الشارع المغاربي – منظمة أمريكية: نقابات الأمن التونسية "تهديد قاتل" للديمقراطية و"حان الوقت لكبحها"

منظمة أمريكية: نقابات الأمن التونسية “تهديد قاتل” للديمقراطية و”حان الوقت لكبحها”

12 أبريل، 2018

الشارع المغاربي – منير السويسي* : دعت منظمة أمريكية غير حكومية، الإدارةَ الأمريكيةَ والاتحاد الأوروبي إلىالضغطعلى تونس بهدفكبح جماحنقابات قوات الأمن الداخلي، معتبرة أن هذه النقابات التي تم الترخيص لها بعد ثورة 2011 أصبحت تمثلتهديدا قاتلاللديمقراطية الناشئة في تونس لأنها توفّرالإفلات من العقابلعناصر الأمن الذينيواصلونارتكابانتهاكات“.

فيتقريرحديثبعنوانحان الوقت لكبح جماح نقابات الشرطة في تونس، دعت منظمةPOMEDالأمريكية، واشنطن والاتحاد الأوروبي إلى ممارسةضغوطعلى الحكومة التونسية لإصدار قانون جديد ينظّم عمل نقابات الأمن، مقترحة على واشنطن التفكير في حجب المساعدات الأمنية الموجهة لتونس في انتظار صدور القانون المذكور.

وسلطت المنظمة في تقريرها الضوء علىاقتحامعشرات من عناصر الأمن (يوم 26 فيفري 2018) مقرّ محكمة بن عروس لـإطلاق سراح خمسة من زملائهم متهمين بالتعذيبمعتبرة ذلكتعطيلا صارخا للعدالةوآخِر محاولة من جانب هذه النقابات لضمان الإفلات من العقابعلىإساءة استخدام السلطة“.

وقالت المنظمة إن القانون الأساسي لقوات الأمن الداخلي، والدستور التونسي لم يضعاقيودا واضحةعلى نشاط نقابات الأمن، باسثناء منعها من تنفيذ إضرابات أو الانخراط في منظمات نقابية مهنية أخرى.

وأشارت إلى أن هذه النقاباتسعت صراحة إلى كبح الرغبة الثورية في تطهير وإصلاح قطاع الأمنوأصبحت تتدخل فيالترقيات الوظيفيةوفيتعيين  المديرين العامينفي وزارة الداخلية.

ولخصت المنظمة أهمّالانتهاكاتالمنسوبة لقوات الأمن الداخلي في تونس فيالرشوةوالتواطؤ مع المهربينوالتعذيبوابتزاز السياسيينوتعطيل المحاكمات القضائية“.

وأضافت أنتعطيل نقابات الشرطة المحاكمات وابتزاز السياسيين، يؤدي إلى تآكل سيادة القانون والسيطرة المدنية على قوات الأمن، وهي المكونات الحاسمة للديمقراطية“.

وحذرت من أنإساءة استخدام السلطة من قبل قوات الأمن ليست ببساطة عيبا صغيرا أو عيبا في الديمقراطية التونسية: بل إنها تهديد لبقائها“.

وقالت إنانتهاكات الشرطة هي أفضل أدوات تجنيد المجموعات الإرهابية، وبالتالي فإنها تشكل تهديدًا مباشرًا لأمن تونس“.

وأضافت: “في الوقت الذي أقر فيه بعض المسؤولين الحكوميين بمخاطر إساءة الشرطةومخاطر نقابات الشرطة التي تدافع عن مثل هذه الممارساتفإنهم يقولون إن هناك القليل الذي يمكنهم فعله“.

قانون جديد

وقالت المنظمةينبغي على الحكومة والبرلمان التونسييْن صياغة قانون جديد ينظّم نقابات الشرطة، بالتشاور مع المجتمع المدني، يتماشى (القانون) مع أفضل الممارسات الدولية“.

وشددت على ضرورة أن يحدّد القانون مهام نقابات الأمن فيالتركيز الحصري على الرواتب وظروف العمل“.

ودعت إلىعدم السماح للنقابات بعرقلة العدالة أو التدخل في القرارات السياسية أو (التهديد بـ) عدم توفير الأمن للمسؤولين الرسميينمثل النواب في البرلمان.   وأضافتعند الاحتجاج، لا ينبغي السماح لهممثل نظرائهم المدنيينبحمل الأسلحة النارية أو اقتحام المباني الحكومية“.

وذكرت بأنمعظم الديمقراطيات، بما فيها أستراليا وكندا وفرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، لا تسمح لضباط الشرطة بالإضراب، نظرا للطبيعة الأساسية لعملهم في (حماية) الأمن العام“.

وقالتيمكن أن تلعب الولايات المتحدة وشركاء تونس الآخرين دوراً في إقناع تونس بمتابعة هذه الخطوات“.

ولفتت إلى أن البرامج الحالية لإصلاح قطاع الأمن التونسي الممولة من الجهات الدولية المانحة، ركزت فقط على مسائل مثلتحسين التدريبوالمهارات التقنيةفي حين أنما هو أكثر أهمية هو حثّ عناصر الشرطة على الالتزام بالمعايير الديمقراطية“.

وتابعتطالما أن عناصر الشرطة بإمكانهم الاعتماد على النقابات لإخراجهم من المحكمة وضمان الإفلات من العقاب، فلن يكون لديهم حافز يذكر لمتابعة هذه المعايير بعد انتهاء التدريبات“.

وقالتينبغي على الولايات المتحدة الأمريكية أن تعمل على تسهيل تطبيق الإصلاحات الهامة في قطاع الأمنفي تونسمن خلالمواصلة الالتزام رفيع المستوى مع الحكومة التونسية بهدف كبح نقابات الشرطة“.

مساعدات أمريكيةمشروطةبقانون جديد لنقابات الأمن

ولاحظتبما أن الحكومة التونسية غالبا ما تكون حساسة تجاه المشاركة الدبلوماسية في القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان، ينبغي على كبار المسؤولين الأمريكيين الضغط على المسؤولين التونسيين للنهوض بالتشريعات الجديدة التي تنظم نقابات الشرطة، والتشديد على أن انتهاكات قطاع الأمن تشكل تهديدا قاتلا للانتقال الديمقراطي في تونس وأن الفشل في استغلال الغضب الشعبي من حوادث مثل ما حدث في بن عروس سيكون فرصة ضائعة كبيرة“.

ودعت المنظمة إلى جعل المساعدات الأمريكية الموجهة لقطاع الأمن في تونسمشروطة بإقرار قانون جديد لنقابات الشرطة“.

كما دعت كلا منالإدارة الأمريكية والكونغرسإلى دراسة الجوانبالسلبيةوالإيجابيةلـحجبمحتمل للمساعدات الأمنية الموجهة إلى تونس في انتظار إصدار قانون جديد لنقابات الأمن.

واقترحت، في المقابل، أن تقدم الإدارة الأمريكيةدعما إضافيالتونس في حال مضت باتجاه إقرار قانون جديد لنقابات الأمن يكونمطابقا للمعايير الدولية“.

كما اقترحت توجيه المساعدات الأمريكية للمنظمات غير الحكومية التونسية التيتراقب انتهاكات الشرطة“.

وقالت في هذا السياقيجب على الكونغرس أن يفكر في تخصيص جزء من المساعدة الأمريكية لتونس (ما مجموعه 165.4 مليون دولار في السنة المالية 2018) لدعم المنظمات غير الحكومية التي تراقب انتهاكات حقوق الإنسان من قبل قوات الأمن، وتدعو إلى الإصلاح“.

ودعت المنظمة الإدارة الأمريكية إلى استبعاد عناصر الأمن التونسيينالمشتبه في ارتكابهم انتهاكات لحقوق الإنسانمن المشاركة في برامج التدريب التي تمولها الولايات المتحدة.

كما دعت إلى عدم منح تجهيزات أمنية أمريكية إلى الوحدات الأمنية التونسية المتهمة بارتكابتجاوزات“.

وأوصت المنظمة الأمريكية بـتنسيق هذه الخطوات مع حلفائنا الأوروبيين“. 

وقالتعلى الرغم من أن الولايات المتحدة لديها علاقة قوية ومتنامية مع الحكومة التونسية وقطاعها الأمني​​، فإن الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء يحتفظون أيضا بنفوذ كبيرمعتبرة أنأيّ جهد منسق مع أوروبا سيكون له تأثير أكبر“.

وختمت المنظمة تقريرها بالقوليجب على المسؤولين الأمريكيين العمل عن كثب مع الحلفاء الأوروبيين لإرسال رسالة موحدة بشأن أهمية اتخاذ خطوات ملموسة لتنظيم نقابات الشرطة ومنعها من عرقلة الإصلاحات التي تشتد الحاجة إليها“.

*رئيسمنتدى تونس للصحافة والنفاذ إلى المعلومات


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING