الشارع المغاربي – من‭ ‬دراسة‭ ‬نشرها‭ ‬سنة‭ ‬1989‭ ‬إلى‭ ‬اليوم‭ ‬قيس‭ ‬سعيّد‭ ‬بقي‭ ‬سلفيا‭ ‬في‭ ‬فهم‭ ‬النصوص‭ ‬وتنزيلها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع

من‭ ‬دراسة‭ ‬نشرها‭ ‬سنة‭ ‬1989‭ ‬إلى‭ ‬اليوم‭ ‬قيس‭ ‬سعيّد‭ ‬بقي‭ ‬سلفيا‭ ‬في‭ ‬فهم‭ ‬النصوص‭ ‬وتنزيلها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع

قسم الأخبار

23 فبراير، 2023

الشارع المغاربي: نشر‭ ‬الأستاذ‭ ‬المساعد‭ ‬بكلية‭ ‬الحقوق‭ ‬في‭ ‬سوسة‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬دراسة‭ ‬مطوّلة‭ ‬في‭ ‬جريدة‭ “‬الصحافة‭” ‬بتاريخيْ‭ ‬8‭ ‬و9‭ ‬ديسمبر‭ ‬1989‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: “‬حرية‭ ‬ممارسة‭ ‬الشعائر‭ ‬الدينية‭ ‬في‭ ‬تونس‭” ‬في‭ ‬جزأين‭ ‬الأوّل‭ ‬عنوانه‭: “‬العلاقة‭ ‬التاريخيّة‭ ‬بين‭ ‬الدين‭ ‬والدولة‭” ‬والثاني‭: “‬القوانين‭ ‬وحرية‭ ‬المعتقد‭”. ‬مرّت‭ ‬هذه‭ ‬الدراسة‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تثير‭ ‬الانتباه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬صاحبها‭ ‬رئيسا‭ ‬للجمهورية‭ ‬وشرع‭ ‬في‭ ‬ترجمة‭ ‬أفكاره‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬المسألة‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬سياسات‭ ‬ومراسيم‭ ‬استنادا‭ ‬إلى‭ ‬قوّة‭ ‬الدولة‭ ‬وأجهزتها‭.

‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬متابعتي‭ ‬اللصيقة‭ ‬للمسألة‭ ‬الدينيّة‭ ‬في‭ ‬خطاب‭ ‬وممارسة‭ ‬الرئيس‭ ‬تكوّنت‭ ‬لدي‭ ‬قناعة‭ ‬بأنه‭ ‬سلفي‭ ‬في‭ ‬فهم‭ ‬النصوص‭ ‬وفي‭ ‬تنزيلها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭. ‬أما‭ ‬في‭ ‬مواقفه‭ ‬السياسية‭ ‬فإنه‭ ‬لم‭ ‬يخرج‭ ‬عن‭ ‬الفضاء‭ ‬الديني‭ ‬وبقي‭ ‬ملتزما‭ ‬بحدوده‭ ‬التي‭ ‬نلحظها‭ ‬في‭ ‬حمايته‭ ‬لبؤرة‭ ‬القرضاوي‭ ‬وتغاضيه‭ ‬عن‭ ‬محاسبة‭ ‬الجمعيات‭ ‬الدينيّة‭ ‬ورفضه‭ ‬للمساواة‭ ‬في‭ ‬الميراث‭ ‬بين‭ ‬الذكر‭ ‬والأنثى‭. ‬هذه‭ ‬القناعة‭ ‬ترسّخت‭ ‬لدي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬عُدت‭ ‬إلى‭ ‬الدراسة‭ ‬المذكورة‭ ‬ووجدت‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬لم‭ ‬يتزحزح‭ ‬عن‭ ‬قناعاته‭ ‬قيد‭ ‬أنملة‭ ‬رغم‭ ‬مرور‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬35‭ ‬سنة‭ ‬وبيان‭ ‬ذلك‭:‬

