الشارع المغاربي – “لوفيغارو”: السعودية أصبحت مثل عراق صدّام... ووليّ العهد مُحاصر بالعداوات

“لوفيغارو”: السعودية أصبحت مثل عراق صدّام… ووليّ العهد مُحاصر بالعداوات

1 فبراير، 2019

الشارع المغاربي-وكالات: قالت صحيفة ‘‘لوفيغارو’’ الفرنسية “في عددها الصادر اليوم الجمعة 1 فيفري 2019 إن ابعاد قضية جمال خاشقجي كانت كارثية بالنسبة للمملكة العربية السعودية وولي عهدها وللعائلة المالكة بأكملها”، مؤكدةً  نقلاً عن مصدر قالت إنه رفيع ومن قلب دوائر القرار السعودي – أن هذه القضية” أضعفت كثيراً محمد بن سلمان (MBS) وجعلت مصيره غير مؤكد، في بلد يدفع فيه الخوف إلى الصمت”.

وحسب الصحيفة قال المسؤول الرفيع: ‘‘محمد بن سلمان وعد بالكثير، غير أنه فشل تقريباً في كل شيء، بما في ذلك حربه على الحوثيين في اليمن والحصار الذي فرضه غلى دولة قطر. كما أن السعوديين الذين كانوا ينتظرون تقدماً في مجال السكن والصحة، لم يروا أية نتائج ملموسة على أرض الواقع. وحتى العديد من الشباب الذين أيدوا إصلاحاته في البداية- بما في ذلك النساء، اللواتي تم ايقاف وتعذيب بعضهن – فقد أصبحوا ينتقدون سياساته. لكن لا أحد يجرؤ على الكلام.. فالسعودية أضحت كعراق صدام حسين’’.

واضافت ‘لوفيغارو’’ في تقريرها “في مطارات العاصمة الرياض ومدينة جدة الساحلية، توجد عشرات الطائرات الخاصة التي لم يعد باستطاعة أصحابها مغادرة الممكلة مع وضع سوار إلكتروني في أرجل بعضهم ومرافقة رجال الشرطة بعضهم الاخر خلال تحركاتهم داخل الممكلة. وفي هذه الأثناء – لايزال أمراء آخرون أو رجال أعمال أقوياء، في باريس أو لندن ويرفضون العودة إلى الأراضي السعودية، خوفاً من القبض عليهم، مثلما حصل مع مئات الشخصيات الذين تم احتجازهم لعدة أشهر في فندق ريتز كارلتون في الرياض نهاية عام 2017، اجتجاجا تميز احيانا بالضرب”.

وتابعت الصحيفة :”غير أنه، منذ عملية التطهير الواسعة – غير المسبوقة في بلد اعتاد على التوافق بين العشائر الأميرية -لم يعد رجال الأعمال يريدون الاستثمار في بلادهم. أما بالنسبة للشركات الأجنبية فإنها تنتظر وسط تردد كبير. وهنا تبدأ مشاكل محمد بن سلمان. ‘‘فخلال حرب الخليج الثانية عام 1991 ورغم سقوط صواريخ سكود على الرياض،  فإن الأموال السعودية لم تغادر المملكة. لكنه منذ عام، أخرج العديد من السعوديين أموالهم من البلاد، بعد فقدانهم الثقة في بن سلمان’’، كما يقول المصدر السعودي، معتبراً أن عودة الثقة مرهونة بمعرفة رجال الأعمال السعوديين، ما إذا كان بن سلمان سَيُغير فعلاً طريقته في الحُكم”.

وحسب تقرير الصحيفة” رفضت واشنطن تعين خالد بن سلمان وزيراً للخارجية لتورطه مع أخيه في قضية خاشقجي. ونقلت ‘لوفيغارو’’ عن دبلوماسي مقرب من دوائر القرار في الممكلة، أن بن سلمان قويٌ ومعزولٌ في نفس الوقت داخل الأسرة الحاكمة، والملك الوالد سلمان بن عبد العزيز أخذ بعين الاعتبار هذا المعطى والعداوات الكثيرة ضد ابنه داخل عائلة آل سعود. ومن أجل تهدئة العائلة الحاكمة، قام الملك بــ‘‘تأطير’’ ولي العهد. وفي هذا السياق، أعطى ضمانات لأخيه الأصغر الأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود (76عاماً) الذي وافق على العودة إلى السعودية من شبه المنفى في لندن. كما أن التعيينات الأخيرة، بما في ذلك تعيين إبراهيم العساف وزيراً للخارجية ومساعد بن محمد العيبان مستشارا للأمن الوطني، تُبين رغبة الملك في إعادة الثقة في بعض المخضرمين، المقربين من حاشية الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز…ووفق نفس المصدر السعودي سالف الذّكر فإن : هــناك رغبة في تقليص صلاحيات محمد بن سلمان، بما في ذلك بالنسبة للملفّين السوري واليمني اللّذين أصبحا تقريباً على طاولة مساعد بن محمد العيبان’’ أما بالنسبة لشقيقه الأصغر خالد بن سلمان – السفير السابق لدى الولايات المتحدة – فيلعب أيضاً دوراً متزايداً في الدبلوماسية السعودية. لكن واشنطن التي تعتبرُه متورطاً في جريمة اغتيال جمال خاشقجي، لم تكن تريدُه كوزير للخارجية. وبالتالي فإن محمد بن سلمان بات يركز على القضايا المحلية والاجتماعية والاقتصادية، بقرار من والده”.

ويمضي تقرير ‘لوفيغارو’’ قائلا”مصير بن سلمان مرهون بقرار البيت الأبيض، وإذا لم يفز ترامب في 2020 فمستقبله على المحك” ناقلا عن دبلوماسي فرنسي آخر، قوله إن ‘‘محمد بن سلمان ارتكب خطأ اختيار الأصدقاء ومع أنه كان بحاجة إلى محترفين ذوي خبرة وحتى وإن كانت السلطات الرئيسية مازالت في قبضته، فأن التغييرات المتكررة على رأس جهاز الحرس الوطني تظهر أن الجميع لا يسير في نفس الاتجاه. فالحرس الوطني، هو جيش القبائل الذي لا غنى عنه لأمن الحدود، وقد اشتكا بعض هذه القبائل، على غرار: قبائل عتيبة وعنزة وبني عوف و النوان وغامد وبني جيزان وبني هلال، من اعتقال بعض أفرادها وسحب بعض الامتيازات التي تم الحصول عليها كمكافأة على ولائهم لآل سعود’’، مثلما يظهر في مذكرة دبلوماسية فرنسية’’.

إلى جانب ذلك، رأت ‘‘لوفيغارو’’ أن الملك سلمان – (82عاماً) – سيدعم على الأرجح ابنه محمد حتى آخر نفس. اضافة إلى أن الابن الوريث يمتلك ورقة أخرى رابحة: ليس لديه منافس، بل إنه نجح في التفاوض على دعم بعض الأمراء مقابل تعيين أبنائهم في وظائف سامية.

لكن المشكل الرئيسي الآخر الذي يواجهه ولي العهد السعودي حسب الصحيفة هو أن ‘‘صورته باتت سيئة في أوروبا وكارثية في الولايات المتحدة. إلا أن الكلمة الأخيرة ستكون للبيت الأبيض: إذا لم يفز ترامب في عام 2020، فإن الرئيس الأمريكي الجديد سيعارض أن يتولى محمد بن سلمان العرش’’، وفق المسؤول السعودي سالف الذكر.

وخلصت الصحيفة إلى أن”عدم الاستقرار في السعودية، بات يقلق حتى جيرانها، خاصة حليفتها الإمارات، التي راهنت على بن سلمان، وباتوا اليوم يتساءلون : هل سيصلُ حليفهم إلى عرش المملكة؟.وهذا الرأي يشاطره العديد من الخبراء. ويبدو دعم البيت الأبيض حالياً للرياض هشاً. فمع أن دونالد ترامب بحاجة إلى بن سلمان في حملته على إيران ومن أجل هضم العرب خطته للسلام الإسرائيلي- الفلسطيني (صفقة القرن)، فأن تأخر الصفقات التي وعد بها بن سلمان قد يقود إلى نفاد صبر ترامب. فخلال زيارة الرئيس الأمريكي إلى الرياض في ماي 2017، وعده ولي العهد السعودي بعقود بمئات المليارات من الدولار. غير أنه وبعد مرور أكثر من عام ونصف، بلغت العقود الموقعة 14 مليار دولار فقط. وبعد القرار الأمريكي بوقف تزويد مقاتلات التحالف في اليمن بالوقود، تحولت الرياض إلى ‘‘إيرباص’’ لطلب A-330. ولكن في ظل المناخ الخبيث لجريمة اغتيال خاشقجي، فإن الشركة الأوروبية لاتستعجل بيع أجهزتها إلى الممكلة العربية السعودية”.

وختمت ‘لوفيغارو’’بالقول “وبين هذا وذاك، انتهى المطاف بأن ساد جو من عدم الثقة داخل كامل عائلة آل سعود الحاكمة متسائلة “فإذا اختفى الملك سلمان في الأشهر القليلة القادمة، ماذا ستفعل عائلة آل سعود؟ هل سيجتمع محمد بن سلمان بهيئة البيعة التي تجاهلها عند ما أزاح ابن عمه الأمير محمد بن نايف من ولاية العهد في عام 2015؟…بعد  تعرضه لمحاولة انقلاب، تعاقد بن سلمان مع حراس خاصين من شركة الأمن الأمريكية السابقة “بلاكووتر” غير أن   بن سلمان لا يجهل أبداً ما حصل مع عمه الملك فيصل، الذي قتله أخوه عام 1975 ….فهل سيتغير من أجل البقاء؟”.

 


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING