الشارع المغاربي: انتقد حسين الرحيلي المختص في التنمية اليوم الاثنين 25 سبتمبر 2023 تقسيم البلاد الى اقاليم معتبرا انه قرار انتخابي ومشروع سياسي اكثر منه اقتصادي واجتماعي.

وقال الرحيلي في مداخلة على اذاعة “اكسبراس اف ام”:” نظريا الاقليم ليس مجرد تقسيم اجرائي ولما سمعت بالتقسيم استغربت لاني اعتبر ان التقسيم في هذه اللحظة هو تقسيم انتخابي ولن يكون له تأثير على التقسيم الاداري الرسمي فليس للاقاليم مقرات وانا لا احكم على النوايا ولكن على ما ورد في الوثائق وكذلك نرى ان تقسيمنا في تونس دائما امني ففي مصر توجد 27 ولاية و7 اقاليم وهناك محافظة اسمها الوادي الجديد تمسح 3 مرات مساحة تونس وللجزائر التي تقدر مساحتها بـ13 مرة مساحة تونس 50 ولاية … والهدف الاخير هو انتخاب الغرفة الثانية حتى نكون متناسقين مع الدستور… هو تقسيم انتخابي لا اكثر ولا اقل ولن يكون له تاثير على التقسيم الاداري الرسمي …والفكرة ظهرت سنة 2011 وقبل 14 جانفي لم تكن مطروحة ثم بدا الحديث عن 7 اقاليم ولكل اقليم واجهة بحرية وهذا يعود للفكرة السائدة منذ الستينات والمتأثرة ببورقيبة ومفادها ان التنمية مرتبطة بالبحر ..”

واضاف “التقسيم لم يغير شيئا ثم اننا جمعنا افقر الولايات مع اغناها واتصور انهم ستساهم في جرها الى الوراء وليس العكس والاقليم ليس له اي تاثير باعتبار ان المجلس الجهوي مازال قائما ومركز القرار لم يتغير والتقسيم الى اقاليم واعتماد نظام لامركزي ونظام فيدرالي هو اضعاف للسلطة المركزية ومنح صلاحيات للاقاليم والجهات لتتمكن من العمل واليوم في تونس هذا غير موجود … “

وتابع “النقطة الثانية هو اننا نرى ان عملية التجميع غير طبيعية وغير منطقية ونحن دائما ننظر الى الشمال الغربي كوحدة لها مكونات التنمية ولها مناطق جميلة وفلاحة وموارد مائية وامكانات السياحة البيئية فلماذا لا اضعها مع بعضها البعض ونضخ كل الامكانات؟ فالكاف وجندوبة اقرب لبعضهما البعض فلماذا اجلب سوسة وسليانة اللذين يبعدان 220 كلم ؟ والقصرين من المفروض انها اقرب الى صفاقس واكثر التقاء معها من سوسة ..كذلك التجميع جعل ثلثي سكان تونس في اقليمين و80 بالمائة من الثروة في اقليمين ابينا او كرهنا و80 بالمائة من البنى التحتية والطرقات السيارة والموانىء ايضا في ظل وضع اقتصادي يتسم بالانكماش …من المفروض ان باتي تقسيم الاقاليم في اطار دراسة وحركة تشاورية ودراسات ونقاشات بمشاركة كل الاطراف اما هذا فهو قرار انتخابي اذ لدينا موعد الانتخابات الرئاسية سنة 2024 ومن غير المعقول ان نبلغ هذا الموعد دون ارساء الغرفة الثانية للبرلمان وبالتالي فالمشروع سياسي اكثر منه اقتصادي واجتماعي ….”

وختم الرحيلي بالقول”يجب ان يكون التقسيم مبنيا على مجموعة من المؤشرات والمعطيات والتقسيم الجغرافي فالاقاليم هي وحدات جغرافية تنموية …وانا اتصور اننا لو جمعنا مثلا قابس وقبلي وتوزر وقفصة ضمن اقليم واحد لكان الامر افضل باعتبار خصوصياتها المشتركة التي يمكن ان تخلق تنمية …التقسيم الحالي لا يستقيم باعتبار اننا لم نراع شروط التاريخ والجغرافيا والفرنسي ديغول يقول ان الجغرافيا تصنع التاريخ وليس العكس .”

يشار الى ان الرائد الرسمي الصادر يوم الجمعة 22 سبتمبر الجاري تضمن امرا رئاسيا يقضي بتقسيم البلاد الى 5 اقاليم ترابية وذلك لاول مرة في تاريخ تونس.

ونص الفصل الاول من الامر الرئاسي المؤرخ بيوم 21 سبتمبر الجاري على ان تراب الجمهورية يتكون من خمسة اقاليم وعلى ان حدودها تضبط على النحو التالي:

ـ الإقليم الأول ويضمّ ولايات بنزرت وباجة وجندوبة والكاف.

ـ الإقليم الثاني ويضمّ ولايات تونس وأريانة وبن عروس وزغوان ومنّوبة ونابل.

ـ الإقليم الثالث ويضم ّولايات سليانة وسوسة والقصرين والقيروان والمنستير والمهدية.

ـ الإقليم الرابع ويضمّ ولايات توزر وسيدي بوزيد وصفاقس وقفصة.

ـ الإقليم الخامس ويضمّ ولايات تطاوين وقابس وقبلي ومدنين.