الخلط‭ ‬بين‭ ‬الزمنين‭ ‬الإلاهي‭ ‬والإنساني

كتب‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬مقاله‭: “‬مع‭ ‬اقتران‭ ‬الشمس‭ ‬بالقمر‭ ‬تستهل‭ ‬الأشهر‭ ‬وتضبط‭ ‬المواقيت،‭ ‬ومع‭ ‬حركة‭ ‬الكواكب‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬تستنفر‭ ‬المراصد‭ ‬أو‭ ‬يغلب‭ ‬الحساب‭ ‬فإذا‭ ‬الهلال‭ ‬بالعد‭ ‬وليد‭ ‬أو‭ ‬مفقود،‭ ‬وإذا‭ ‬الراصد‭ ‬هو‭ ‬المرصود‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تستأنس‭ ‬الرؤية‭ ‬بالحساب‭ ‬وتتصالح‭ ‬مراصد‭ ‬الأرض‭ ‬مع‭ ‬تعاليم‭ ‬السماء‭”‬،‭ ‬معبّرا‭ ‬بذلك‭ ‬عن‭ ‬تأييده‭ ‬للرؤية‭ ‬مع‭ ‬الاستئناس‭ ‬بالحساب‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬دخول‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬درجت‭ ‬عليه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الإسلامية‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬تونس‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬1988‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تتبيّن‭ ‬خطورته‭ ‬على‭ ‬الدين‭ ‬والدنيا‭ ‬معا‭ ‬لأنه‭ ‬يصدر‭ ‬عن‭ ‬خلط‭ ‬شنيع‭ ‬بين‭ ‬زمنين‭ ‬هما‭ ‬الزمن‭ ‬السرمدي‭ ‬الإلاهي‭ ‬والزمن‭ ‬النسبي‭ ‬الإنساني‭ ‬ويمهّد‭ ‬تبعا‭ ‬لذلك‭ ‬إلى‭ ‬الخلط‭ ‬بين‭ ‬الدين‭ ‬والسياسة‭ ‬والدين‭ ‬والعلم‭ ‬لتظهر‭ ‬تبعا‭ ‬لذلك‭ ‬مفاهيم‭ ‬ما‭ ‬أنزل‭ ‬الله‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬سلطان،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬المشرع‭ ‬أوجب‭ ‬الفصل‭ ‬بين‭ ‬الاثنين‭. ‬ففي‭ ‬الصوم‭ ‬مثلا‭ ‬حدّد‭ ‬المشرع‭ ‬أوقاته‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬حركة‭ ‬القمر‭.  ‬قال‭ ‬تعالى‭: “‬فمن‭ ‬شهد‭ ‬منكم‭ ‬الشهر‭ ‬فليصمه‭”(‬1‭) ‬والشهادة‭ ‬هنا‭ ‬مفهومها‭ ‬الرؤية‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬متعارف‭ ‬عليه‭ ‬بالوسائل‭ ‬الحسية‭ ‬العاديّة‭ ‬المتاحة‭ ‬لأغلب‭ ‬الناس‭ ‬وليس‭ ‬بالوسائل‭ ‬العلميّة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يعرفها‭ ‬إلا‭ ‬العلماء‭ ‬وأهل‭ ‬الاختصاص‭ ‬لأن‭ ‬الدين‭ ‬موجّه‭ ‬للكافة‭ ‬وليس‭ ‬للخاصّة‭(‬2‭). ‬غير‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المتفقهين‭ ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬التمحّل‭ ‬يعملون‭ ‬على‭ ‬استحداث‭ ‬روابط‭ ‬واهية‭ ‬بين‭ ‬العلوم‭ ‬الحديثة‭ ‬والشرع‭. ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬دعوتهم‭ ‬إلى‭ ‬استعمال‭ ‬الحسابات‭ ‬الفلكية‭ ‬للإعلان‭ ‬عن‭ ‬دخول‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬ووجوب‭ ‬الصوم‭ ‬مبرّرين‭ ‬ذلك‭ ‬بأن‭ ‬الحساب‭ ‬يفيد‭ ‬اليقين‭ ‬والحال‭ ‬أن‭ ‬العبادات‭ ‬جميعها‭ ‬مبنيّة‭ ‬على‭ ‬الظنّ‭ ‬ولا‭ ‬يشترط‭ ‬في‭ ‬أدائها‭ ‬اليقين‭ ‬ودليلنا‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬المسلم‭ ‬في‭ ‬الصلاة‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬ليس‭ ‬به‭ ‬ما‭ ‬يدلّ‭ ‬على‭ ‬القبلة‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يصلي‭ ‬مع‭ ‬التحري‭. ‬قال‭ ‬تعالى‭: “‬وحيثما‭ ‬كنتم‭ ‬فولّوا‭ ‬وجوهكم‭ ‬شطره‭”(‬3‭). ‬ويذهب‭ ‬الفقيه‭ ‬محمد‭ ‬سعاد‭ ‬جلال‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬المؤمن‭: “‬أن‭ ‬يتحرّى‭ ‬التوجّه‭ ‬إلى‭ ‬جهة‭ ‬الكعبة‭ ‬ويعمل‭ ‬بظنّه‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬صلّى‭ ‬وأصاب‭ ‬جهتها‭ ‬فقد‭ ‬أصاب‭ ‬وإن‭ ‬رأى‭ ‬بعد‭ ‬الفراغ‭ ‬من‭ ‬صلاته‭ ‬أنه‭ ‬استدبرها‭ ‬ولم‭ ‬يستقبلها‭ ‬صحّت‭ ‬صلاته‭ ‬ولا‭ ‬إعادة‭ ‬عليه‭ ‬لأنه‭ ‬استفرغ‭ ‬ظنّه‭ ‬في‭ ‬موضع‭ ‬الظنّ‭ ‬ذلك‭ ‬حسبه‭ ‬في‭ ‬صحّة‭ ‬صلاته‭”(‬4‭) ‬وما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬اليقين‭ ‬غير‭ ‬مطلوب‭ ‬في‭ ‬العبادات‭ ‬أنه‭ ‬يكفي‭ ‬الظنّ‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬اتجاه‭ ‬القبلة‭ ‬في‭ ‬جامع‭ ‬الزيتونة‭ ‬وفي‭ ‬جامع‭ ‬القيروان‭ ‬وفي‭ ‬غيرهما‭ ‬منحرف‭ ‬ورغم‭ ‬أنه‭ ‬وقع‭ ‬التفطن‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬العلماء‭ ‬استقر‭ ‬رأيهم‭ ‬على‭ ‬الإبقاء‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الانحراف‭ ‬لأن‭ ‬إصلاحه‭ ‬يستلزم‭ ‬تغييرات‭ ‬جذرية‭ ‬في‭ ‬كامل‭ ‬البناء‭(‬5‭). ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬هذه‭ ‬الانحرافات‭ ‬موجودة‭ ‬ويؤدي‭ ‬المؤمنون‭ ‬الصلاة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجوامع‭ ‬وهي‭ ‬صلاة‭ ‬صحيحة‭ ‬لأن‭ ‬العبادات‭ ‬جميعها‭ ‬مبنيّة‭ ‬على‭ ‬الظنّ‭ ‬وليس‭ ‬اليقين،‭ ‬لذا‭ ‬عدّ‭ ‬الخيرة‭ ‬من‭ ‬الفقهاء‭ ‬أن‭ ‬استعمال‭ ‬الحساب‭ ‬في‭ ‬العبادات‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬التخليط‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬سند‭ ‬له،‭ ‬هذا‭ ‬التخليط‭ ‬الذي‭ ‬حبّذه‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬سنة‭ ‬1989‭ ‬نجده‭ ‬يظهر‭ ‬في‭ ‬الفصل‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬دستور‭ ‬25‭ ‬جويلية‭ ‬حيث‭ ‬جمع‭ ‬كاتب‭ ‬الدستور‭ ‬بين‭ ‬مقاصد‭ ‬الشريعة‭ ‬التي‭ ‬حدّدها‭ ‬النص‭ ‬المقدّس‭ ‬الإلاهي‭ ‬السرمدي‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يتغيّر‭ ‬بالديمقراطية‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬فعل‭ ‬بشري‭ ‬يتغيّر‭ ‬بتغيّر‭ ‬الظروف،‭ ‬وفي‭ ‬تقديرنا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التخليط‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬الإصرار‭ ‬على‭ ‬إقحام‭ ‬العلوم‭ ‬والمعارف‭ ‬والتجارب‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬المنظومة‭ ‬الدينية‭ ‬لنجد‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الأمر‭ ‬اقتصادا‭ ‬إسلاميا‭ ‬وعلم‭ ‬نفس‭ ‬إسلامي‭ ‬وبنوكا‭ ‬إسلامية‭ ‬وغير‭ ‬ذلك،‭ ‬هذا‭ ‬المعنى‭ ‬لم‭ ‬يغب‭ ‬عن‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬الذي‭ ‬ختم‭ ‬الفقرة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬مقاله‭ ‬بأن‭ ‬استئناس‭ ‬الرؤية‭ ‬بالحساب‭ ‬يعني‭ “‬تصالح‭ ‬مراصد‭ ‬الأرض‭ ‬مع‭ ‬تعاليم‭ ‬السماء‭”.‬

عن‭ ‬القرآن

في‭ ‬حديثه‭ ‬عن‭ ‬مهام‭ ‬المجلس‭ ‬الإسلامي‭ ‬الأعلى‭ ‬ذكر‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬مراقبة‭ ‬المصاحف‭ ‬التي‭ ‬تطبع‭ ‬داخل‭ ‬البلاد‭ ‬أو‭ ‬تورّد‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تتسرّب‭ ‬الأخطاء‭ ‬فيها‭ ‬ويبقى‭ ‬النصّ‭ ‬سليما‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬تحريف،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬كاتب‭ ‬المقال‭ ‬يتوسّع‭ ‬في‭ ‬المسألة‭ ‬ويقول‭: “‬ولكن‭ ‬ألم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬النص‭ ‬وضع‭ ‬حماية‭ ‬خاصّة‭ ‬للمصاحف‭ ‬لا‭ ‬بمناسبة‭ ‬الطبع‭ ‬أو‭ ‬التوريد‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬كذلك‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬موضوع‭ ‬تحقير‭ ‬أو‭ ‬ازدراء‭… ‬إن‭ ‬الضرر‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭ ‬أضرار‭ ‬لأنه‭ ‬مصحف‭ ‬وضرر‭ ‬لأنه‭ ‬رمز‭ ‬وضرر‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬لأنه‭ ‬منقول‭ ‬وهو‭ ‬بذلك‭ ‬حقيق‭ ‬بحماية‭ ‬تجتمع‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الصفات‭ ‬والوجوه‭” ‬ونحمد‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬السلطة‭ ‬أيامها‭ ‬لم‭ ‬تتفطن‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬المقترح‭ ‬وإلا‭ ‬لطبقته‭ ‬في‭ ‬غمرة‭ ‬الهيجان‭ ‬الذي‭ ‬انتابها‭ ‬عند‭ ‬تنفيذها‭ ‬سياسة‭ ‬سحب‭ ‬البساط،‭ ‬فتوسّع‭ ‬الرقابة‭ ‬وانتقالها‭ ‬من‭ ‬مبنى‭ ‬النص‭ ‬ذاته‭ ‬إلى‭ ‬المفاهيم‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تستنتج‭ ‬منه‭ ‬وتصنيف‭ ‬بعضها‭ ‬في‭ ‬خانة‭ ‬الازدراء‭ ‬والتحقير‭ ‬دون‭ ‬تحديد‭ ‬لمعنى‭ ‬هذين‭ ‬المصطلحين‭ ‬وحدودهما‭ ‬يفتح‭ ‬الباب‭ ‬لتجريم‭ ‬كل‭ ‬رأي‭ ‬مخالف‭ ‬لِما‭ ‬تواضع‭ ‬عليه‭ ‬كهنة‭ ‬المعبد،‭ ‬كما‭ ‬يدلّ‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬صاحبه‭ ‬يعتبر‭ ‬عقيدته‭ ‬المقياس‭ ‬الذي‭ ‬تحدّد‭ ‬به‭ ‬صحّة‭ ‬العقائد‭ ‬والآراء‭ ‬الأخرى‭ ‬وغاب‭ ‬عن‭ ‬ذهنه‭ ‬أن‭ ‬انتشار‭ ‬التعليم‭ ‬وتطوّر‭ ‬المعارف‭ ‬البشريّة‭ ‬واتساع‭ ‬مجال‭ ‬الحريات‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬فتح‭ ‬آفاقا‭ ‬واسعة‭ ‬لتعدّد‭ ‬المفاهيم‭ ‬وتنوّعها‭ ‬لتُقبر‭ ‬نهائيا‭ ‬الواحديّة‭ ‬في‭ ‬الرأي،‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬المحبّذ‭ ‬لإحياء‭ ‬محاكم‭ ‬التفتيش‭ ‬في‭ ‬ضمائر‭ ‬الناس‭ ‬والداعي‭ ‬إلى‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬بصرامة‭ ‬على‭ ‬المفطرين‭ ‬في‭ ‬رمضان‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬نقلت‭ ‬الصحافة‭ ‬عن‭ ‬الرئيس‭ ‬ليس‭ ‬إلا‭ ‬ترجمة‭ ‬لعقيدة‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬كما‭ ‬جاءت‭ ‬في‭ ‬مقاله‭ ‬المذكور‭ ‬من‭: “‬أن‭ ‬السياسة‭ ‬تلتقي‭ ‬مع‭ ‬الدين‭ ‬لتحميه‭… ‬ولكن‭ ‬أيضا‭ ‬لترسم‭ ‬الضوابط‭ ‬والحدود‭” ‬أي‭ ‬أن‭ ‬وظيفة‭ ‬السياسة‭ ‬هي‭ ‬تسخير‭ ‬القوانين‭ ‬ومؤسّسات‭ ‬الدولة‭ ‬لحماية‭ ‬الدين،‭ ‬وهو‭ ‬المطلب‭ ‬نفسه‭ ‬الذي‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬الفصل‭ ‬الأوّل‭ ‬من‭ ‬دستور‭ ‬حزب‭ ‬التحرير‭ ‬عند‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬العقيدة‭ ‬الإسلاميّة‭: “‬وهي‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬أساس‭ ‬الدستور‭ ‬والقوانين‭ ‬الشرعيّة‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬يسمح‭ ‬بوجود‭ ‬شيء‭ ‬ممّا‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬بأي‭ ‬منهما‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬منبثقا‭ ‬عن‭ ‬العقيدة‭ ‬الإسلاميّة‭”.‬‭ ‬

عن‭ ‬الردّة

تناول‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬في‭ ‬مقاله‭ ‬مسألة‭ ‬الردّة‭ ‬يقول‭: “‬إن‭ ‬الفصل‭ ‬94‭ ‬من‭ ‬الدستور‭ ‬التونسي‭ ‬لسنة‭ ‬1861‭ ‬تعرّض‭ ‬إلى‭ ‬مشكل‭ ‬الارتداد‭ ‬بصفة‭ ‬ضمنيّة‭ ‬إذ‭ ‬جاء‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ (‬غير‭ ‬المسلم‭ ‬من‭ ‬رعيّتنا‭ ‬إذا‭ ‬انتقل‭ ‬لدين‭ ‬آخر‭  ‬لا‭ ‬يخرجه‭ ‬تنقله‭ ‬من‭ ‬الحماية‭ ‬التونسية‭ ‬ورعايتها‭) ‬ومعنى‭ ‬ذلك‭ ‬بقراءة‭ ‬عكسية‭ ‬لهذا‭ ‬الفصل‭ ‬أن‭ ‬انتقال‭ ‬المسلم‭ ‬لدين‭ ‬آخر‭ ‬يخرجه‭ ‬من‭ ‬الحماية‭ ‬والرعاية‭ ‬المذكورتين‭” ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬التونسي‭ ‬المسلم‭ ‬إذا‭ ‬اختار‭ ‬لنفسه‭ ‬دينا‭ ‬آخر‭ ‬غير‭ ‬الإسلام‭ ‬تسقط‭ ‬عنه‭ ‬آليا‭ ‬الجنسيّة‭ ‬التونسيّة،‭ ‬وهو‭ ‬كلام‭ ‬خطير‭ ‬يلغي‭ ‬رابطة‭ ‬المواطنة‭ ‬والوطن‭ ‬وينقل‭ ‬انتماءنا‭ ‬إلى‭ ‬تونس‭ ‬أرضا‭ ‬لها‭ ‬حدودها‭ ‬المضبوطة‭ ‬ومجتمعا‭ ‬صاغه‭ ‬التاريخ‭ ‬وعركته‭ ‬الجغرافيا‭ ‬إلى‭ ‬انتماء‭ ‬ديني‭ ‬متطاير‭ ‬يتّسع‭ ‬باتساع‭ ‬حدوده‭ ‬ويضيق‭ ‬بضيقها‭ ‬فلا‭ ‬تتكوّن‭ ‬فيه‭ ‬مشاعر‭ ‬المواطنة‭ ‬والعيش‭ ‬المشترك،‭ ‬وقيس‭ ‬سعيد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬يلتقي‭ ‬بالتيارات‭ ‬الإسلاميّة‭ ‬التي‭ ‬تنهل‭ ‬من‭ ‬فقه‭ ‬أهل‭ ‬الذمة‭ ‬وترى‭ ‬أن‭ ‬الشرط‭ ‬الأساسي‭ ‬لتحقق‭ ‬صفة‭ ‬المواطنة‭ ‬هي‭ ‬الإيمان‭ ‬بالإسلام‭ ‬دينا‭ ‬وكلّ‭ ‬من‭ ‬لم‭ ‬يرضى‭ ‬بالإسلام‭ ‬دينا‭ ‬هو‭ ‬مواطن‭ ‬من‭ ‬درجة‭ ‬ثانية‭ ‬كما‭ ‬شرح‭ ‬ذلك‭ ‬الغنوشي‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬عن‭ ‬وضعيّة‭ ‬الذمي‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬الإسلاميّة‭(‬6‭)‬،‭ ‬والغريب‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬بلادنا‭ ‬عرفت‭ ‬في‭ ‬ثلاثينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬التجنيس‭ ‬أي‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الجنسيّة‭ ‬الفرنسية‭ ‬وليس‭ ‬تغيير‭ ‬الدين‭ ‬حيث‭ ‬سعى‭ ‬الاستعمار‭ ‬إلى‭ ‬دفع‭ ‬التونسيّين‭ ‬للحصول‭ ‬عليها‭ ‬بغية‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الثلث‭ ‬الاستعماري‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬المرتب‭ ‬لذا‭ ‬تجرّأ‭ ‬البعض‭ ‬على‭ ‬الحصول‭ ‬عليها‭ ‬ولكن‭ ‬الأمّة‭ ‬جميعها‭ ‬وقفت‭ ‬ضدّهم‭ ‬ومنعت‭ ‬دفنهم‭ ‬في‭ ‬مقابر‭ ‬المسلمين‭ ‬وهو‭ ‬أقصى‭ ‬عقاب‭ ‬حيث‭ ‬يُمنع‭ ‬المتجنس‭ ‬بعد‭ ‬وفاته‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يدفن‭ ‬مع‭ ‬مواطنيه،‭  ‬وبيّن‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬الصارم‭ ‬من‭ ‬الأمّة‭ ‬سببه‭ ‬وطني‭ ‬وليس‭ ‬ديني‭ ‬لأن‭ ‬مقاومة‭ ‬الاستعمار‭ ‬اتخذت‭ ‬لنفسها‭ ‬أوجها‭ ‬متعدّدة‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬التشنيع‭ ‬على‭ ‬المتجنسين‭ ‬وترذيلهم‭ ‬وطردهم‭ ‬أحياء‭ ‬وأمواتا،‭ ‬أما‭ ‬المجلس‭ ‬الشرعي‭ ‬فاتساقا‭ ‬مع‭ ‬مواقف‭ ‬الأمّة‭ ‬الرافضة‭ ‬للاستعمار‭ ‬ووفقا‭ ‬لما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مونصرون‭ ‬المقيم‭ ‬العام‭ ‬الموجّه‭ ‬إلى‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الذي‭ ‬كشف‭ ‬عنه‭ ‬سنة‭ ‬1984‭ ‬اعتبر‭ ‬المتجنس‭ ‬مرتدا‭ ‬تنسحب‭ ‬عليه‭ ‬أحكام‭ ‬الردّة‭ ‬جميعها‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يستوجب‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬التوبة‭ ‬والرجوع‭ ‬عنها‭ ‬النطق‭ ‬بالشهادتين‭ ‬أمام‭ ‬القاضي‭ ‬وقد‭ ‬أضاف‭ ‬المجلس‭ ‬الشرعي‭ ‬المالكي‭ ‬شرطين‭ ‬آخرين‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬النطق‭ ‬بالشهادتين‭ ‬وهما‭:‬

1/ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬الجنسية‭ ‬التي‭ ‬اعتنقها‭.‬

2/ ‬ردّ‭ ‬كل‭ ‬الامتيازات‭ ‬التي‭ ‬تحصّل‭ ‬عليها‭ ‬بموجب‭ ‬الجنسية‭ ‬الجديدة‭.‬

لمّا‭ ‬قدمت‭ ‬الفتوى‭ ‬للشيخ‭ ‬محمد‭ ‬العزيز‭ ‬جعيط‭ ‬للإمضاء‭ ‬كتب‭ ‬بهامشها‭: “‬إني‭ ‬الممضي‭ ‬أسفله‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التوبة‭ ‬لا‭ ‬يصحّ‭ ‬قبولها‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬تأيّدت‭ ‬بما‭ ‬يحقّق‭ ‬صدقها‭ ‬وذلك‭ ‬بتصريح‭ ‬من‭ ‬تجنّس‭ ‬أنه‭ ‬ندم‭ ‬على‭ ‬التلبّس‭ ‬بهذه‭ ‬الجنسيّة‭ ‬وتخلّى‭ ‬عنها‭ ‬ونبذها‭ ‬وسعى‭ ‬في‭ ‬التفصّي‭ ‬عنها‭ ‬بالطرق‭ ‬الممكنة‭ ‬وتخلّى‭ ‬عن‭ ‬الفوائد‭ ‬المنجرّة‭ ‬عنها‭” ‬وأمضى‭ ‬تحت‭ ‬ما‭ ‬كتب‭ ‬بالطرّة‭(‬7‭)‬،‭ ‬والمستفاد‭ ‬ممّا‭ ‬ذكر‭ ‬أن‭ ‬المجلس‭ ‬الشرعي‭ ‬حكم‭ ‬بالردّة‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الشرعيّة‭ ‬لأنه‭ ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬سببا‭ ‬آخر‭ ‬يعلّل‭ ‬به‭ ‬رفضه‭ ‬للتجنيس‭ ‬والبلاد‭ ‬مستعمرة‭ ‬آنئذ‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬بالمقيم‭ ‬العام‭ ‬إلى‭ ‬إنهاء‭ ‬تقريره‭ ‬السري‭ ‬بقوله‭: “‬وممّا‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الغليان‭ ‬الحالي‭ ‬يكتسي‭ ‬صبغة‭ ‬سياسيّة‭ ‬خالصة‭ ‬وأن‭ ‬المسألة‭ ‬الدينيّة‭ ‬ليست‭ ‬إلا‭ ‬تعلّة‭”(‬8‭)‬،‭ ‬ما‭ ‬تفطن‭ ‬له‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬الشرعي‭ ‬وعموم‭ ‬الشعب‭ ‬والمقيم‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬الفصل‭ ‬بين‭ ‬الجنسيّة‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬رابطة‭ ‬قانونيّة‭ ‬بين‭ ‬المواطن‭ ‬والدولة‭ ‬والإسلام‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬علاقة‭ ‬روحيّة‭ ‬بين‭ ‬المسلم‭ ‬وربّه‭ ‬تغاضى‭ ‬عنه‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬في‭ ‬قوله‭: “‬إن‭ ‬المسلم‭ ‬الذي‭ ‬يتجنّس‭ ‬اختيارا‭ ‬منه‭ ‬بجنسيّة‭ ‬تخرجه‭ ‬عن‭ ‬أحكام‭ ‬دينه‭ ‬يكون‭ ‬مرتدا‭” ‬وهو‭ ‬قول‭ ‬ملتبس‭ ‬يخلط‭ ‬بين‭ ‬المفاهيم‭ ‬فالمسلم‭ ‬التونسي‭ ‬الذي‭ ‬يتجنّس‭ ‬بجنسيّة‭ ‬أنقليزية‭ ‬مع‭ ‬الإبقاء‭ ‬على‭ ‬الإسلام‭ ‬عقيدة‭ ‬له‭ ‬لا‭ ‬يعدّ‭ ‬مرتدا‭ ‬لأن‭ ‬هنالك‭ ‬فرقا‭ ‬بين‭ ‬التبعيّة‭ ‬القانونيّة‭ ‬والتبعيّة‭ ‬الدينيّة،‭ ‬والخوف‭ ‬كل‭ ‬الخوف‭ ‬أن‭ ‬تتسرّب‭ ‬هذه‭ ‬المفاهيم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المراسيم‭ ‬إلى‭ ‬مؤسّسات‭ ‬الدولة‭ ‬والبناء‭ ‬المجتمعي‭. ‬

‭—————–‬

‭  ‬الهوامش

1/ ‬سورة‭ ‬البقرة‭ ‬الآية‭ ‬185‭.‬

2/ “‬الصوم‭ ‬لغة‭ ‬وشرعا‭” ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬سعاد‭ ‬جلال‭ ‬مجلة‭ ‬الهلال‭ ‬عدد‭ ‬شهر‭ ‬جويلية‭ ‬1983،‭ ‬ص8‭ ‬وما‭ ‬بعدها‭.‬

3/ ‬سورة‭ ‬البقرة‭ ‬الآية‭ ‬144‭.‬

4/ ‬الصوم‭ ‬لغة‭ ‬وشرعا‭ ‬لمحمد‭ ‬سعاد‭ ‬جلال‭ ‬ص15‭.‬

5/ “‬مسجد‭ ‬القيروان‭” ‬د‭.‬أحمد‭ ‬فكري،‭ ‬مطبعة‭ ‬المعارف‭ ‬ومكتبتها‭ ‬مصر،‭ ‬ص22‭.   ‬و‭”‬الزيتونة‭ ‬عشرة‭ ‬قرون‭ ‬من‭ ‬الفن‭ ‬المعماري‭ ‬التونسي‭” ‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬الدولاتلي،‭ ‬نشر‭ ‬وزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬تونس‭ ‬1996‭ ‬ص32‭ ‬وما‭ ‬بعدها‭.‬

6/”‬حقوق‭ ‬المواطنة،‭ ‬وضعية‭ ‬غير‭ ‬المسلم‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الإسلامي‭” ‬راشد‭ ‬الغنوشي،‭ ‬مطبعة‭ ‬تونس‭ ‬قرطاج،‭ ‬تونس‭ ‬1989‭.‬

7/ ‬البيئة‭ ‬الزيتونية‭ ‬1910‭-‬1945‭ ‬مساهمة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الجامعة‭ ‬الإسلاميّة‭ ‬التونسيّة‭” ‬د‭.‬المختار‭ ‬العياشي،‭ ‬تعريب‭ ‬حمادي‭ ‬الساحلي،‭ ‬دار‭ ‬التركي‭ ‬للنشر‭ ‬1990‭ ‬ص272‭ ‬و273،‭ ‬وكذلك‭ ‬مقال‭”‬أضواء‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬قضية‭ ‬التجنيس‭ ‬بتونس‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬الثلاثينات‭” ‬لحمادي‭ ‬الساحلي‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ “‬فصول‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬والحضارة‭” ‬نشر‭ ‬دار‭ ‬الغرب‭ ‬الإسلامي‭” ‬بيروت‭ ‬1992،‭ ‬ص222‭.‬

8/ ‬المصدر‭ ‬السابق‭ ‬ص278‭.‬

*نشر بأسبوعية “الشارع المغاربي” الصادرة بتاريخ الثلاثاء 21 فيفري 2023


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING