الشارع المغاربي – المذيوب في رسالة لسيناتور أمريكي: تونس تواجه القذافي للمرة الثالثة في تاريخها والبحيري يشكو من برد شديد ووحدة قاتلة ومرض خطير

المذيوب في رسالة لسيناتور أمريكي: تونس تواجه القذافي للمرة الثالثة في تاريخها والبحيري يشكو من برد شديد ووحدة قاتلة ومرض خطير

قسم الأخبار

4 يناير، 2022

الشارع المغاربي: راسل ماهر المذيوب القيادي في حركة النهضة ومساعد رئيس مجلس نواب الشعب المجمدة أشغاله كريس مورفي السيناتور ورئيس اللجنة الفرعية للعلاقات الخارجية وعضو مجلس الشيوخ الامريكي حول وضعية القيادي بالحركة نور الدين البحيري واضراب الجوع الذي يخوضه عدد من النواب والشخصيات السياسية المدنية مشبها رئيس الجمهورية قيس سعيد بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي .

واعتبر مذيوب أن مكتسبات العشرية الأخيرة من الحريات تتلاشى يوما بعد يوم مؤكدا انه ” لا سلام في المنطقة ولا مستقبل للديمقراطية في أفريقيا، اذا انهارت تونس او أصبحت دولة فاشلة ” متسائلا كيف يمكن لأية إدارة او صديق لتونس ان يقدم ضمانات لأية اصلاحات تفتقد للشرعية الانتخابية؟.

وجاء في رسالة مذيوب التي نشرها بصفحته على موقع “فايسبوك” :”من النائب ماهر المذيوب :مساعد رئيس مجلس نواب الشعب بالجمهورية التونسية الى السيناتور كريس ميرفي رئيس اللجنة الفرعية للعلاقات الخارجية عضو مجلس الشيوخ بالولايات المتحدة الأمريكية… جهودكم مقدرة ومسؤوليتكم عظيمة،،،لكن لا سلام في المنطقة ولا مستقبل للديمقراطية في أفريقيا، اذا انهارت او أصبحت تونس دولة فاشلة. أما بعد اهدائكم أطيب التحيات واخلص التهاني بمناسبة الأعياد والسنة الجديدة اعادها الله عليكم وعلى الشعب الأمريكي الصديق بالخير والصحة والسلام وإذ اجدد لسعادتكم ولكل الديمقراطيين في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم عميق تقديرنا لجهودكم العظيمة والمخلصة من أجل دعم الانتقال الديمقراطي في بلادنا تونس والحرص على ان يبقى النموذج التونسي القائم على الحوار والتوافق والبحث عن الحلول الخلاّقة في هذه الأيام العصيبة بالمنطقة وللبشرية جمعاء. سعادة السيناتور المحترم نعتز كثيرا في تونس ، بان بلادنا كانت من اول الدول التي اعترفت بقيام الولايات المتحدة الأمريكية قبل أكثر من 200 عاما ، عرفت علاقاتنا منعطفات وتحديات ولكنها صمدت بقوة أمام كل الانواء والتقلبات، لأنها بنيت على القيم، قيمنا المشتركة في الحرية والتضامن بين شعوب العالم الحر”.

وأضاف “قدمت بلادكم دعما ماليا واقتصاديا ودبلوماسيا مهما ومثمنا بقوة منذ قيام ثورتتا السلمية في 14 جانفي 2011 وآمنت بلادكم ومؤسساتكم المنتخبة ومجتمعكم المدني بشدة وساندت الانتقال الديمقراطي في تونس كنموذج قائم على حق الاختلاف والحوار وضرب أسس الإرهاب ودعم مقومات التنمية المستدامة. كان لشخصكم الكريم وثلة من زملائكم في مجلسي الشيوخ والنواب وزوايا الإدارة الأمريكية، مواقف مشرفة ، لن ننساها ابدا، ولن تسقط مطلقا من ذاكرة الشعب التونسي في مساندة تطلعاته المشروعة من أجل حقه في العيش بسلام في بلد حر وديمقراطي ، خاصة بعد الانقلاب الذي أقدم عليه قيس سعيد رئيس الجمهورية التونسية، باعتدائه الصريح والجسيم على الدستور في 25 جويلية 2021”.

وتابع المذيوب ” لكن منذ مبارحتكم تونس في 5 سبتمبر 2021، وبعد لقائكم قيس سعيد وثلة من الشخصيات التونسية، مرت مياه كثيرة وأحداث عديدة ، مربكة ومؤسفة ومياه آسنة خطيرة جدا على جسم الديمقراطية التونسية الناشئة. لقد خيّم من جديد في سماء تونس، ونفوس التونسيات والتونسيين الشعور بالخوف، الذي خلنا اننا دفناه منذ عقد مضى، واحساس عميق بعدم التوازن، وفقدان الرؤية الواضحة والثقة في المستقبل، وهو يشاهد كل مكتسبات العشرية الأخيرة في الحريات تتلاشى يوما بعد يوم والأنفاس تختنق والديمقراطية الوليدة مهددة بخطر داهم مضاف إليها صعوبات مالية واقتصادية واجتماعية خطيرة جدا وغير مسبوقة توشك ،توشك ، توشك ان تقذف ببلادنا لا قدر الله في نادي الدول الفاشلة بعد أن كنا أعضاء في نادي الديمقراطيين القوي مع تحدياته”.

وواصل “زميلي الأستاذ نور الدين البحيري النائب بمجلس نواب الشعب بالجمهورية التونسية وزميلكم المحامي لدى التعقيب، يقبع في مكان غير معلوم منذ أكثر من 100 ساعة ، يواجه واقفا صامدا ،كل الضغوطات الممكنة في ظل إخفاء قسري مع البرد الشديد والوحدة القاتلة والمرض الخطير والاستاذ عبد الرؤوف بالطبيب الدبلوماسي التونسي المخضرم والمستشار الأول للرئيس قيس سعيد يخوض صحبة ثلة من البرلمانيات والشخصيات السياسية والمدنية اضراب جوع وحرب الأمعاء الخاوية، رفضا لحالة الاستثناء ومن أجل عودة الديمقراطية، والأهم من أجل أن يعود الجميع للحوار من أجل تونس أفضل”.

وأضاف “تحديات مالية واقتصادية واجتماعية غير مسبوقة، تهدد الأسس العميقة لديمومة الدولة التونسية في ظل حكومة غير منتخبة، وامر للمالية لم يناقش في مؤسسة منتخبة ولم تطلع عليه الأطراف الاجتماعية واحتياجات مالية كبيرة لا احد يعلم كيفية تدبيرها، ووعود للمؤسسات المالية الدولية بالقيام باصلاحات جدية ومهمة ومطلوبة لكن كلفتها الاجتماعية خطيرة في غياب تام للدبمقراطية والتشاركية الاجتماعية. فكيف يمكن لأية إدارة او صديق لتونس ان يقدم ضمانات لأية اصلاحات مهما كانت مهمة ومطلوبة تفتقد للشرعية الانتخابية والحزام المجتمعي الضامن لسلاسة ويسر تطبيقها الا ان تكون وقودا لثورة جياع تدق الأبواب بقوة؟”.

وتابع ” بُعيد مغادتكم تونس في سبتمبر 2021، جسد قيس سعيد وعوده لكم ، بتعليقه فعليا وعمليا الدستور بالاوامر الرئاسية عدد117 التي جمعت السلطات كل السلطات تحت امرته، ثم أعلن في 13 ديسمبر خريطة طريق من أجل ضرب كل المؤسسات والحركات والمواطنات والمواطنين الذين سيقفون أمام حلمه بإعلان وبناء الجماهيرية التونسية الأولى في افق سنة 2023. سعادة السيناتور كريس ميرفي المحترم نعلم جيدا حجم التحديات التي يواجهها العالم الحديث وحجم الضغوطات التي تتعامل معها حكومة الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة في منطقتنا وبقية دول العالم”.

وواصل المذيوب ” دعني اقول لكم عاليا ، وبكل صدق، ان قيمة الكرامة هي الأعلى في سلم القيم للشعب التونسي العظيم، وان هذا الشعب تذوق قيمة الحرية والحريات ، ولن تتمكن اية قوة على وجه الأرض مهما تجبرت واستكبرت ان تعيده إلى الوراء وللسنوات السوداء والاستبداد كلفه ذلك ما كلفه، والأهم من ذلك دعني أخبرك بان هذا الشعب التونسي العظيم ومؤسساته الصلية والمنتخبة واجهت بكل ذكاء وحكمة واتزان وتصميم وحزم محاولتين سابقتين من الراحل القذافي للاستيلاء على الدولة التونسية عبر الدبلوماسية في جربة 1974 وعبر قوة السلاح في قفصة 1982 ،،،ولنا القوة والتصميم لمواجهة المحاولة الثالثة والأخيرة عبر بقايا افكار روح القذافي الشريرة في البناء القاعدي لضرب الأسس والقيم العظيمة للجمهورية التونسية”.

وختم الرسالة بالقول ” سعادة السيناتور كريس ميرفي المحترم لا نشك لحظة في جهودكم المخلصة ودعمكم العظيم للقيم الديمقراطية في العالم، لكن التاريخ علمنا ان الوقت لا يرحم وان اي التقاء للفاشية الجديدة والشعبوية الناشئة هو الخطر الداهم علينا وعليكم ، في تونس والمنطقة والعالم ..هذا قدرنا ،وهذه حربنا المدنية السلمية التي سنخوضها حتى تعود الديمقراطية ترفرف في سماء بلادنا والطمانينة لنفوس التونسيات والتونسيين قريبا بإذن الله تعالى ..ولكن تيقنوا، انه لا سلام في المنطقة ابدا، ولا ديمقراطية لمواجهة التحديات المشتركة عربيا وأفريقيا خاصة في غياب الحريات والديمقراطية في تونس”.


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING