الشارع المغاربي – مختار التليلي: أحنّ للعهد القديم.. وتدخّلت لدى بعض الأندية لتعيين الحكّام

مختار التليلي: أحنّ للعهد القديم.. وتدخّلت لدى بعض الأندية لتعيين الحكّام

قسم الرياضة

19 أبريل، 2019

الشارع المغاربي – قسم الرياضة : يعتبر المدرّب العجوز مختار التليلي شاهدا على العصر كونه ظلّ لسنوات طويلة ثابتا في المشهد الرياضي في تونس بفضل تصريحاته المثيرة ومواقفه الفريدة وخاصة علاقاته المتشابكة مع مكونّات عائلة كرة القدم التونسية.

عن المستجدات الأخيرة التي تعرفها كرة القدم التونسية وعن الترجي والمنتخب وبعض الوجوه الرياضية الفاعلة في الكرة التونسية وعن التطورات الأخيرة التي تشهدها الساحة السياسية تحدّث “المخّ” لـ”الشارع المغاربي” في هذا الحوار الذي راوح بين الماضي والحاضر.

– بعيدا عن الظهور الاعلامي هل انتهت مسيرة “المخ” الرياضية ؟

لا… أنا موجود وعلى العهد دائما.. انشغلت منذ أكثر من سنة ونصف بمركز تكوين النخبة ببرج السدرية الذي التهم كلّ وقتي… أنا مدير مركز التكوين وأحاول قدر الامكان توظيف خبراتي لتخريج جيل جديد من الطاقات الشابة والموهوبة… لدينا بعض المواهب التي نرجو أن تجد من يصقلها وخاصة يحميها في المستقبل.

– تعيينك كمدير لمركز تكوين برج السدرية هو هديّة من وديع الجريء نظير الخدمات الجليلة التي قدمها مختار التليلي ؟

أوّلا هذا استحقاق وسجلّي ومسيرتي الرياضية تشفعان لي بأن أكون مديرا لهذا المركز. ثانيا لو كان الجريء يريد مكافأتي مثلما يروّج البعض لكان عيّنني  على رأس الادارة الفنّية للجامعة التونسية لكرة القدم.

– ولماذا لم يقع تعيينك كمدير فنّي للجامعة ؟

اسأل الجريء… بعض الذين تداولوا على هذه الخطّة أنا من كوّنتهم و “ردّيتهم عباد”… أنا أتفهم الجريء وأعرف لماذا لم يفكّر فيّ وذلك حتى لا يقولوا انهم يقتسمون “خبزة القاطو”.

– خلافك مع يوسف الزواوي سببه الادارة الفنيّة ؟

لا أبدا… هذا الشخص لا يريد أن يفهم أن زمننا انتهى وأن الفرصة الآن للكفاءات والطاقات الشابة… هو يريد أن يدرّب وأن يكون مسؤولا وأن يبقى رغم الشيب في الملاعب وهذا خطأ… لقد انتهى زمننا ولنترك المشعل لغيرنا لكنه لم يفهم والنتيجة فشل وراء فشل وآخرها تجربته مع النادي البنزرتي… الفريق كان في قمة عنفوانه وبوصول الزواوي تحطّم كلّ شيء.

– مختار التليلي يمثّل الحرس القدم لكرة القدم التونسية والحرس القديم في تونس لا يقبل النقد ولا يعرف الخروج من الباب الكبير؟

غير صحيح… أنا أٌتقبل النقد والنصح ولكني ضدّ “التكمبين” والمؤامرات… حصل اجتماع مهمّ لاختيار المدرّب الوطني وتمّ تغييب الشبّان واقتصر الأمر على حضور المدربين القدامى والمدراء الفنيين من الأسماء الهرمة وهي “العبد لله” ويوسف الزواوي والفاشل الكبير مراد محجوب وقد رفضت هذا التوجّه.

– لم كلّ هذه القسوة على مراد محجوب ؟

لأنّه ناكر للجميل وفاشل ولا يصلح لأن يكون مدرّبا.. وللتاريخ أنا من جعلته مدرّب كرة قدم وهو الذي كان اختصاصه الكرة الطائرة وللأمانة لقد خالفت القانون عندما سمحت له باجتياز امتحان الحصول على ديبلوم التدريب.

– خالفت القانون وتعترف بذلك وفي المقابل تطالب بمحاسبة الوزير السابق طارق ذياب على نفس الفعلة ؟

(ضاحكا) الأمر مختلف تماما … أنا خالفت القانون في عام 1980

– هل ما زلت مصرّا على أن طارق ذياب خالف القانون عندما منح خالد بن يحيى الديبلوم ؟

بطبيعة الحال… وسأفاجئك بشيء… لقد جهّزت عريضة ضدّه لتقديمها الى الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد… هذا فساد رياضي ووجب محاسبته والقضاء عليه. سأوضّح هذه النقطة للمرّة الألف والأخيرة السيّد خالد بن يحيى لم يجلس ولو دقيقة واحدة على كرسي ويملك ديبلوم “كاف أ”…

– لم كلّ هذا الاصرار على ملاحقة طارق وبن يحيى ولماذا هذا الصراع الأزلي بينكم  فهل هذا الفساد الوحيد في تونس ؟

لأنهما شكّلا عصابة ضدّي وحاولا تحطيمي وحاولا دائما تكذيبي… والقصة عادت للواجهة عندما اعترفت بتقصيري وبمساهمتي في الفساد واستعرضت كذلك قضية بن يحيى لكن الأمر تحوّل بعدها الى قضيّة شخصية وحرب معلنة وأنا لها…

– لنقفل قوس المعارك الشخصية للمخ ونتحدث قليلا عن كرة القدم ونبدأ من آخر حدث يهمّ كرة القدم التونسية ونعني نهائيات كأس الأمم الافريقية… ما هو تعليقك على القرعة ؟

في المتناول… علينا تجهيز منتخبنا ليكون أوّل مجموعته وعلينا الحذر من  المنتخب المالي ولكن في الحقيقة هناك تباين كبير في الامكانات بين المنتخب التونسي وبقية المنتخبات. وبالنسبة لحظوظنا أو لنقل أهدافنا من هذه المشاركة هي الوصول الى المربّع الذهبي خاصة أن النهائيات ستلعب في مصر ونحن نعرف جيدا الكواليس هناك وكذلك قوّة المنتخبات المشاركة.

– وماذا عن مدرّب المنتخب ألان جيراس ؟

اختيار موفّق وهو ليس الأفضل ولكنه من بين أفضل الاسماء المتاحة… مسيرة ناجحة وسيرة ذاتية تشفع له بأن يكون على رأس المنتخب التونسي.

– نتحدّث عن جمعيّتك الترجي الرياضي التونسي خاصة أنه عام المائوية…كيف تقيّم مسيرة الفريق ؟

الترجي في أزهى فتراته على الاطلاق… لم يسبق أن شاهدت الفريق يلعب 9 مباريات في البطولة التونسية بالتشكيلة الاحتياطية ويحقق الانتصارات المتتالية. طريقة تسيير الجمعية موفقة وممتازة.

– إذا تعتبر المدرّب معين الشعباني رجل المرحلة في الفريق ؟

بطبيعة الحال… بقطع النظر عن التشخيص والاسماء معين الشعباني هو مستقبل التدريب في تونس وليس في الترجي فقط. وعلى الذين يشوّشون على الرجل الانتظار كثيرا لانه يلتهم الانتصارات أكثر من التهام الكلمات.

– الترجي يملك حاليا ملامح البطل؟

في تونس الأمور محسومة… الترجي هو البطل وكرويا هو أفضل وأقوى من كلّ منافسيه على جميع الأصعدة ولا مقارنة بين الترجي وبين البقيّة رغم المردود المحترم الذي يقدمه النادي الصفاقسي والنجم الساحلي.

– وماذا عن النادي الافريقي ؟

له مدرّب ممتاز ولكن للأسف لا يمكنه أن يحقّق أفضل من هذه النتائج لأن الفريق يضمّ بعض اللاعبين المفلسين كرويا… والنادي الافريقي يبقى دائما كبيرا وشامخا مهما حصل.

– مختار التليلي شاهد على العصر فهل تخفي في صدرك بعض الحقائق الصادمة عن كرة القدم التونسية ؟

انتظروا كتابي القادم والذي سيكشف عديد الحقائق والمفاجآت… هو جاهز الآن وفي مرحلة الطباعة.

– سيكون أسودا كسواد كتاب الرئيس السابق محمد المنصف المرزوقي أو فيه بعض البياض ؟

“كلوّ أسود”… وستكون فيه كلّ خفايا وكواليس الكرة التونسية…

– حسب رأي “المخّ” من هو أفضل مدرّب في تاريخ كرة القدم التونسية ؟

التاريخ ينقسم الى قسمين.. أندية ومنتخبات… على مستوى المنتخبات فالأفضل على مرّ التاريخ هما عبد المجيد الشتالي وعامر حيزم وعلى مستوى الأندية ليس لدينا أفضل من نبيل معلول وفوزي البنزرتي. وبحكم أن معلول فاز برابطة الأبطال الافريقية فهو الأفضل.

– أحسن رئيس جامعة كرة قدم ؟

وديع الجريء…

– لأنه صديقك ؟

لا أبدا… التقييمات تكون وفق النتائج والأرقام… في عهدة الجريء تونس  ترشحت الى نهائيات كأس العالم… الجريء شيّد مركّبا كاملا للمنتخب وحقّق عديد المكاسب والانجازات للكرة التونسية على مستوى البنية التحتية وبصدد تركيز نزل خاص بالمنتخب.. كما حدّث الادارة وقام بتكوين إمبراطورية في الكرة التونسية.

– شيّد لنفسه منظومة كذلك مثلما يردّد البعض ؟

كل الرؤساء سواء في الأندية أو في الجامعات لهم منظومات خاصة بهم ويكذب من يقول عكس ذلك… الجريء أفضل رئيس جامعة على مرّ التاريخ وهو فريد في عالم التسيير الرياضي وخاصة في مسألة التمويل الذاتي وأرقامه تغني عن التعليق.

– البعض يقول كذلك إن في عهده كثرت الجهويات والمشاكل ومهازل التحكيم ؟

في التحكيم كنّا مقصيّين من المواعيد الكبيرة وكنّا بعيدا على الساحة الافريقية ولكننا اليوم عدنا الى الواجهة وأًصبح التحكيم التونسي حاضرا بقوّة فكيف تكون لنا شبهات في التحكيم التونسي ونكون محلّ ثقة الاتحاد الافريقي لكرة القدم وهذا يحسب للجريء أيضا. وللتاريخ رؤساء الجامعات في السابق كانوا يتلقون التعليمات من رؤساء الأندية لتعيين الحكام بشهادتي أنا وبحضوري. ليرتاح قلبك لقد تدخلت سابقا شخصيا لدى بعض الأندية الكبيرة لتعيين الحكام لذلك لا فائدة من المزايدة اليوم على وديع الجريء. كان هذا يحصل في العهد القديم ذلك العهد الجميل.

– هل تحنّ لذلك العهد؟

نعم بطبيعة الحال على الاقّل كنّا ننعم بالأمن والأمان وبالنظافة ولا نخشى على أحبّتنا من العنف والبراكاجات والأزمات.

– سيقال عنك أنك زلم ؟

أنا زلم وأفتخر…وأنا من اليوم جندي من جنود عبير موسي.

– سنعود لهذا القوس الشيّق ولكن دعنا نواصل أسئلتنا البرقية… من هو أفضل وزير رياضة ؟

اثنان… فؤاد المبزّع وعبد الرحيم الزواري

– أفضل رئيس جمعية ؟

حمدي المدّب…بالنتائج والانجازات وبكلّ الأرقام التي يمكن تصنيفها.

– أفضل مسيّر رياضي ؟

رياض بنور لأنه أكثر مسؤول متوّج في كرة القدم التونسية.

– أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم التونسية ؟

دون أدنى شكّ هو طارق ذياب.

– أسوأ اسم بالنسبة لمختار التليلي ؟

هم كثر… لكن أسوأهم هو مراد محجوب… هو ناكر للجميل وهو أسوأ كثيرا ممّا تظنون… في عام 1978 تسبّب محجوب في خسارة أواسط الترجي بالغياب بسبب تحريضه اللاعبين على الاضراب لأنه لم يتحصّل على جرايته وهذه من الحقائق التي لا يعرفها الناس على هذا الشخص. لقد خالفت القانون لأجله لكنه لم يكن في المستوى وقد شوّه سمعتي في دول الخليج وحرمني من خوض عديد التجارب التدريبية هناك واضافة الى ذلك هو مدرّب فاشل بدليل تجاربه التدريبية ووقع طرده من كلّ الفرق التي درّبها ويكفي الى هنا.

– شكري الواعر فرّج الله كربه قال إن محجوب أفضل مدرّب في تونس ؟

وهل تدرّب شكري عند محجوب؟ رجاء لنقفل هذا القوس لا أريد كشف عديد الأشياء احتراما للأشخاص.

– كيف ترى مستقبل الترجي بعد حمدي المدّب ؟

للأسف ليس لنا مسؤولون في مستوى وقيمة حمدي المدّب والترجي مستقبلا لن يجد شخصا يعادل المدّب لأنّ هذا النوع من الرجال نادر ولن تعثر عليه بسهولة.  أخاف على مستقبل الترجي بعد رحيل حمدي المدبّ لأنه لا يمكن سدّ الفراغ الذي سيتركه على مستوى التسيير وكذلك على مستوى الامكانات المادية وأيضا حبّه وتعلّقه بالجمعية. الترجي سيتعب كثيرا كثيرا. في السابق قلنا إن الترجي لن يقدر على تعويض رحيل حسان بلخوجة ولكن جاء بعده رجال كثر منهم شيبوب الذي بنى الترجي ولكن حمدي المدّب حوّل الترجي الى امبراطورية وتعويضه صعب جدا.

– لنعد الآن الى عبير موسي ما الذي جعلك “تقلب الفيستة” مجدّدا وتختار الاصطفاف وراءها بعد أن كنت “ابن الباجي” مثلما قلت في وقت سابق؟

لأنها تملك طريقا واضحا وهدفا واضحا…هي ستضع جميعا “السراق والارهابيين” في السجن. وبالنسبة للباجي لقد انتهت الصفحة نهائيا والنداء لم يعد يمثلني لأنه تمزّق وتلاشى…سأنخرط في حزب عبير موسي وأصوّت لها في الانتخابات القادمة وأدعو التونسيين شعبا وأحزابا الى الالتفاف حولها لإنقاذ تونس .

– لو كنت صاحب السلطة في تونس ما هو القرار المصيري الذي يمكن أن تتخذّه ويهم كلّ التونسيين؟

(ضاحكا)…لست في موقع سلطة ولا يمكنني اتخاذ أيّة قرارات… دعني وشأني واتركني في عالم الرياضة لأنّ ميدان السياسية مليء بالألغام.


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING