الشارع المغاربي – مصطفى بن أحمد: الحكومة هي نقطة الخلاف الوحيدة بين الباجي والنهضة

مصطفى بن أحمد: الحكومة هي نقطة الخلاف الوحيدة بين الباجي والنهضة

27 سبتمبر، 2018
 الشارع المغاربي : وصف رئيس كتلة “الائتلاف الوطني” مصطفى بن أحمد إعلان الرئيس الباجي قائد السبسي “انتهاء التوافق” مع حركة النهضة بأنه “طلاق رجعي لا طلاقا بائنا”، معتبرا أنّ الباب لا يزال مفتوحا أمام إمكانية تسوية الأزمة الراهنة بشأن حكومة يوسف الشاهد.
وقال بن أحمد، في حوار أجرته معه وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إنه يتفق مع الآراء التي تعتبر أن حديث السبسي الأخير لم يقدم جديدا فيما يتعلق بحل الأزمة السياسية الراهنة، رافضا وصفه بالمحبط للآمال في ظل إدراك الجميع لمحدودية صلاحيات الرئيس.
 
وأضاف السبسي تحدث عن انتهاء علاقته بحركة النهضة، وحمّلها مسؤولية ذلك الطلاق جراء عدم السير معه في المطالبة برحيل حكومة الشاهد … في المقابل نفت النهضة أن تكون قد طلبت إنهاء التوافق مع الرئيس وأعلنت تمسكها باستمراره … وفي رأيي المسألة لا تزال مفتوحة … ما حدث يمكن وصفه بالطلاق الرجعي لا البائن بالنّظر لإمكانية تجاوز الخلاف باختيار حل وسط، ثم، وهو الأهم، أرى أنهما لن يسمحا باتساع الفجوة بينهما لأن هذا قد يوفر الفرصة لتمدد التيارات الراديكالية التي تناهضهما بقوة”.
 
واستبعد أن يعود التوافق بين الحركتين، بضغوط دولية مثلما حدث في بداية تحالفهما، وقال :”لا أؤمن بنظرية المؤامرة … وهناك تأثير للخارج ولكنه محدود”.
 
كما استبعد أن يسعي أي منهما لسحب بساط الدعم الخارجي من تحت أقدام غريمه بتقديم ملفات تثبت تورطه في جرائم إرهاب أو فساد، وقال :”بالطبع لا يوجد مستحيل، ولكن الاتهامات بين الطرفين قائمة منذ سنوات وأصبحت مستهلكة، دون أن يقدم أي طرف دليلا ذا مصداقية على ما يقول”.
 
وعبّر بن أحمد عن مشاطرته توصيف البعض حديث السبسي بأنه “خطاب إعلان الهزيمة والاعتراف بانحسار النفوذ السياسي بما تضمنه من إقرار بعدم قدرته على الضغط على الشاهد للذهاب للبرلمان، وطلب التصويت بالثقة على حكومته”.
 
وقال “لقد حاول السبسي تصوير عدم لجوئه في الوقت الراهن لتفعيل الفصل 99 من الدستور، والذي يكفل له كرئيس الدعوة للتصويت على منح الثقة للحكومة من عدمه، على أنه دليل على حسن النوايا وأن الخلاف مع الشاهد ليس شخصيا … ولكن الرئيس يدرك في الواقع أن قواعد اللعبة تغيرت وأنه حتى لو لجأ لتفعيل الفصل 99 مثلما يطالبه خصوم الشاهد من داخل نداء تونس، تحت قيادة إبنه حافظ قائد السبسي، فإنه لن يوَفق في مسعاه لأن الأغلبية بالبرلمان مع الاستقرار أي مع استمرار الحكومة.”
 
وعلق على تأكيد السبسي خلال الحوار على عدم وجود أي نوايا لتوريث الحكم لابنه بالقول: “نحن نصدقه، لأن توريث الحكم بالأساس طرح غير ممكن … إلا أننا لا نتوقع إطلاقا أن يغادر السبسي الابن موقعه كمدير تنفيذي للنداء رغم تدهور أوضاع الحزب ورغم حرص السبسي الأب على الإشارة إلى عدم ممانعته لرحيل ابنه عن الحزب”.
 
واستبعد المتحدّث وجود أسباب أخرى خفية تقف وراء الخلاف الراهن بين الرئيس والنهضة، كرفض النهضة اقتراحاته بتعديل الدستور. وأوضح :”الخلاف الوحيد هو حول الحكومة …نعم الرئيس كان قد أشار إلى نقاط معينة بالنظام الانتخابي والسياسي ودعا لتعديلها باعتبارها تعيق النشاط السياسي ودواليب العمل بالدولة … إلا أن أحدا لم يتفاعل معها من الأحزاب”.
 
وحول موقف كتلة الائتلاف الوطني من الأزمة، قال بن أحمد :”نحن وجهنا النصيحة للرئيس مرارا بعدم خوض معركة لا تخصه بل تخص شخصيات أخرى بالنداء وغيرهم ممن يريدون التخفي وراء منصبه … هؤلاء الذين كانوا يتوقعون أن يعلن الرئيس في الحديث الذي ادلى به لقناة الحوار التونسي  الجوء للفصل 99 …وحسنا فعل أنه لم يلجا إليه إلى حد الآن … وإذا لجأ إليه فنحن بلا جدال سندعم استمرار الحكومة”.
 

اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING