ ‬يتلخّص‭ ‬في‭ ‬نسبة‭ ‬نموّ‭ ‬الناتج‭ ‬الداخلي‭ ‬الخام‭ ‬بـ‭ ‬2‭.‬4‭ ‬٪‭ ‬بعنوان‭ ‬سنة‭ ‬2022‭ ‬وهي‭ ‬نسبة‭ ‬أقل‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬النسبة‭ ‬المسجلة‭ ‬عام‭ ‬2021‭ (‬4.3٪‭).‬

ويتفاقم‭ ‬هذا‭ ‬العائق‭ ‬بالنظر‭ ‬الى‭ ‬المبالغ‭ ‬الضخمة‭ ‬التي‭ ‬يتوجب‭ ‬تسديدها‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬بعنوان‭ ‬ديون‭ ‬عمومية‭ ‬والتي‭ ‬قدرها‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬بـ‭ ‬3‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭. ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬تعيش‭ ‬البلاد‭ ‬منذ‭ ‬شهر‭ ‬جويلية‭ ‬2021‭ ‬حالة‭ ‬انسداد‭ ‬سياسي‭ ‬ومؤسساتي‭ ‬يعوق‭ ‬اية‭ ‬رؤية‭ ‬مستقبلية‭. ‬وهذا‭ ‬التطوّر‭ ‬السلبي‭ ‬يثير‭ ‬قلقا‭ ‬شديدا‭ ‬لدى‭ ‬شركاء‭ ‬تونس‭ ‬الرئيسيين‭.‬

فقد‭ ‬اعتبر‭ ‬جوزيب‭ ‬بوريل‭ ‬الممثل‭ ‬السامي‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬المكلف‭ ‬بالشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬والسياسة‭ ‬الأمنية‭ ‬يوم‭ ‬22‭ ‬مارس‭ ‬المنقضي‭ ‬ان‭ ‬الوضع‭ ‬بتونس‭ “‬بالغ‭ ‬الخطورة‭”. ‬وجاء‭ ‬تصريح‭ ‬بوريل‭ ‬بعد‭ ‬صدور‭ ‬قرار‭ ‬عن‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬قبل‭ ‬ستة‭ ‬أيام‭ ‬والذي‭ ‬صوّت‭ ‬على‭ ‬نص‭ ‬تضمن‭ ‬نبرة‭ ‬صارمة‭ ‬شددت‭ ‬على‭ “‬الانحرافات‭ ‬في‭ ‬ميدان‭ ‬الحريات‭ ‬والقمع‭ ‬المسلط‭ ‬على‭ ‬الصحافة‭ ‬والنقابات‭ ‬بتونس‭”.‬

أما‭ ‬رئيسة‭ ‬الوزراء‭ ‬الإيطالية‭ ‬فقد‭ ‬حذّرت‭ ‬من‭ “‬عجز‭ ‬عن‭ ‬تسديد‭ ‬الديون‭” ‬اذا‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬دعم‭ ‬تونس‭ ‬ماليا‭ ‬باعتبار‭ ‬ان‭ ‬أحد‭ ‬تداعيات‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬إيطاليا‭ ‬تعرضها‭ ‬لموجة‭ ‬كثيفة‭ ‬من‭ ‬المهاجرين‭ ‬غير‭ ‬النظاميين‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬تقرير‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬المفوضية‭ ‬الأممية‭ ‬العليا‭ ‬لشؤون‭ ‬اللاجئين‭ ‬أكد‭ ‬وصول‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬33000‭ ‬مهاجر‭ ‬ولاجئ‭ ‬الى‭ ‬التراب‭ ‬الإيطالي‭ ‬خلال‭ ‬الثلاثي‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬2023‭ ‬وأن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصفهم‭ ‬انطلقوا‭ ‬من‭ ‬تونس‭.‬

واشنطن‭ ‬عبّرت‭ ‬بدورها‭ ‬عن‭ ‬انشغال‭ ‬عميق‭ ‬دفع‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬انتوني‭ ‬بلينكن‭ ‬الى‭ ‬التحدث‭ ‬عن‭ ‬خطر‭ “‬انهيار‭ ‬اقتصاد‭ ‬تونس‭” ‬اذا‭ ‬لم‭ ‬يوقع‭ ‬البلد‭ ‬على‭ ‬اتفاق‭ ‬قرض‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭.‬

نداءاتهم‭ ‬الى‭ ‬ملازمة‭ ‬اليقظة

قد‭ ‬يكون‭ ‬الامر‭ ‬ضربا‭ ‬من‭ ‬ضروب‭ ‬الانتحار‭ ‬اذا‭ ‬لم‭ ‬نقدر‭ ‬هذه‭ ‬التحذيرات‭ ‬المتعاقبة‭ ‬حق‭ ‬قدرها‭. ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬رد‭ ‬الفعل‭ ‬الرسمي‭ ‬من‭ ‬تونس‭ ‬محدودا‭ ‬الى‭ ‬ابعد‭ ‬الحدود‭ ‬اذ‭ ‬اكتفت‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬ببلاغ‭ ‬وصف‭ ‬كلمات‭ ‬بوريل‭ ‬ب‭ “‬المتباينة‭”.‬

وفي‭ ‬الواقع‭ ‬يتقاطع‭ ‬التخوف‭ ‬الحقيقي‭ ‬الذي‭ ‬عبرت‭ ‬عنه‭ ‬اطراف‭ ‬خارجية‭ ‬حول‭ ‬امكانية‭ ‬انهيار‭ ‬الاستقرار‭ ‬بالبلاد‭ ‬وتبعا‭ ‬لذلك‭ ‬بكل‭ ‬المنطقة‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يصاحب‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬الضفة‭ ‬الجنوبية‭ ‬من‭ ‬القارة‭ ‬الاوروبية‭ ‬مع‭ ‬تحذيرات‭ ‬اطلقها‭ ‬عدة‭ ‬رجال‭ ‬اقتصاد‭ ‬تونسيين‭ ‬ومنظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭. ‬ذلك‭ ‬ان‭ ‬هؤلاء‭ ‬حذروا‭ ‬منذ‭ ‬اجراء‭ ‬استفتاء‭ ‬جويلية‭ ‬2022‭ ‬على‭ ‬الدستور‭ ‬الجديد‭ ‬من‭ ‬مشروع‭ ‬لرئيس‭ ‬الدولة‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬اعتبروه‭ ‬غامضا‭ ‬وخطيرا‭ ‬وخاليا‭ ‬تمام‭ ‬الخلو‭ ‬من‭ ‬أية‭ ‬رؤية‭ ‬اقتصادية‭.‬

لقد‭ ‬اقتنعت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بصحة‭ ‬ووجاهة‭ ‬النداءات‭ ‬الى‭ ‬ملازمة‭ ‬اليقظة‭ ‬خلال‭ ‬زيارة‭ ‬الرئيس‭ ‬التونسي‭ ‬الى‭ ‬واشنطن‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2022‭ ‬لدى‭ ‬انعقاد‭ ‬القمة‭ ‬الامريكية‭ -‬الافريقية‭ ‬الثانية‭.‬

ادركت‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬ادارة‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬ان‭ ‬سعيّد‭ ‬سيذهب‭ ‬الى‭ ‬اخر‭ ‬المطاف‭ ‬في‭ “‬مشروعه‭ ‬السياسي‭” ‬وانه‭ ‬ليس‭ ‬مستعدا‭ ‬للتخلي‭ ‬عن‭ ‬مشاعر‭ ‬حذر‭ ‬كبير‭ ‬ازاء‭ ‬الغرب‭ ‬وانكار‭ ‬كل‭ ‬عقلانية‭ ‬اقتصادية‭.‬

اما‭ ‬الاتحاد‭ ‬الاوروبي‭ ‬فان‭ ‬تورطه‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭ ‬بتونس‭ ‬مقترن‭ ‬بصفته‭ ‬الشريك‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والمالي‭ ‬الاول‭ ‬للبلاد‭ ‬يمنحه‭ ‬لعب‭ ‬دورا‭ ‬اساسيا‭ ‬كـ‭”‬مبلغ‭ ‬على‭ ‬الاخطار‭”. ‬فقد‭ ‬تأكد‭ ‬الاتحاد‭ ‬الاوروبي‭ ‬الان‭ ‬مرعوبا‭ ‬من‭ ‬ان‭ ‬البلد‭ ‬بات‭ ‬تائها‭ ‬اثر‭ ‬صدمات‭ ‬كبيرة‭ ‬عاشها‭ ‬منذ‭ ‬جانفي‭ ‬2011‭ ‬سنة‭ ‬الثورة‭ ‬بعدما‭ ‬تحول‭ ‬تفكّكه‭ ‬الى‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التضامن‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والتنكر‭ ‬للنموذج‭ ‬الغربي‭ ‬وتراجع‭ ‬ترتيبه‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭ ‬منذ‭ ‬2011‭. ‬ففي‭ ‬مارس‭ ‬2022‭ ‬صنفت‭ ‬وكالة‭ ‬فيتش‭ ‬رايتنغ‭ ‬تونس‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬خانة‭ ‬لبنان‭ ‬بما‭ ‬يعني‭ “‬بلدا‭ ‬ذا‭ ‬مخاطر‭ ‬عدم‭ ‬سداد‭ ‬ديونه‭”.‬

لم‭ ‬يدرج‭ ‬الاتحاد‭ ‬الاوروبي‭ ‬هذه‭ ‬المؤشرات‭ ‬الجديدة‭ ‬ضمن‭ ‬رؤيته‭ ‬لتونس‭ ‬لسببين‭. ‬ذلك‭ ‬انه‭ ‬تم‭ ‬تضليله‭ ‬برؤية‭ ‬مبتورة‭ ‬عن‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬الحقيقي‭ ‬بالبلاد‭ ‬من‭ ‬جهة‭. ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬اخرى‭ ‬لان‭ ‬الاتحاد‭ ‬الاوروبي‭ ‬اعتقد‭ ‬خطأ‭ ‬ان‭ ‬مقومات‭ ‬النمو‭ ‬التي‭ ‬يعتمدها‭ (‬السوق‭ ‬والديمقراطية‭ ‬والتكنولوجيا‭) ‬ستنتصر‭ ‬على‭ ‬القيم‭ ‬الجديدة‭ ‬الصاعدة‭ ‬بتونس‭ ‬والمتمثلة‭ ‬في‭ ‬البعد‭ ‬الديني‭ ‬والتضامن‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ورفض‭ ‬القيم‭ ‬الغربية‭.‬

في‭ ‬ضوء‭ ‬هذا‭ ‬التحليل‭ ‬نفهم‭ ‬مشاعر‭ ‬الهلع‭ ‬التي‭ ‬تملكت‭ ‬شركاء‭ ‬تونس‭ ‬وخصوصا‭ ‬منهم‭ ‬الاوروبيون‭ ‬امام‭ ‬وضع‭ ‬اصبح‭ ‬مأساويا‭ ‬وبات‭ ‬سؤالهم‭ : ‬ما‭ ‬العمل‭ ‬ازاء‭ ‬بلد‭ ‬يعيش‭ ‬ازمة‭ ‬اقتصادية‭ ‬ومالية‭ ‬خانقة‭ ‬ويبتعد‭ ‬سياسيا‭ ‬عن‭ ‬اوروبا‭ ‬ويهدد‭ ‬احتمال‭ ‬عجزه‭ ‬عن‭ ‬تسديد‭ ‬ديونه‭ ‬بحدوث‭ ‬ازمة‭ ‬هجرة‭ ‬نحو‭ ‬أوروبا؟‭.‬

انتقال‭ ‬طاقي

من‭ ‬المفروض‭ ‬ان‭ ‬تعتمد‭ ‬الاجابة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬على‭ ‬نظرة‭ ‬مشتركة‭ ‬للتحديات‭ ‬المستقبلية‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬تداعياتها‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬كبيرة‭. ‬وهكذا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬الانتقال‭ ‬الطاقي‭ ‬الذي‭ ‬يمثل‭ ‬راس‭ ‬حربة‭ ‬نشاط‭ ‬الاتحاد‭ ‬الاوروبي‭ ‬قطاعا‭ ‬اساسيا‭ ‬للدعم‭ ‬خصوصا‭ ‬ان‭ ‬تونس‭ ‬متأخرة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الصعيد‭ ‬تأخرا‭ ‬فاضحا‭ ‬وخطيرا‭. ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬بالذات‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬مساهمة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الاوروبي‭ ‬حاسمة‭ ‬عبر‭ ‬تحويل‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬ديون‭ ‬تونس‭ ‬الى‭ ‬استثمارات‭ ‬في‭ ‬حقل‭ ‬الانتقال‭ ‬البيئي‭.‬

وزيادة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬يمكن‭ ‬للاتحاد‭ ‬الاوروبي‭ ‬دمج‭ ‬العلامات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والمجتمعية‭ ‬بتونس‭ ‬في‭ ‬اطار‭ ‬مقاربة‭ ‬جديدة‭ ‬لاتفاق‭ ‬التبادل‭ ‬الحر‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تعليق‭ ‬المفاوضات‭ ‬بشانه‭ ‬باعتبار‭ ‬ان‭ ‬التوصل‭ ‬الى‭ ‬اتفاق‭ ‬جديد‭ ‬قد‭ ‬يمثل‭ ‬مساعدة‭ ‬مباشرة‭ ‬سياسية‭ ‬واقتصادية‭ ‬هامة‭ ‬للبلاد‭. ‬واخيرا‭ ‬يتوجب‭ ‬دراسة‭ ‬مشكل‭ ‬مُعقّد‭ ‬يتعلق‭ ‬بالكفاءات‭ ‬التي‭ ‬تغادر‭ ‬تونس‭ (‬مهندسون‭ ‬وأطباء‭) ‬للاقامة‭ ‬باوروبا‭ ‬وبالخصوص‭ ‬النظر‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬لـ‭ “‬الخسارة‭ ‬الواضحة‭” ‬التي‭ ‬يمثلها‭ ‬ذلك‭ ‬بالنسبة‭ ‬لتونس‭ ‬والتي‭ ‬تتحول‭ ‬الى‭ “‬ربح‭ ‬صاف‭” ‬لبلدان‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭.‬

من‭ ‬شأن‭ ‬هذه‭ ‬الدعائم‭ ‬الجديدة‭ ‬لرؤية‭ ‬تعاون‭ ‬أوروبي‭ – ‬تونسي‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬متقلب‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المستويات‭ ‬توثيق‭ ‬الروابط‭ ‬بين‭ ‬الشريكين‭ ‬وتجاوز‭ ‬دور‭ ‬حارس‭ ‬الحدود‭ ‬الذي‭ ‬حدده‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬لتونس‭ ‬التي‭ ‬وجدت‭ ‬نفسها‭ ‬مكلفة‭ ‬بالتصدي‭ ‬لموجات‭ ‬تدفّق‭ ‬المهاجرين‭ ‬غير‭ ‬الشرعيين‭ ‬على‭ ‬أوروبا‭. ‬لا‭ ‬نريد‭ ‬ان‭ ‬نكون‭ ‬حراس‭ ‬اوروبا‭ ‬من‭ ‬موجات‭ ‬الهجرة‭ ‬وانما‭ ‬بناء‭ ‬مستقبل‭ ‬مشترك‭ ‬معها‭ ‬وبناء‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬الشريكين‭ ‬بناء‭ ‬عقد‭ ‬جديد‭ ‬بينهما‭.‬

كما‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬مراجعة‭ ‬شبكات‭ ‬قراءة‭ ‬اسس‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬اذ‭ ‬يتوجب‭ ‬على‭ ‬الاتحاد‭ ‬الاوروبي‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬المقاربة‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ “‬ايديولوجيا‭ ‬العلم‭ ‬والتقنية‭” ‬حسب‭ ‬كلمات‭ ‬الفيلسوف‭ ‬الالماني‭ ‬يورغن‭ ‬هابرماس‭.‬

اما‭ ‬بالنسبة‭ ‬لتونس‭ ‬فيتوجب‭ ‬عليها‭ ‬التسلح‭ ‬بالرؤية‭ ‬والعزيمة‭ ‬الضروريتين‭ ‬للالتحام‭ ‬بشريك‭ ‬تاريخي‭ ‬هو‭ ‬اوروبا‭ ‬لمحاولة‭ ‬ايجاد‭ ‬حلول‭ ‬لتحديين‭ ‬هائلين‭ ‬تواجههما‭ : ‬الانتقال‭ ‬البيئي‭ ‬واجتثاث‭ ‬اقتصاد‭ ‬الريع‭ ‬الذي‭ ‬يلتهم‭ ‬مقدرات‭ ‬نموها‭.‬

*نشر بأسبوعية “الشارع المغاربي” الصادرة بتاريخ الثلاثاء 16 ماي 2023


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING